اشتكى إيلون ماسك في تغريدة عبر تويتر من موقع يوتيوب لأنه سمح بالعديد من مقاطع الفيديو والبث المباشر الذي يتقمص شخصيته، لخداع الناس ببيع أشياء لم تصنعها شركة تسلا، أو المشاركة في مسابقة بإرسال عملات رقمية لحسابات مجرمين، وغيرها من الأشياء التي تثير الشكوك.
الغريب في الأمر أن هذا يحدث منذ شهور، ومؤخراً فقط بدأت بعض المواقع بالانتباه له، موقع بي بي سي ذكر أن هذه القنوات تستخدم تقنية الزيف العميق (DeepFake) لتقمص شخصية إيلون ماسك، وكسبت في العام الماضي ما يقرب من 98 مليون دولار، وفي هذا العام 30 مليون دولار، وبسبب تصديق الناس لهذه القنوات خسر كثيرون استثماراتهم في العملات الرقمية.
يوتيوب موقع ضخم، والناس يرفعون 500 ساعة من الفيديو كل دقيقة، لذلك الرقابة على محتواه ليست بالأمر السهل، ويوتيوب يعتمد كثيراً على برامج الذكاء الاصطناعي لمراقبة المحتوى، لكن هذه البرامج لا تستطيع أن تجد كل شيء، فالبث المباشر الذي يزيف شخصية إيلون ماسك لن يظهر على أنه محتوى يستحق الحجب، لذلك وجود مراقبين من بيننا «رقابة ذاتية» أمر ضروري، خاصة أن شركات التقنية لا توظف العديد منهم، وهؤلاء يعملون في واحدة من أصعب الوظائف لأنهم مجبرون على مشاهدة محتويات سيئة طوال اليوم.
مع ذلك لا يمكن ليوتيوب التهرب من مسؤوليته، فهو ثاني أكبر شبكة اجتماعية بعد فيسبوك وله تأثير عالمي، ولديه سياسات صارمة تجاه استخدام لغة سيئة في مقاطع الفيديو تجعله يمنع صانعي المحتوى من التربح من محتواهم إن كان فيه شيء يحمل إساءة، كذلك لديه سياسة صارمة تجاه الحقوق الفكرية للموسيقى، وغيرها.
اعتماد يوتيوب على برامج الرقابة يجعل من الصعب على الناس التبليغ عن المحتوى السيئ، لأنه يصل للبرامج أولاً، ويوتيوب يحاول أتمتة هذه العملية بقدر الإمكان، ما يجعله ساحة مناسبة لإساءة استخدام الموقع، لأن يوتيوب لا يتحرك لفعل شيء ما لم تحدث ضجة وضغط خارجي يدفعه للتعامل مع الموقف، وحتى الأدوات التي يوفرها لصناع المحتوى ولمستهلكيه غير فعالة أو كافية.
لذلك، على الناس حماية أنفسهم، لأن شركات التقنية الكبرى لا تفعل ما يكفي، ومهما فعلت فلن تستطيع تفعيل الحماية بنسبة 100%، وما يهمنا أنه قبل أن ترسل أموالك أو بياناتك، أو أي معلومات تتعلق بخصوصيتك لأي جهة تأكد أنها ليست جهة مزيفة.