يسرد الفيلم الوثائقي Halftim قصة صعود واستمرارية نجمة البوب والممثلة القديرة جينيفر لوبيز، لحظات المجد والانكسار، الشعبية والأضواء وانكسار القلب، الذكاء الحاد الذي تطمسه المشاعر في بعض الأحيان.
وتشعر أن تلك الفنانة اللاتينية الأصل موجودة في موسيقاها وأفلامها، هي Same Girl التي غنتها في عام 2014، وI’m Real، فتاة قادمة من برونكس تؤكد "بغض النظر عن المكان الذي أذهب إليه، أعرف من أين أتيت".
وحتى في أدوارها السينمائية، والعديد منها حكايات خرافية من الفقر إلى الثراء تظهر ذكاءها وموهبتها وتوهجها وإتقانها كل الأدوار، مثل «Maid in Manhattan» و«Second Act» ومؤخراً «Marry Me».
التزام مهني
لكل هذا يكتسب فيلم Halftim من نتفليكس مصداقية عبر عنه الجماهير وهي تستقبله بحفاوة في افتتاح مهرجان تريبيكا السينمائي في نيويورك مؤخراً.
فيلم لا يتناسب فقط مع «براند» ج. لو، ولكنه يشير أيضاً إلى التزامها الأكبر تجاه مهنتها، وهي تدخل العقد الرابع في مجال الأعمال الاستعراضية بلياقة تامة وجسد رشيق تحسده عليها الفتيات في نصف عمرها.
الفشل الأكبر
الأكثر من ذلك أن الفيلم يقدم لنا لوبيز الحقيقية ويثبت أن النجوم العالميين ليسوا محصنين ضد الهزيمة الساحقة وخيبات الأمل، كما يتضح من فشلها في الحصول على جائزة الأوسكار لدورها الكبير في فيلم Hustlers. الذي عرض في عام 2019.
ويعرف الجميع في هوليوود أنه لا يتم التحدث علناً عن ثورة الغرور والغضب من عدم قدرة النجم على الحصول على الجوائز رغم اجتهاده، بل إن بعض النجوم يتم تكريمهم لمجرد ترشيحهم لتلك الجوائز بغض النظر عن عدم فوزهم بها!
خيبة أمل
ونجحت المخرجة أماندا ميتشيلي في خلق حبكة درامية فرعية حول سعي لوبيز للمنافسة على جائزة أفضل ممثلة مساعدة، وحجم التوقعات التي تولدت لديها وهي ذاهبة إلى حفل إعلان الترشيحات والجوائز لفيلم Hustlers.
ولم تخجل لوبيز بدورها من التعبير عن خيبة أملها لعدم ترشيحها عن دورها في الفيلم الذي اقتبس من مقال شهير في مجلة نيويورك حول مجموعة من راقصات التعري اللاتي يؤسسن فرقة خاصة بهن لسرقة زبائنهن من مشاهير وعملاء وول ستريت بعد الأزمة المالية في عام 2008.
ذهبت لوبيز إلى حفل العرض الأول لفيلمها وكأنها ذاهبة لتلقي جائزة الأوسكار، كان الأمل يحدوها في الفوز بترشيح يعقبه اقتناص الجائزة، ولم يكن لديها أدنى شك في ترشحها، لأن كل الدلائل كانت تقود إلى ذلك.
من الطفولة إلى الجنون
يعرض الفيلم لحظة توهجها وهي تستمع إلى ما قاله جولد سميث عبر مكبر الصوت «لوبيز تستحق الأوسكار»، عندها يتفتت وجهها وتكسوه إثارة طفولية يعقبها إحساس بجنون العظمة.
«وفي العديد من المقابلات على مر السنوات، ذكرت لوبيز أن مسيرتها السينمائية كانت مليئة بالأفلام المرموقة مثل "بعيداً عن الأنظار" و"سيلينا" الأكثر شهرة.
لكن مخرجي هوليوود الكبار مثل أوليفر ستون وستيفن سودربيرغ توقفوا عن الاتصال بها عندما بدأت مسيرتها الموسيقية في الازدهار وتحصل على الأسطوانات البلاتينية وتتحول إلى نجمة إعلانات وصاحبة خطوط للموضة والعطور، وضيفة دائمة على أغلفة المجلات العالمية.
ورغم أن غناءها بين شوطي مباراة سوبر باول شاهده عدد من المشاهدين أكبر من آخر 5 حفلات للأوسكار مجتمعة، إلا أن ذلك لم يعوضها عن الغياب عن الحدث السينمائي المرموق.
ربما شعرت لوبيز ببعض التعويض عندما تم ترشيحها للجولدن جلوب، ولكن الإحباط عاد إليها مرة أخرى عندما فشلت في الفوز بالجائزة، وتعترف «أشعر أنني خذلت الجميع».