أطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية في الإمارات مبادرة «سالمين» الهادفة إلى تقديم كافة سُبل الرعاية والدعم للبحّارة والعاملين في القطاع البحري؛ وتأمين احتياجاتهم باعتبارهم أحد أهم أعمدة الأساس للتجارة البحرية العالمية.
وتسهم هذه المبادرة التي أُطلقت تزامناً مع اليوم العالمي للبحّارة، الذي يصادف 25 يونيو من كل عام، في تعزيز جودة حياة البحّارة والتغلب على التحديات التي يواجهونها بسبب الجائحة والقيود المفروضة على السفر.
وتعد دولة الإمارات مركزاً لوجستياً مهماً يربط بين خطوط الشحن العالمية؛ حيث تستقبل الحصة الأكبر من السفن التي تقصد موانئ المنطقة والتي يتجاوز عددها الـ21000 سفينة سنوياً. فيما تعمل في الدولة أكثر من 27,000 شركة بحرية محلية ودولية مع أكثر من 17 مليون حاوية تتم مناولتها في موانئ الإمارات سنوياً.
وتشكّل مبادرة «سالمين» إطار عمل يضم جميع الإنجازات التي تقوم الوزارة بتنفيذها لتحقيق محور تحسين جودة الحياة، ضمن منظومة التميز الحكومي الإماراتي، والتي تقرَّر أن يتم توجيهها لرعاية البحّارة وتقديم الدعم لهم. الأمر الذي يتعدى تأثيره حدود دولة الإمارات؛ ليتردد صداه في العالم أجمع الذي تربطه التجارة العالمية القائمة على قطاع الشحن وجنوده من البحّارة.
وقال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية خلال إطلاقه المبادرة في مقر الوزارة بدبي: «عندما نتحدث عن قطاع النقل البحري في دولة الإمارات يتطرق إلى أذهاننا الدور المؤثر الذي باتت تلعبه الدولة على الصعيد العالمي في حركة الملاحة البحرية. حيث تعد دولة الإمارات أحد أفضل المراكز البحرية عالمياً. لذلك أخذنا على عاتقنا الاهتمام بطرح المبادرات والقوانين والتشريعات التي يمكنها تطوير القطاع بأفضل الممارسات على التوازي مع الاهتمام بمجتمع البحّارة؛ أحد أهم أركان هذه الصناعة؛ لمساعدتهم على تخطّي التحديات التي يواجهونها أثناء تأدية عملهم. ويعد إطلاقنا لمبادرة «سالمين» بالتزامن مع اليوم العالمي للبحّارة تأكيداً على الدعم المستمر للبحارة وانعكاساً للإيمان الراسخ بالدور الفاعل الذي يقومون به تجاه تعزيز دور الإمارات كمركز بحري عالمي لا يُضاهَى».
وأضاف: «إن مبادرة «سالمين» تعزز مكانتنا، لنكون من الدول الأُولى التي تحفظ حقوق الطواقم البحرية، لا سيّما في مثل هذه الظروف التي لعب فيها البحارة دوراً بارزاً في مواجهة التأثير السلبي للجائحة على الاقتصاد العالمي، فبحكم دورنا في الوزارة ومسؤوليتنا عن وضع التشريعات والقوانين المتعلقة بالقطاع البحري، والتأكد من الالتزام وتطبيق هذه القوانين، فقد حرصنا على أن تكون منظومتنا القانونية مكرسة لخدمة أولئك البحّارة الذين يسهمون بشكل رئيس في تحقيق التنمية الاقتصادية لدولة الإمارات، وكان آخر تلك الإنجازات قرار مجلس الوزراء بشأن الحطام البحري والسفن المخالفة، والذي يُلزم جميع السفن التي تحمل علم الدولة أو تبحر في مياهها بضمان حقوق البحّارة والالتزام بتوفير مستلزماتهم».
وتتمثل الركائز الأساس الخاصة بالمبادرة، والتي تهدف إلى عدة عوامل، أهمها فتح المجال أمام البحّارة للوصول إلى الدعم المناسب من خلال تقديم أفضل سبل الرعاية الطبية، التعليم البحري المناسب وتوفير التدريب لبناء القدرات المهنية، وكذلك تحديد وإزالة العقبات المادية والاجتماعية من خلال تعاون القطاعين الحكومي والخاص بشكل فعّال لتعزيز فكرة تمكين «جيشنا الأزرق» والتي تهدف إلى تعزيز تأثير «كفاءات البحّارة» المؤهلة في الصناعة لإلهام الأجيال المستقبلية الشابة.
من جانبه ذكر المهندس حسن محمد جمعة المنصوري وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لقطاع شؤون البنية التحتية والنقل أن البحارة يعدون شريان الحياة في صناعتنا، ويربطون العالم عبر الطرق البحرية؛ لذلك اتخذت دولة الإمارات تدابير استباقية لحماية مصالح البحارة، وتحسين جودة حياتهم لافتاً إلى أن الإمارات تُعدُّ من أوائل الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية التي صنفت البحّارة كعمال لهم أولوية الرعاية في ذروة جائحة «كوفيد-19» وقدمت لهم الدعم من خلال تسهيل عملية التبديل الآمن لأطقم السفن وإعادتهم إلى أوطانهم وتقديم اللقاحات وتيسير وصولهم إلى الرعاية الطبية اللازمة.
ونوّه بأن الوزارة قامت مؤخراً كذلك بتكريم مؤسسة «البعثة إلى البحّارة» في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وهي مؤسسة خيرية تقدم المساعدات الطارئة والدعم للبحّارة، ما يعكس دورها الحيوي تجاه قطاع النقل البحري وصناعة الشحن بشكل عام والبحّارة بشكل خاص.
من جهتها قالت المهندسة حصة آل مالك مستشارة وزير الطاقة والبنية التحتية لشؤون النقل البحري: «نجحت الوزارة في تحقيق عدد من الإنجازات في مجال حماية البحّارة، وتقديم الدعم لهم، أهمها الإسهام في إصدار قرار مجلس الوزراء بشأن الحطام البحري والسفن المخالفة والإعلان عن اللوائح التي تضمن حماية حقوق البحّارة إضافة إلى توقيع اتفاقية مع الاتحاد الدولي للعاملين في قطاع النقل من أجل تعزيز التعاون في مجال دعم البحّارة بالتوازي مع تقديم جميع أشكال الدعم المادي والمعنوي لهم في الدولة وتوفير العلاج ولقاحات «كوفيد-19» لهم مجاناً تزامناً مع السماح بتبديل الطواقم البحرية التي حققت فيها الدولة أسبقية على مستوى العالم من خلال تسهيل التبادل الآمن لأكثر من 240,000 بحّار، وتم مساعدتهم في عملية التبديل والعودة سالمين إلى أوطانهم. سنواصل العمل دائماً لدعم البحارة فهم «جيشنا الأزرق» وعصب التجارة العالمية».