قامت كل من روسيا وأوكرانيا بتوقيع اتفاق تدعمه الأمم المتحدة، يتم السماح بموجبه بإعادة تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود.
وجرى التوقيع في مدينة إسطنبول التركية، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال غوتيريش في تصريحات خلال توقيع الاتفاقية، إن الاتفاق سيفتح الطريق أمام كميات كبيرة من الصادرات الغذائية من أوكرانيا، ويحد من أزمة الغذاء والاقتصاد في العالم النامي، داعياً كل من روسياً وأوكرانيا إلى التنفيذ الكامل للاتفاق.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى وجود 4 تحديات وعوائق أمام عملية نقل ملايين الأطنان من الحبوب من موانئ البحر الأسود.
وذكرت الصحيفة أن أولى التحديات هي عملية العثور على السفن وطاقم العمل لنقل هذه الشحنات، موضحة أنها مهمة لا يمكن إتمامها بين ليلة وضحاها.
ورحبت شركات الشحن وكذلك تجار الحبوب بالاتفاق الذي اعتبروه خطوة إيجابية، لكنهم حذروا من وجود العديد من العقبات بما في ذلك سلامة البحارة والسفن، إلى جانب تأمين مناسب وميسور الكلفة لتغطية النقل.
إزالة الألغام
ذكرت الغارديان، أن أول الخطوات التي يجب اتخاذها هي إزالة الألغام من المياه الساحلية الأوكرانية، أو تأمين ممر يمتد لعدة كيلو مترات خالياً من الألغام.
وذكرت التقارير صادرة من كييف تقديرات حول المدة التي سيستغرقها الأمر، حيث تتراوح من 10 أيام إلى عدة أشهر.
تأمين أسطول الشحن
ستحتاج عملية الشحن إلى أسطول من 400 سفينة شحن مصممة لنقل البضائع الزراعية بين القارات، ويمكن لكل منها استيعاب ما يصل إلى 50 ألف طن، لنقل ما يقدر بنحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في مخازن أوكرانيا.
ويقدر محللو الشحن أن الأمر سيستغرق أسبوعين حتى يتم إعادة توجيه السفن إلى البحر الأسود، ويعتمد الأمر على توافر السفن في المناطق المجاورة، مثل البحر الأبيض المتوسط، وفقاً لبيتر ساند كبير المحللين في شركة Xeneta لتحليلات سوق الشحن.
ولم تتمكن أكثر من 100 سفينة من مغادرة موانئ أوكرانيا منذ بداية الصراع.
وقال الأمين العام لغرفة الشحن الدولية غاي بلاتن، إن الإبحار من موانئ البحر الأسود قد لا يتم على الفور، مشيراً إلى أنه تم إيقاف السفن بشكل أساسي منذ 24 فبراير، لذلك وجب التأكد من أن تلك السفن صالحة للإبحار وإجراء عمليات الصيانة اللازمة لها.
وأوضح بلاتن أنه يجب التأكد من وجود الطاقم المناسب على متن السفينة بعد أن تم إجلاء المزيد من الطواقم، حيث كان يوجد حوالي 2000 بحار على السفن الراسية في الموانئ الأوكرانية قبل بدء الحرب، وتم إعادة غالبيتهم إلى أوطانهم خلال الأشهر الماضية ليبقى فقط 450 شخصاً من الطاقم.
ومن غير الواضح ما إذا كانت أوكرانيا ستكون قادرة على توفير أعداد كافية من البحارة الذين لم يشاركوا في الصراع، حيث كان الروس والأوكرانيون يشكلون حوالي خمس أفراد الطاقم.
تأمين حرب
بعد عملية تأمين السفن والطاقم، سيحتاج ملاك السفن إلى الحصول على تأمين حرب مناسب على السفينة وطاقمها.
وحتى في حال التأمين، قد يحجم أصحاب السفن عن إرسال أصولهم وأفرادهم للعمل وسط الصراع على الرغم من الضمانات الدولية.
توفير صوامع جديدة
سيستغرق الأمر وقتاً، في حين من المقرر أن يبدأ المزارعون الأوكرانيون بحصاد محاصيلهم الربيعية وسط حاجة لتوفير مساحة داخل صوامع الحبوب في البلاد.
وخلال الحصار المفروض على موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود، عمل المسؤولون الحكوميون والمنتجون الزراعيون على زيادة مستويات صادرات الحبوب باستخدام الطرق والسكك الحديدية والنقل النهري.
وسجلت الصادرات رقماً قياسياً في يونيو بلغ 2.3 مليون طن وفقاً لمجلس الحبوب الدولي IGC، وهي منظمة حكومية دولية تسعى إلى تعزيز التعاون في تجارة الحبوب العالمية، وعلى الرغم من أن ذلك لا يمثل سوى ثلث الكمية التي تم تصديرها شهرياً عن طريق البحر قبل الحرب.
وتحتاج أوكرانيا من أجل تأمين مساحة كافية في صوامع الحبوب الخاصة بها للحصاد الجديد، إلى نقل 7 ملايين طن من الحبوب شهرياً من مخازنها على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة، وفقاً للجنة الحكومية الدولية.
وقال ألكسندر كارافايتسيف كبير الاقتصاديين في IGC، إن المهمة قد تكون صعبة للغاية لبدء نقل 5 ملايين طن في الشهر الأول بعد إعادة الافتتاح، وحتى في حال تم ذلك، ستبقى هناك حاجة إلى مساحة تخزين إضافية مثل بناء صوامع جديدة.