في أعقاب عدة محاولات لم تُكلل بالنجاح، لبيع مجموعة «دايو» الكورية الجنوبية العملاقة في مجال بناء السفن والهندسة البحرية، منذ نحو عقدين، ظهر اتجاه يميل إلى تفكيك المجموعة إلى مجموعتين، بهدف تسهيل بيعها، وفقاً لتقرير نشره موقع «نيكي آسيا»، اليوم السبت.
وأشار التقرير إلى أن الاتجاه الجديد نحو تقسيم المجوعة سيؤدي إلى الفصل بين أنشطتها المتعلقة بالدفاع وبين أعمالها المدنية؛ ما يتيح البحث عن مشترين بشكل أكبر، داخل أو خارج كوريا الجنوبية.
كما أن خطوة تقسم المجموعة، ستؤدي إلى تحفيز الاندماج في صناعة بناء السفن، وهو المجال الذي يشهد منافسة قوية، بين الشركات في كل من كوريا الجنوبية والصين واليابان، من خلال خفض الأسعار.
ولفت التقرير إلى اجتماع وزير الصناعة في كوريا الجنوبية، لي تشانغ يانغ، أمس الجمعة، مع الرؤساء التنفيذيين لأكبر ثلاث شركات لبناء السفن في بلاده، هيونداي للصناعات الثقيلة، وسامسونج للصناعات الثقيلة، ودايو لبناء السفن، معلناً عن خطط حكومته للتدريب الفني ومبادرات أخرى، مشدداً على أن «الشركات والحكومة يجب أن تعمل جنباً إلى جنب لتحقيق أقصى استفادة الأوضاع الحالية».
لم يتم الكشف عما ناقشه المسؤولون التنفيذيون مع وزير الصناعة الكوري، بينما ثارت تكهنات حول أن كوريا الجنوبية تمهد الطريق لإعادة هيكلة مجموعة دايو.
وكان بنك التنمية في كوريا الجنوبية، والمدعوم من الدولة، قد أنقذ مجموعة دايو لبناء السفن، وكانت المرة الأُولى عام 2000، بعد انهيار المجموعة في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية، ومنذ ذلك الوقت، ضخّ البنك أكثر من 7 تريليونان وون (ما يوازي 5.2 مليار دولار) من مساعدات في مجموعة دايو، ويمتلك البنك الآن 55.7% من أسهم المجموعة.
وسعى البنك منذ سنوات إلى البحث عن مشترٍ محلي لمجموعة دايو، لكن جهوده لم تُكلل بالنجاح، وتم منع صفقة مؤخراً كان قد تم التوصل إليها في مارس 2019 مع هيونداي للصناعات الثقيلة، بسبب اعتراض الاتحاد الأوروبي، باعتبار أن الشركة المندمجة الجديدة، ستسيطر على جزء كبير من سوق ناقلات الغاز الطبيعي المسال.
إلّا أنَّ الأوضاع المالية لمجموعة دايو تدهورت، وتكبدت الشركة خسارة في التشغيل قدرها 99.5 مليار وون في الربع الثاني (من أبريل إلى يونيو)، كما انخفضت نسبة رأس مالها، إلى 13% بنهاية يونيو بعدما كان 37% في نهاية عام 2020، وسط مخاوف من عدم قدرتها على الاستمرار في العمل.
وكانت مجموعة دايو قد أصبحت محط الأنظار بعدما احتل مقاولون من الباطن جزءاً من حوض بناء السفن، للمطالبة بأجور أفضل، وهو الإضراب الذي استمر لمدة 50 يوماً، وأدى لتعطيل بناء السفن، مسفراً عن أضرار تُقدّر بحوالي 816.5 مليار وون.
ومنذ حدوث ذلك الإضراب، أظهر رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، اتجاها على المضي في إعادة هيكلة دايو.
ومن المعروف أن عقود بناء السفن البحرية والغواصات، وغيرها من المعدات الدفاعية، تشكل حوالي 20% من عائدات مجموعة دايو، وفي حالة حدوث تقسيم للمجموعة، فمن المحتمل أن يتم بيع هذه العمليات الدفاعية لشركة كورية جنوبية، ويمكن بيع الجزء المتبقي، والذي يتضمن بناء ناقلات الغاز الطبيعي المسال، وسفن الحاويات، إمّا إلى مشترٍ محلي أو أجنبي، كما تم التعاقد مع شركة استشارية للمساعدة في صياغة خطة لتقسيم المجموعة.
وتسيطر اليابان والصين وكوريا الجنوبية، على سوق بناء السفن في العالم، وتتمتع شركات بناء السفن في كوريا الجنوبية بقوة كبيرة في مجال ناقلات الغاز الطبيعي المسال، حيث يمتلكون نحو 80% من حصة السوق.
وتشير مجموعة دايو لبناء السفن في موقعها الرسمي على الإنترنت، إلى أنها بدأت في عام 1973 في خليج أوكبو على الطرف الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة الكورية، وتم الانتهاء من بناء حوض بناء السفن في عام 1981، ومنذ ذلك الحين نمت المجموعة، لتصبح أحد كبار المقاولين الكبار في مجال بناء السفن، ومنصات الحفر والغواصات والمدمرات.