13 دولة و28 مؤسسة مدنية وعسكرية تشارك في التأمين
3250 عنصراً أمنياً تركياً يشاركون في التأمين لمدة 45 يوماً
السرب 12 الجوي البريطاني يشارك في تأمين أجواء 8 ملاعب
مليون و400 ألف مشجع يتوقع زيارتهم قطر لمشاهدة المباريات
حالة من الشغف والانتظار تسود عشاق الساحرة المستديرة في مختلف دول العالم، انتظاراً لـ«ساعة الصفر» لانطلاق أول بطولة لكأس العالم يجري تنظيمها في الشرق الأوسط والمنطقة العربية عندما تستضيف قطر فعاليات الدورة 22 للبطولة في الفترة من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر المقبلين.وبجانب المتعة والإبهار اللذين ينتظران شعوب العالم بحسب تقييم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» جاني إنفانتينو، فإن هناك تحديات كثيرة تنتظر المنظمين والداعمين لهم من الخارج، ومن تلك التحديات كيفية توفير المبيت والفنادق لنحو مليون و400 ألف مشجع يتوقع أن يزوروا قطر لمشاهدة المباريات التي سوف تقام في 8 ملاعب رئيسية، بالإضافة إلى تحدي تقارب المسافة بين الملاعب بما قد يؤدي إلى ازدحام أو احتكاكات بين الجماهير، لكن كل هذه التحديات لا تقاس بالتحديات الأمنية، حيث تسعى الجهات المنظمة في قطر لخروج المسابقة بسلام وأمان، لهذا تحركت قطر على عدد من المستويات لتحقيق التأمين والأمان الكامل للمشاركين في البطولة «الدوحة 2022»، وفي سبيل ذلك قامت الجهات الأمنية القطرية بعدد من المحاكات لقياس قدرة الاستجابة لأي خطر قد يحدث، كما أعلنت الدوحة عن عدد من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية مع نحو 13 دولة و28 جهة مدنية وعسكرية لتعزيز الأمن في البر والبحر والجو. فما هي عناصر الخطة الأمنية القطرية لتأمين كأس العالم 2022؟ وكيف يمكن لهذه الإجراءات أن تطمئن كل الزائرين من لاعبين ومشجعين يستعدون لحزم حقائبهم ليكونوا على موعد مع المتعة والإثارة من جانب 32 منتخباً سوف تشارك في هذه الدورة؟
13 دولة و38 جهة
أدركت قطر منذ وقت مبكر أهمية الاستعدادات الأمنية، وضرورة طمأنة الجميع بأن التميز لن يكون فقط في روعة وجمال الملاعب، بل أيضاً بأن معدلات الأمان للجميع سوف تكون أيضاً بالمعايير العالمية ذاتها التي شهدتها الدورات السابقة من كأس العالم، لهذا استفادت قطر من استضافتها لفعاليات رياضية أخرى لقياس مدى الاستجابة والقدرة للتعامل مع أي تحدٍ، وقامت في سبيل ذلك بسلسلة من التمارين والمحاكاة الأمنية في شهر أكتوبر الماضي؛ بغرض محاكاة عملية تأمين استضافة بطولة «كأس العالم قطر 2022، وشارك في هذا التأمين الذي أطلق عليه «تمرين وطن» نحو 28 جهة ومؤسسة ووزارة مدنية وعسكرية، بالإضافة إلى 13 دولة عربية وصديقة من بينها سلطنة عمان وتركيا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والبرتغال والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، وكان هذا التمرين هو الأضخم بهدف قياس سرعة الاستجابة للأحداث الطارئة والتعاون المشترك بين الجهات العسكرية والمدنية المعنية بتنظيم كأس العالم. بحسب قائد التمرين المقدم ركن، مبارك شريدة الكعبي، الذي كشف عن أن «تمرين وطن» هو محاكاة لأعمال مشتركة بين الجهات العسكرية والأمنية بهدف تفعيل آلية التعاون بين تلك الجهات المشاركة، وقياس مدى الجاهزية، وضمان الوصول إلى تحقيق النجاح الأمني المطلوب، كما قامت قطر بالتدريب على جميع السيناريوهات المحتمل وقوعها أثناء استضافة البطولة، ومدى التعاون والتنسيق بين الـ28 جهة المشاركة في تأمين المونديال العالمي، بحسب نائب الرئيس التنفيذي لعمليات كأس العالم، جاسم عبدالعزيز جاسم.
