أدت الحرب الروسية - الأوكرانية إلى اهتزاز عدة مفاهيم كانت راسخة في السياسة الألمانية، منها إعادة تسليح الجيش الألماني بـ100 مليار يورو، وتسليم أسلحة لأوكرانيا، والآن ومن ناحية أخرى، تغير ألمانيا مبادئها في موارد الطاقة والتزامها بحماية المناخ، في خطوة تفسرها مقولة: «إن الضرورات تبيح المحظورات»، وإن نقص الإمدادات في ظل العقوبات على استيراد الغاز الروسي يجعل ألمانيا تعود لتوليد الطاقة من الفحم أو كما يطلق عليه «الذهب الأسود».
ارتفاع الأسعار
أزمة الشتاء
وتطرق التقرير إلى أنه بعد أشهر قليلة سيقترب فصل الشتاء، وحتى لا يضطر الألمان لقضاء الأعياد وهم يرتجفون، لن يكون أمام هابيك إلا أن يلعب بورقة الفحم التي تعتبر من مصادر الطاقة غير النظيفة.
ووفقاً لتقرير صادر عن وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية، يبلغ المستوى الحالي للتخزين في ألمانيا نحو 56.7%، وأن هدف الحكومة الفيدرالية هو أن تكون خزانات تخزين الغاز ممتلئة بنسبة 80% بحلول الأول من أكتوبر و90% بحلول نوفمبر، من أجل الاستعداد للاختناقات المحتملة.
توليد الكهرباء من الفحم
ارتفاع الأسعار
أكدت صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية أن الناس يشعرون بشكل كبير بارتفاع أسعار الكهرباء والنفط والغاز، وأنه منذ اندلاع حرب أوكرانيا، بدأ أمن الإمدادات يئن تحت المخاطر، وأنه قبل عام لم يكن لأحد أن يعتقد أنه من الممكن أن يكون الديزل في محطات الوقود الألمانية أغلى من البنزين الممتاز، أو أن تتضاعف فاتورة الكهرباء والغاز 3 مرات، حيث إن أي شخص يقوم بتدفئة منزله في المتوسط يدفع حالياً ما يزيد قليلاً على 2000 يورو سنوياً، وقبل عام كان 1100 يورو فقط، أي ما يزيد على 86%.
فيما أكدت صحيفة «برلينر كورير» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يغلق صنبور الغاز، ولذلك أعلن وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، اتخاذ إجراءات إضافية بهدف تقليل استخدام الغاز لتوليد الطاقة والصناعة وتعزيز ملء مرافق التخزين. وسيتم استخدام المزيد من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.أزمة الشتاء
وقال هابيك إنه يجب الآن تقليل استهلاك الغاز في قطاع الكهرباء والصناعة، ويجب ملء صهاريج التخزين، وإنه لا بد أن تكون محطات الطاقة التي تعمل بالفحم «أكثر استخداماً». ومن المقرر أن يتم تمرير قانون بهذا المعنى من قبل المجلس الاتحادي في الثامن من يوليو المقبل، ليدخل بعد ذلك حيز التنفيذ بسرعة.
في الوقت نفسه، تعد وزارة الاقتصاد لائحة وزارية ضرورية لبدء «احتياطي استبدال الغاز»، ولهذا الغرض، سيتم تحديث محطات الطاقة المتوافرة بالفعل كاحتياطي، حتى تتمكن من العودة إلى السوق على المدى القصير.
وأضاف هابيك أن ألمانيا ستقوم باستدعاء احتياطي استبدال الغاز حالما يدخل القانون حيز التنفيذ، وأن هذا يعني، بصراحة، المزيد من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم لفترة انتقالية، وهو أمر صعب، لكن من الضروري تقريباً في هذه الحالة تقليل استهلاك الغاز، «يجب أن نفعل وسنفعل كل ما في وسعنا لتخزين أكبر قدر ممكن من الغاز في الصيف والخريف، يجب أن تمتلئ مرافق تخزين الغاز بحلول الشتاء. هذا له أولوية قصوى».ووفقاً لتقرير صادر عن وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية، يبلغ المستوى الحالي للتخزين في ألمانيا نحو 56.7%، وأن هدف الحكومة الفيدرالية هو أن تكون خزانات تخزين الغاز ممتلئة بنسبة 80% بحلول الأول من أكتوبر و90% بحلول نوفمبر، من أجل الاستعداد للاختناقات المحتملة.
وبحسب الوزارة، ساهم الغاز بنحو 15% في توليد الكهرباء عام 2021، لكن من المرجح أن تكون النسبة أقل في الأشهر القليلة الأولى من عام 2022، وأنه في مارس، نتيجة للأحداث الروسية - الأوكرانية، قدمت الحكومة الفيدرالية 1.5 مليار يورو لشراء الغاز للتخزين، بالإضافة إلى ذلك، اتخذت تدابير مختلفة أخرى، كمساعدة شركات الطاقة ووضعت خططاً ملموسة لبناء محطات الغاز السائل في ألمانيا، وعلى المدى المتوسط والطويل، سيتم تسريع توسيع الطاقات المتجددة من الرياح والشمس في ألمانيا بشكل كبير.
توليد الكهرباء من الفحم
من جهته دعا رئيس اتحاد الصناعات الألمانية، سيغفريد روسفورم، إلى توليد المزيد من الكهرباء من الفحم بشكل مؤقت، وقال: «مناشدتي أوقفوا توليد الطاقة التي تعمل بالغاز، وأخرجوا محطات الطاقة التي تعمل بالفحم من الاحتياطي على الفور.. إذا كان وضع الإمداد في الصيف في الواقع صعباً، فيجب علينا اتخاذ هذا الخيار على الفور، سواء تم استخدام المزيد من الفحم الآن أو في الشتاء، ولكن على الأقل يمكننا تأمين مستويات تعبئة أعلى في صهاريج تخزين الغاز، فالأمر الآن يتعلق بإجراءات قصيرة الأجل لتأمين إمدادات الطاقة».