تتجه إسبانيا إلى درجات حرارة قياسية في يونيو، لم تحدث خلال أربعة عقود، اليوم الجمعة، وحظرت منطقة في فرنسا المناسبات في الأماكن المفتوحة، وطارد الجفاف المزارعين الإيطاليين، بعد أن دفعت موجة حر مبكرة في الصيف الأوروبيين الغربيين للبحث عن الظل، وأصابتهم بالقلق بشأن تغير المناخ.
واشتدت موجة الحر التي بدأت في مطلع الأسبوع الحالي اليوم، الجمعة، لتصل درجات الحرارة من لندن إلى مدريد بالقرب من مستويات قياسية، بحسب خدمات الأرصاد الجوية الوطنية.
ونصح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث في مدريد المواطنين بتجنب «التعرض المفرط للشمس، والاعتناء بالأشخاص الأكثر ضعفاً؛ حتى لا يعانوا من ضربة الشمس».
وقالت وكالة الطقس الوطنية في إسبانيا إن درجات الحرارة ستتراوح بين 40 و42 درجة مئوية في مدريد وسرقسطة في وسط وشرق إسبانيا على الترتيب.
وستكون هذه مستويات لم تحدث في يونيو منذ عام 1981.
وقالت جماعة معنية بالزراعة إن مناطق شمال إيطاليا تواجه خطر فقدان ما يصل إلى نصف إنتاجها الزراعي بسبب الجفاف، حيث بدأت المياه في البحيرات والأنهار في الانحسار بشكل خطير، ما يعرض الري للخطر.
وحذّر اتحاد شركات المرافق الإيطالية هذا الأسبوع من أن نهر بو، أطول أنهار إيطاليا، يعاني من أسوأ جفاف منذ 70 عاماً، ما تسبب في جفاف العديد من الممرات المائية الشمالية الواسعة تماماً.
وفي فرنسا، قالت مسؤولة محلية لإذاعة عامة إن منطقة جيروند التي تقع فيها بوردو حظرت المناسبات العامة في الأماكن المفتوحة بما في ذلك الحفلات الموسيقية وتلك التي تُقام في الأماكن المغلقة بدون أجهزة تكييف.
مخاطر صحية
بلغت درجات الحرارة في كثير من مناطق فرنسا 40 درجة مئوية للمرة الأُولى هذا العام أمس، الخميس، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها غداً، السبت، لترتفع إلى 41-42 درجة.وصرّحت حاكمة منطقة جيروند فابيان بوسيو لراديو فرنسا بلو «يواجه الجميع الآن مخاطر صحية».
وقال متحدث باسم خدمة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة إنه من المرجح أن تزيد درجات الحرارة اليوم، الجمعة، عن تلك التي سجلت يوم الأربعاء، الذي كان أشد أيام العام حرارة حتى الآن، عند 28.2 درجة مئوية، مع توقع وصولها إلى 34 درجة في بعض أجزاء الجنوب الشرقي. واكتظت المتنزهات وأحواض السباحة بالناس.
وتشعر دول البحر المتوسط بقلق متزايد بشأن كيفية تأثير تغير المناخ على اقتصادها وحياة مواطنيها.
وأضاف الزعيم الإسباني سانتشيث «شبه الجزيرة الأيبيرية منطقة جافة بشكل متزايد وتدفق أنهارنا أبطأ وأبطأ».
ويكافح عمال الإطفاء حرائق الغابات في عدة أجزاء من إسبانيا، وكانت كتالونيا في شرق إسبانيا وزامورا بالقرب من الحدود الغربية مع البرتغال الأكثر تضرراً.
وتجنبت سحابة الهواء الساخن البرتغال اليوم، الجمعة، حيث لم تكن درجات الحرارة مرتفعة اليوم، الجمعة، كما هو الحال في دول أوروبية أُخرى، ومن المرجح أن تصل الحرارة في لشبونة إلى 27 درجة مئوية.
وقالت وكالة الأرصاد البرتغالية إن الشهر الماضي كان الأكثر سخونة خلال 92 عاماً، محذرة من أن معظم الإقليم يعاني من جفاف شديد.
وتنخفض مستويات المياه في الخزانات بالبرتغال، حيث يعتبر سد برافورا في جنوب البرتغال الأكثر تضرراً إذ يمتلئ بنسبة 15% فقط.