انطلق السبت التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، في مجموعة من المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، قبل أن ينطلق الأحد (12 يونيو) في الأراضي الفرنسية الواقعة في أوروبا، أو ما يعرف بـ"فرنسا المتروبوليتان"، وكذلك في بقية المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، وسط منافسة قوية بين تيار الأغلبية الرئاسية (معاً)، الذي يضم حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، وتيار اليسار المسمى (الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد)، الذي يتقدمه زعيم حزب "فرنسا الأبية"، جون لوك ميلنشون.
وانتهت الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية الفرنسية الجمعة 10 يونيو الجاري، بعدما انطلقت رسمياً الاثنين 30 مايو المنصرم.
وبسبب فرق التوقيت بين فرنسا وأقاليمها ومقاطعاتها ما وراء البحار، بدأ التصويت السبت في سان بيير وميكلون الواقعة بالقرب من الساحل الشرقي لكندا، وغويانا الواقعة على الساحل الشمالي لأمريكا الشمالية، وجزر الأنتيل الفرنسية في الكاريبي، التي تشمل غوادلوب، ومارتينيك، وسان بارتيليمي وسان مارتن، بحسب الإذاعة الفرنسية العمومية «فرونس آنفو»، موضحة أن بقية المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، وهي واليس وفوتونا في جنوب المحيط الهادئ، وكاليدونيا الجديدة في جنوب غرب المحيط الهادئ، ولا ريونيون ومايوت الواقعتان في المحيط الهندي، ستشهد تنظيم الجولة الأولى الأحد 12 يونيو، شأنها شأن الأراضي الفرنسية الواقعة في أوروبا، أو ما يعرف بـ«فرنسا المتروبوليتان».
التنافس على 12 مقعداً
وأوضحت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن التنافس، في التصويت السبت، بين التيارات والأحزاب السياسية في المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار سيكون حول 12 مقعداً في الجمعية الوطنية (البرلمان)؛ 4 مقاعد في غوادلوب، و4 في مارتينيك، و2 في غويانا، ودائرة انتخابية واحدة في سان بارتيليمي وسان مارتن، ودائرة انتخابية واحدة سان بيير وميكلون.
وتتكون الجمهورية الفرنسية، في الوقت الحالي، من 577 دائرة انتخابية، بعدما تمت إضافة 11 دائرة انتخابية في عام 2012؛ تمثل كل الفرنسيين الذين يعيشون في الخارج.
وفي المقابل، شهدت بولينيزيا، وهي أيضاً من ضمن المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار«، تنظيم الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية السبت 4 يونيو، وقبلها صوت الفرنسيون المقيمون في الخارج، عبر الإنترنت، ما بين 27 مايو و1 يونيو، وأسفرت نتائج تصويتهم عن تصدر تيار الرئيس ماكرون، (معا)، الذي يمثل الأغلبية الرئاسية، ويضم حزب ماكرون (الجمهورية إلى الأمام)، (سيصبح اسمه "النهضة" بعد الانتخابات)، للنتائج في 8 من أصل 11 دائرة انتخابية مخصصة لفرنسي الخارج، في حين تصدر تيار اليسار المسمى (الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد) الذي يضم حزب (فرنسا الأبية)، وحزب (الخضر)، والحزب (الاشتراكي)، والحزب (الشيوعي الفرنسي)، النتائج في دائرتين انتخابيتين، وحل في المركز الثاني في باقي الدوائر الانتخابية تقريباً.
تنافس محتدم
وتشهد هذه الانتخابات تنافساً محتدماً بين تيار الأغلبية الرئاسية، وبين تيار اليسار، إذ تكشف استطلاعات الآراء أنهما صاحبا الحظوظ الأعلى، مقابل حظوظ أضعف لليمين المتطرف الفرنسي، الذي يمثله حزب «التجمع الوطني»، الذي تتزعمه اليمينية المتطرفة مارين لوبان، وحزب «الاسترداد»، الذي يتزعمه اليميني المتطرف إريك زمور.
المساكنة السياسية
وتعد نتائج هذه الانتخابات مهمة جدا بالنسبة للرئيس ماكرون، وتوصف بأنها بمثابة «الجولة الثالثة» للانتخابات الرئاسية، التي أجريت في أبريل المنصرم.
ويرغب تيار اليسار في حال حصوله على أغلبية المقاعد في الجمعية الوطنية (البرلمان)، في جعل زعيم حزب «فرنسا الأبية»، جون لوك ميلنشون، رئيساً للوزراء، بدلاً من رئيسة الوزراء الجديدة، إليزابيث بورن، التي عينها ماكرون مؤخرا، وهو ما سيربك حسابات سيد الإليزيه، وسيجبره على قبول ما يسمى بـ«المساكنة السياسية»، التي تشهدها فرنسا عندما يكون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من تيارين سياسيين مختلفين.