أكد عدد من المسؤولين والخبراء الإقليميين والدوليين، أن عالم الفضاء الرقمي «الميتافيرس»، سيسهم في إحداث طفرة كبيرة في القطاع المالي ونظم المدفوعات على الصعيد العالمي، مشيرين إلى الحاجة إلى تطوير أطر تنظيمية وتشريعية مثل أي قطاع ناشئ لتحقيق أقصى استفادة من إمكاناته، مع الحفاظ على خصوصيات الأفراد وتلبية متطلبات الأمن السيبراني.
ويشكل عالم «ميتافيرس» الوليد ما يشبه نسخة رقمية عن عالمنا الواقعي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت، بما يمكن الأشخاص من التواصل والتفاعل والتسوّق إلكترونياً بطريقة مباشرة عبر نظام اقتصادي رقمي لامركزي يدمج العالم الرقمي والعالم الحقيقي.
وأوضح المتخصصون في قطاع التكنولوجيا والخدمات المالية، أن تكنولوجيا «ميتافيرس» أحدثت ثورة في عدة قطاعات مثل التجارة الإلكترونية والألعاب ووسائل الإعلام والترفيه والعقارات، ومن المتوقع أن تحدث نمواً قياسياً في قطاعات أخرى على رأسها القطاع المالي بما يشمل نظم المدفوعات والتكنولوجيا المالية.
وقالوا إن الرؤية بشأن مستقبل القطاع المالي ونظم المدفوعات في عالم «ميتافيرس» ستتضح بشكل أكبر خلال السنوات القادمة مع زيادة المبادرات والبرامج التي تستهدف استكشاف الفرص الواعدة في الفضاء الرقمي، مشيرين إلى أن دولة الإمارات ستكون مساهماً فعالاً في تعزيز «ميتافيرس» لما تملكه من مقومات تقنية متطورة وبنية تحتية رقمية على مستوى عالمي.
وعلى مدار الأشهر الماضية، أطلقت دولة الإمارات مجموعة من المبادرات والبرامج الهادفة لتعزيز حضورها في العالم الافتراضي، فيما أعلنت إمارة دبي عن استهدافها رفع المساهمة الإجمالية لقطاعات الميتافيرس إلى 4 مليارات دولار في اقتصاد الإمارة بحلول عام 2030.
وقال نمير خان، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة المؤسس لجمعية التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «عندما يتعلق الأمر بالميتافيرس، فهناك استيعاب قوي متوقع لقطاع الخدمات المالية مع اعتماد رموز وعملات جديدة، لذا نعتقد أن هذا العالم الافتراضي سيؤدي إلى تسريع وتيرة نمو القطاع المالي في السنوات القادمة».
وأضاف: «علينا أن نركز خلال الفترة القادمة على المواضيع المرتبطة بتطوير قطاع التكنولوجيا المالية ومستقبل القطاع المالي في عالم الميتافيرس بما يشمل الخدمات المصرفية المفتوحة، والتكنولوجيا التنظيمية، والمدفوعات، والأصول الرقمية».
من جهته قال ريني ميكاو، الرئيس العالمي للأصول الرقمية في ستاندرد تشارترد: «بات العالم الافتراضي موضوعاً مثيراً للاهتمام، فهو فرصة فريدة للقطاع المالي والتجاري العالمي للتفاعل مع مجموعات جديدة من المستهلكين وبطرق مختلفة».
وأضاف: «نحن نريد فهماً أعمق لتجربة الميتافيرس، والتواصل مع العملاء بطرق هادفة في هذا العالم الافتراضي، والأهم من ذلك التفكير في كيفية تقديم مساحة رقمية كاملة عبر الإنترنت للخدمات المالية بطريقة تحمي المستهلكين، مع توفر بنية تحتية مستقرة، وسهولة حصول كل فرد على تلك التجربة والتمتع بمزاياها من دون عقبات أو سلبيات».
من ناحيته قال جايمي فيرهيج، مدير استقبال مدفوعات التجار لدى شركة «تاب» للمدفوعات المالية، إن القطاع المالي ونظم المدفوعات سيشهدان نمواً قياسياً في عالم الميتافيرس، لكن هذا النمو سيكون بعد عدة سنوات مع اتضاح الرؤية، مشيراً إلى عدد من تحديات «الميتافيرس»، مثل الحفاظ على الخصوصية والأمن السيبراني والتي يجب الاستعداد لها وابتكار الحلول لمتغيراتها.
من جانبه أكد عمرو السيد مدير تطوير المشاريع لدى «تاب» للمدفوعات المالية، أن «ميتافيرس» ستسهم في إحداث تأثير كبير في القطاع المالي وزيادة حجم المدفوعات عالمياً، متوقعاً تزايد اهتمام الشركات المتخصصة في القطاع المالي والمدفوعات بالاستثمار في هذا العالم الافتراضي الجديد، خصوصاً في دولة الإمارات التي اهتمت بإطلاق مجموعة من المبادرات لتعزيز حضورها في هذا العالم الجديد.
وقالت جنان باجريتش، أخصائية تطوير الأعمال في سيتي جولد إدارة الثروات لدى «سيتي بنك»: «إن الميتافيرس فتح شهية الكثير من الجهات لاتخاذ الإجراءات والقرارات السريعة لتسخير الإمكانات والفرص المستقبلية، وعلى رأسها قطاع الخدمات والتكنولوجيا المالي، والذي نتوقع أن يشهد نمواً كبيراً في هذا العالم الافتراضي».
من جهته قال زاهر أغا، المدير التنفيذي في شركة «دي. تي. تي» لتقنيات التداول المباشر المملكة المتحدة: «لا شك أن تكنولوجيا ميتافيرس ستسهم في زيادة المدفوعات وتعزيز تطور ونمو القطاع المالي العالمي، وهي خطوة إيجابية أيضاً على صعيد دعم القطاع التجاري، والذي بدوره سينعكس على اقتصادات الدول بشكل إيجابي».