تراجعت استثمارات مبادرة الحزام والطريق الصينية الجديدة في روسيا إلى الصفر للمرة الأولى، بحسب تقرير صادر عن مركز التمويل والتنمية الأخضر بجامعة فودان في شنغهاي، وعلى عكس التعهدات والعقود السابقة بمليارات الدولارات، لم تبرم بكين صفقات جديدة مع الكيانات الروسية في إطار برنامج الحزام والطريق في النصف الأول من عام 2022، وفقاً للتقرير.
وذكر التقرير الذي نشرته فاينانشال تايمز، أنه مع تباطؤ الاستثمارات في روسيا، عمقت الصين مشاركتها في الشرق الأوسط، وقال كريستوف نيدوبيل وانج، مدير مركز التمويل والتنمية الأخضر، لصحيفة فاينانشيال تايمز، إن التهديد بالعقوبات التي يقودها الغرب كان يمكن أن يردع الصين عن الاستثمار في روسيا، وأكد التقرير أن السقوط قد يكون "مؤقتاً فقط” وأن هناك "ارتباطاً قوياً بالتأكيد بين روسيا والصين”، وأضاف أن مشتريات الصين من صادرات الطاقة الروسية زادت رغم الحرب.
كانت روسيا من بين المستفيدين الرئيسيين من الإنفاق التنموي الصيني من خلال برنامج الحزام والطريق، وهو السمة المميزة للسياسة الخارجية للرئيس شي جين بينغ، لسنوات.
وبلغ إجمالي التزامات الإقراض الرسمية من الصين إلى روسيا من عام 2000 إلى عام 2017 نحو 125.4 مليار دولار، وفقاً لـ«آي داتا»، والذي شمل 58 مليار دولار من بنك التنمية الصيني، و15 مليار دولار من«تشينا إكس بنك»، وهما أكبر بنوك الصين.
ولا تزال الصين تعتمد على الإمدادات الروسية لنحو 15% من نفطها و8% من غازها، وتم إبرام صفقات طاقة جديدة لتوسيع هذه الترتيبات في أوائل فبراير، قبل أيام من إصدار أوامر للقوات الروسية بالغزو.
ومنذ الحرب الروسية الأوكرانية، انتقدت بكين العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، رغم أن العديد من شركاتها تحرص على عدم انتهاكها.
وأظهرت بيانات جامعة فودان أن المملكة العربية السعودية أصبحت الآن واحدة من أكبر المستفيدين من مبادرة الحزام والطريق، حيث تعزز الصين علاقاتها مع دول الشرق الأوسط من خلال صفقات ضخمة في مجال الطاقة والبناء.
ووقعت بكين صفقات بقيمة 5.5 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية في النصف الأول من العام –أكثر من أية دولة أخرى– حيث استقرت، وفي عام 2021، كان العراق أكبر مستفيد من مبادرة الحزام والطريق مع صفقات بناء جديدة بقيمة 10.5 مليار دولار.