أثارت تحركات «أبل» وغيرها من شركات التكنولوجيا الغربية للحد من أعمالها التجارية مع روسيا إثر حربها على أوكرانيا، قلق المستهلكين من إمكانية تكرار الأمر في الصين في حال قررت شن حرب على تايوان.
انتقد المستهلكون الصينيون شركة «أبل» وغيرها من الشركات التي قطعت علاقات العمل مع موسكو، مصرحين أنه لا بد لبكين أن تستعد لتكتيكات مماثلة إذا ما قررت الهجوم على تايوان. إذ يتركّز قلق المستهلكين الصينيين حول شركة «أبل»، التي تحركت بسرعة، مثل «غوغل» و"مايكروسوفت «وغيرها من عمالقة التكنولوجيا، للحد من أعمالها في روسيا بعد الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير، حيث أوقفت الشركة مبيعات المنتجات وصادراتها والخدمات المحدودة مثل «أبل باي»، كما أزالت منافذ الأخبار الحكومية الروسية مثل «آر تي نيوز» و«سبوتنك نيوز» من متجر «أبل» خارج روسيا.
راقبت الصين حرب أوكرانيا والاستجابة العالمية لها عن كثب، رغم وجود توترات طويلة الأمد بين الصين وجزيرة تايوان ذاتية الحكم. وتزعم بكين أنّ تايوان تابعة لها، في حين يرفض المسؤولون الصينيون أي مقارنة بين تايوان وأوكرانيا، مؤكدين أنّ أوكرانيا تعدّ دولة مستقلة. وأفاد شي جين بينغ، الزعيم الصيني، أنّ إعادة التوحيد مع تايوان أمر حتمي، ولم يستبعد استخدام القوة لتحقيقه، رغم تصريح الحكومة التايوانية بعدم وجود علامات على هجوم وشيك، وفقاً لمقالة نشرها موقع «إن بي سي نيوز» حديثاً.
انتقد بعض المعلّقين عبر الإنترنت في الصين، رغم تأييدهم لروسيا على وسائل التواصل الاجتماعي، تصرفات شركة «أبل» في روسيا وصرّحوا أنّ الصين يجب أن تتهيأ لتكتيكات مماثلة. إذ سأل أحد المستخدمين على «تشيهو»، وهي منصة صينية على وسائل التواصل الاجتماعي مشابهة لمنصة «كورا»: «هل يمكن ضمان عدم تعطيل أجهزة الآيفون في حال قررت الصين الهجوم على تايوان»؟
أفاد خبراء أنه سيكون من الصعب على «أبل» الابتعاد عن الصين، التي تعد مركز تصنيع بالغ الأهمية للشركة وكذلك ثالث أكبر سوق لها بعد الولايات المتحدة وأوروبا، حيث صرحت كيندرا شايفر، رئيسة الأبحاث التقنية في فريق «تريفيوم» لأبحاث السياسة في بكين، أنّ الأمر مختلف تماماً عما يحدث في روسيا، وأشارت إلى أنّ اللوائح الصينية تتطلّب من «أبل» والشركات الأخرى تخزين معلومات العملاء الصينيين على الخوادم داخل البلاد. وترى شايفر أنّ السؤال الأهم هو هل الانسحاب من الصين يعني أنّ «أبل» ستفقد عملاءها وجميع بياناتهم بالكامل؟