اكتسح تيار الرئيس الفرنسي المعاد انتخابه، إيمانويل ماكرون، نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية في دوائر الخارج، إذ تصدر تيار «معاً» النتائج في 8 من أصل 11 دائرة انتخابية مخصصة لفرنسي الخارج، في حين تصدر تيار اليسار المسمى «الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد» النتائج في دائرتين انتخابيتين، وحل في المركز الثاني في باقي الدوائر الانتخابية تقريباً.
وصوت الفرنسيون بالخارج في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، عبر الإنترنت، ما بين 27 مايو الماضي و1 يونيو الجاري. ويمثِّل فرنسيو الخارج 11 دائرة انتخابية، يتنافس فيها 150 مرشحاً، من أصل 577 دائرة انتخابية، يتنافس فيها 6293 مرشحاً على مقاعد الجمعية الوطنية (البرلمان).
ونظمت الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية بشكل مسبق في بولينيزيا الفرنسية السبت 4 يونيو، كما ستجرى الجولة نفسها مسبقاً، السبت 11 يونيو، في غوادلوب، وغويانا، ومارتينيك، وسان بارتيليمي، وسانت مارتن، وسان بيير وميكلون، وهي كلها مقاطعات تابعة لفرنسا، لكنها تقع خارج الأراضي الفرنسية الموجودة في أوروبا، وتعرف بـ«المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار»، في حين ستجرى الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية في الأراضي الفرنسية الواقعة في أوروبا، أو ما يعرف بـ«فرنسا متروبوليتان»، الأحد 12 يونيو، بينما تنظم الجولة الثانية الأحد 19 يونيو.
«معاً»
وأورد الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن معظم مرشحي تيار ماكرون «معاً»، الذي يضم حزب الرئيس ماكرون «النهضة» («الجمهورية إلى الأمام» سابقاً)، وحزب «مودم»، وحركة «آفاق» اليمينية، احتلوا الصدارة، باستثناء رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، مانويل فالس.
فشل فالس
وتم ترشيح مانويل فالس عن حزب «النهضة» («الجمهورية إلى الأمام» سابقاً) في الدائرة الانتخابية الخامسة للفرنسيين الذين يعيشون في الخارج، والتي تضم إسبانيا، والبرتغال، وأندورا، وموناكو، لكنه حل في المركز الثالث بـ15% من الأصوات، يسبقه -إلى حد كبير- مرشح تيار اليسار «الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد»، رونو لوبير، الذي جاء أولا بنسبة 27% من الأصوات، ويسبقه أيضاً النائب المنتهية ولايته، والمرشح المنشق عن حزب «النهضة» («الجمهورية إلى الأمام» سابقاً)، ستيفان فوجيتا، بـ25% من الأصوات.
أداء جيد لليسار
وفي المقابل، أبرز الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن تيار اليسار المسمى «الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد»، والذي يضم حزب «فرنسا الأبية»، وحزب «الخضر»، والحزب «الاشتراكي»، والحزب «الشيوعي الفرنسي»، قد جاء في الصدارة في دائرتين انتخابيتين من أصل 11 دائرة انتخابية مخصصة لفرنسي الخارج، وحل في المركز الثاني في باقي الدوائر الانتخابية تقريباً، وهو ما وصفه الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوموند» الفرنسية بـ«الأداء الجيد»، في حين شهدت الدائرة الثامنة، التي تضم الفرنسيين الذين يعيشون في 8 بلدان حول البحر الأبيض المتوسط، وضمنها إيطاليا وإسرائيل، تصدر النتائج من قِبل مرشح «اتحاد الديمقراطيين والمستقلين»، ماير حبيب، بحسب الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية.
وفي الدائرة الانتخابية الأولى، التي تضم فرنسيي أمريكا الشمالية، احتل النائب المنتهية ولايته التابع لماكرون، رولان ليسكير، المرتبة الأولى، متبوعاً عن كثب بمرشحة تيار اليسار «الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد»، فلورنس روجر، وفق الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية.
وفي الدائرة السادسة (سويسرا)، أورد موقع «لوفيجارو» أنه تم إقصاء النائب المنتهية ولايته، جولكيم سون فورجي، الذي انتخب في عام 2017 عن حزب «الجمهورية إلى الأمام» («النهضة» الآن)، إذ انفصل في الانتخابات التشريعية الفرنسية الحالية عن حزبه وسط خلافات متعددة، ما نتج عنه استبعاد الناخبين له إلى حد كبير لصالح الاقتصادي المقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون، مارك فيراتشي.
ومن جهتهم تبوأ البولينيزيون (بولينيزيا)، الذين صوتوا السبت 4 يونيو، المرشحين عن تيار الأغلبية الرئاسية «معاً» الصدارة؛ وذلك في الدائرة الأولى لنيكول بوتو بنسبة 41.9% من الأصوات، ولتيبواروري تيريتاهي في الدائرة الثانية بـ33.2% من الأصوات، بخلاف الدائرة الثالثة التي شهدت تصور النائب المنتهية ولايته، الذي انتمى إلى الشيوعيين في الجمعية الوطنية (البرلمان)، موتي بروزرسون، الذي جاء في المقدمة بـ34.2% من الأصوات.
الجولة الحاسمة
ويحتاج المرشح في الانتخابات التشريعية الفرنسية إلى حصد 12,5% على الأقل من أصوات المسجلين، وذلك للمشاركة في الجولة الثانية الحاسمة. وإذا لم يتمكن سوى مرشح واحد في الدائرة الانتخابية من الحصول على النسبة المحددة، يمكن للمرشح الذي يليه في الترتيب على مستوى نتائج الجولة الأولى المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات. وفي حالة لم يحقق أي مرشح نسبة 12,5% من أصوات المسجلين، يمر للجولة الثانية المرشحان اللذان حصدا النسبة الأكبر من الأصوات في الجولة الأولى.