يعكف معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، ذراع الأبحاث التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، على إنشاء مختبرات ومنشآت عالمية المستوى وتوفير المعدات الحديثة والمتطورة، ليكون مركز بحوث المواد المتقدمة أول مركز يؤسس فريقاً ومنشأة متخصصة لأبحاث المواد الخارقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب العمل على بناء أول مختبر عالي التأثير من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة العربية.
وفي حديثه مع «الرؤية»، أوضح كبير الباحثين بالإنابة في مركز بحوث المواد المتقدمة التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي، البروفيسور فينتشنزو جيانيني، أن مركز بحوث المواد المتقدمة يركز على إنتاج المواد المتطورة ذات الخصائص الاستثنائية ومتعددة الوظائف، وأصبح الآن جهة رائدة إقليمياً في بحوث المركّبات والمعادن والمواد الخارقة.
جيل جديد من المواد الخارقة
ولفت البروفيسور جيانيني إلى أن مركز بحوث المواد المتقدمة يعكف على إجراء الأبحاث المتخصصة بجيل جديد من المواد الخارقة الاصطناعية ذات الوظائف المتعددة، والمواد التي لا تعكس الموجات الصوتية، والعدسات الخارقة.
ويتم في المركز اختيار المواد من قبل الباحثين، واستغلال خصائصها من خلال الفيزياء والكيمياء وإعادة الهندسة، بالإضافة إلى توليف المواد مع الابتكارات التكنولوجية.
شراكات محلية ودولية
وأشار جيانيني إلى عقد مجموعة شراكات مع عدة جامعات ومؤسسات دولية بهدف تعزيز التطورات في مجال المواد المتقدمة، وتعيين خبراء دوليين في المواد المتقدمة ضمن المجلس الاستشاري لمركز بحوث المواد المتقدمة.
وأضاف: «يعد مركزنا من المراكز العالمية القليلة التي تستقطب الخبراء لإجراء الأبحاث المتطورة بمجال المواد المتقدمة.. وسيساعد المجلس الاستشاري الجديد على توجيه جهود تطوير التقنيات لإحداث أثر عالمي ملموس».
25 باحثاً إماراتياً
وذكر البروفيسور جيانيني أن المركز شكّل 8 فرق تضم نخبة من العلماء والباحثين والمهندسين من الدولة وحول العالم، يعملون على معالجة أكبر التحديات العالمية في ثمانية مجالات مختلفة بقطاع المواد المتقدمة.
وتم توفير بيئة بحثية تركز على إيجاد الحلول وتلقي الدعم من أبحاث الملكية الخاصة والأبحاث التي تجرى من خلال الشراكات، وقال: «فخور بفريقنا المتنامي الذي يضم حالياً 54 عضواً منهم 25 مواطناً إماراتياً وبنسبة 40:60 من النساء إلى الرجال»، مضيفاً أن المركز يقدم لأعضاء الفريق فرصة العمل في البحوث الخاصة، والبحوث التعاونية مع جامعات رائدة في العالم، فضلاً عن التطور بمجالاتهم من خلال دراسات عليا مكثفة وعالمية المستوى.
مختبرات متخصصة
وعدّد كبير الباحثين بالإنابة، البروفيسور فينتشنزو جيانيني، تخصصات المختبرات الثمانية التي تدعم العمل البحثي ضمن المركز، وهي: المواد الخارقة (Metamaterials)، ومواد النانو، والمواد الذكية، والشفاء الذاتي، وامتصاص الطاقة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، ومواد تخزين الطاقة، واللدائن الحرارية.
وقال: «نحن نعطي الأولوية للبحث في المواد التي تعمل على إحداث تحول في مجالات النقل والبناء والصناعات التحويلية، حيث تشمل الفوائد المحتملة لذلك تقليل انبعاثات الكربون وتقليل كلف الإصلاح والتعديل على مستوى البنية التحتية».
ثورة بمجال الأعمال
وبيّن جيانيني أن للمواد والمركبات المتقدمة أهمية كبيرة بالعديد من مجالات الحياة في عصرنا الحالي – بدءاً من الإلكترونيات إلى الرعاية الصحية والبصريات – وأوضح أنها ستحدث ثورة في طريقة ممارسة الأعمال، وهي في الوقت نفسه تتطلب ابتكاراً مستمراً لتعظيم إمكاناتها، لافتاً إلى أن المركز متخصص في البحوث التطبيقية للمعادن والمركبات.
وعلّق قائلاً: «أثبتت المواد المتقدمة قيمتها في تعزيز جودة الحياة والصحة، وهي هامة جداً خلال الفترة التي نعيشها حالياً في ظل معاناة العالم أجمع من الآثار المدمرة لجائحة كوفيد-19.. وآمل قريباً أن نتمكن من تعزيز مكانة مركز بحوث المواد المتقدمة ليصبح من أبرز المراكز المتخصصة في المواد المتقدمة.. ما يساهم في بناء اقتصاد المعرفة وترسيخ مكانة إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بين أبرز الدول في قطاع التكنولوجيا المتقدمة».
وأضاف أنه بالنظر للإمكانات والخبرات العلمية الكبيرة التي يحظى بها مركز بحوث المواد المتقدمة، يتوقع أن يسهم المركز في إحداث تغيير في سوق المواد المتقدمة وتلبية الطلب المستقبلي على المواد المتقدمة في مجالات رئيسية منها المواد الممتصة للطاقة، والمواد ذاتية الإصلاح، ومركّبات اللدائن الحرارية ذات الحرارة العالية، والمواد الخارقة (Metamaterials)، والمواد الذكية، والتصنيع بالإضافة، وتخزين الطاقة، والمواد النانوية.