أعلنت «توتال» أن الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة تحتاج إلى تمويل كبير، وسط مساعيها لتطوير أحواض وقود أحفوري جديدة، على مدى العقد المقبل. وقالت إنه على المدى القريب لن يتمكن الوقود الأحفوري من أن يحل محل البنزين؛ لذا فإنها تتوسع في مشاريع النفط والغاز في الوقت الذي تدفع فيه الشركة المليارات إلى الطاقة النظيفة.
تطورات معقدة في مجال النفط والغاز
ووقع الرئيس التنفيذي لشركة «توتال»، باتريك بوياني، هذا العام، والرئيس الرواندي بول كاغامي اتفاقية تعاون، لاستكشاف الفرص لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، وكان الاقتراح ذا قيمة تجارية قليلة لشركة النفط الفرنسية الكبرى، لكن في الأشهر السابقة، كان لرواندا قيمة كبيرة بالنسبة لشركة «توتال» بعد أن قامت بنشر 1000 جندي في موزمبيق؛ لقمع تمرد أوقف خطط الشركة لمشروع الغاز الضخم.
واليوم، لا تزال موزمبيق غير مستقرة، بحيث يتعذر على توتال استئناف البناء، لكن الاستثمار فيها هو مجرد واحد من سلسلة من التطورات المعقدة في مجال النفط والغاز في الأجزاء الصعبة من العالم، والتي يهدف بوياني إلى تحقيقها في الوقت الذي يتواصل فيه الضغط البيئي على الصناعة لوقف مثل هذا النشاط.
ويقول المحلل في «بيرنشتاين»، أوزوالد كلينت، الذي كان يغطي أخبار صناعة النفط لمدة 20 عاماً لـ«فايننشيال تايمز» البريطانية: «لا أعتقد أنني رأيت من قبل أن ارتفاع مستويات ثقة المساهمين في رئيس تنفيذي، كما يحدث حالياً مع باتريك.. هناك قناعة بأنه قادر على إدارة المخاطر الجيوسياسية».
وتستثمر الشركة، التي أعيدت تسميتها إلى «توتال إنرجيز» العام الماضي للدلالة على اهتماماتها المتنوعة، مليارات الدولارات في مشاريع الطاقة النظيفة من مزارع الرياح في بحر الشمال في المملكة المتحدة إلى محطات الطاقة الشمسية في العراق، و منشآت الهيدروجين التي تمتد من الولايات المتحدة إلى الهند.
الاستثمار في الوقود الأحفوري محفوف بالمخاطر
ويقدر بنك الاستثمار «آر بي سي كابيتال ماركتس» أعمال توتال منخفضة الكربون بنحو 35 مليار دولار، ما يجعلها أكبر بكثير من أي من منافسيها الكبار، ويحاول «بوياني» تحقيق نجاح في كلا الاتجاهين، وهو ما رفع سعر سهم توتال بنحو 10% منذ تعيينه، في حين أن معظم منافسيها قد سجلوا انخفاضاً، ويعد إجمالي عائدات المساهمين في المجموعة هو الأفضل خلال فترة أي من الشركات الست الكبرى، وكان أداء المنافسين مثل «بي.بي»، التي اتخذت أكبر خطوة بعيداً عن الوقود الأحفوري، متعهدة بخفض إنتاج النفط بنسبة 40% بحلول عام 2030، أسوأ بكثير.
وفي حين أن المنافسين الأوروبيين «بريش بتروليوم» و«شل» أصبحا حذرين بشكل متزايد بشأن تطوير مشاريع النفط والغاز في المناطق غير المستغلة سابقاً، استمر بوياني في المضي قدماً، ودعمه معظم المساهمين حتى الآن.
ولكن الطلب غير المؤكد طويل الأجل على النفط والغاز يجعل أي استثمار كبير في الوقود الأحفوري رهانًا محفوفًا بالمخاطر بشكل متزايد، لا سيما مع تقلص مجموعة البنوك وشركات التأمين الراغبة في دعم مثل هذه المشاريع كل عام.
ويقول رئيس بنك كريدي موتويل، الفرنسي المشترك، نيكولاس تيري، الذي كان من بين 11% من المساهمين الذين صوتوا ضد خطة توتال للمناخ هذا العام: «نريد تحولاً سريعاً لنموذجهم»، ويرجع ذلك -جزئياً- إلى أنهم ما زالوا يستثمرون في مشاريع النفط.
و تخطط شركة توتال، في نهاية المطاف، لتقليل مبيعات منتجات النفط والغاز بحلول عام 2050 إلى ربع مبيعاتها الحالية، وهو مستوى يتماشى -تقريباً- مع رؤية وكالة الطاقة الدولية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، على الرغم من تباعد مسارات الوصول إلى هناك بشكل حاد، وقالت وكالة الطاقة الدولية، العام الماضي، إنه لا حاجة إلى تطوير حقول نفط أو غاز جديدة في مناطق جديدة.