وطمأنت لجنة عمليات أمن وسلامة البطولة الجميع بأن مختلف مناطق البلاد ستكون في غاية الأمان، وأنها وضعت خطة لتأمين البطولة وفق أعلى المعايير الأمنية الدولية وتطبيق جميع المتطلبات الأمنية التي يشترطها «فيفا»، وأن هذه الخطة الأمنية تأخذ بعين الاعتبار توفير الأمن والسلامة لكل الأطراف، مستعينة بعناصر أمنية مدربة وتكنولوجيا أمنية متطورة لخدمة الجماهير للاستمتاع بمشاهدة مباريات البطولة وتشجيع فرقها وسط أجواء رياضية تسودها المحبة، وأن اللجنة بجميع أفرادها ووحداتها جاهزة لتأمين البطولة، وفي سبيل ذلك قامت اللجنة بعدد من التمارين والتدريبات وقياس قدرات القوى البشرية المشاركة في تأمين البطولة لضمان أفضل مستوى من الجاهزية والاستعداد، وفق ما أعلنه رئيس اللجنة، اللواء المهندس عبدالعزيز الأنصاري.
3250 جندياً تركياً
ولم تكتفِ قطر بالاعتماد على قواتها الأمنية والعسكرية، بل عقدت سلسلة من الاتفاقيات مع عدد من الدول لمساعدتها في فترة كأس العالم، ولهذا اتفقت مع وزارة الداخلية التركية على إرسال 3250 فرداً من قوات الأمن إلى قطر للمساهمة في التأمين، كما قامت أنقرة بتدريب قطريين على هذه المهمة قبل المونديال، كما سيجري نشر 3 آلاف من قوات الأمن خلال الحدث، بالإضافة إلى 100 فرد من وحدة القوات الخاصة، و50 كلباً للكشف عن القنابل مع مدربيها و50 خبيراً في إبطال مفعول القنابل، بحسب وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الذي قال إن بلاده سترسل في المجمل نحو 3250 من أفراد الأمن إلى قطر خلال شهري نوفمبر وديسمبر القادمين لمدة 45 يوماً، بالإضافة إلى أن تركيا دربت نحو 677 فرد أمن من قطر في 38 مجالاً مختلفاً.
طائرات وسفن بريطانية
واستثماراً للشراكة بين قطر والمملكة المتحدة، اتفقت الدوحة ولندن على توفير غطاء جوي أمني فوق بطولة كأس العالم، وأن سلاح الجو الملكي وسلاح البحرية الملكية البريطانية سيشاركان في التأمين، بحسب وكالة الأنباء القطرية، وهو ما أكده أيضاً وزير الدفاع البريطاني بن ولاس الذي قال في بيان صحفي نشرته الحكومة البريطانية عبر موقعها الإلكتروني «يسعدني أن يجري سربنا المشترك مع القوات الجوية الأميرية القطرية من طراز تايفون دوريات في المجال الجوي خلال البطولة للتأكد من أن المواطنين من جميع أنحاء العالم يمكنهم الاستمتاع بحضور كأس العالم في أمان، وأن وزارة الدفاع ستدعم قطر بقدرات عسكرية لمواجهة الإرهاب والتهديدات الأخرى المحتملة التي قد تواجه البطولة، وأن ذلك سيشمل الدعم الأمني من سلاح البحرية الملكية البريطاني، والتدريب المتقدم في عمليات البحث داخل الأماكن، والتخطيط التشغيلي ودعم القيادة والتحكم، وكذلك تقديم المزيد من الاستشارات المتخصصة». وكشف البيان الصادر عن وزارة الدفاع البريطانية الطريقة التي سيتم من خلالها تقديم هذه الأنواع المختلفة من الدعم الأمني عندما قال «إن السرب المشترك من «مقاتلات تايفون»، والمعروف أيضاً باسم «السرب 12»، يضطلع بمهام أمنية جوية لدعم جهود مكافحة الإرهاب خلال البطولة. وقال بين ولاس حسب بيان وزارة الدفاع البريطانية «إن دولة قطر تظل الشريك الوحيد الذي يسير معه سلاح الجو الملكي البريطاني أسراباً مشتركة، هي «سرب 11» مع القوات الجوية الأميرية القطرية، وسرب التدريب المشترك «هوك» في قاعدة «ليمنج» التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، و«سرب 12» الذي يتألف من سرب طائرات تايفون المشترك في «قاعدة كونينغسبي» التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني»، لكن بيان وزارة الدفاع البريطانية شدد على أن القوات الجوية القطرية هي التي تشرف على التأمين الجوي، وتقوم بغالبية العمليات، وأن مساهمة المملكة المتحدة ستضيف المزيد من الخبرة والقدرات، والتي اكتسبتها بريطانيا جزئياً من خلال تنظيمها للألعاب الأولمبية الصيفية في عام 2012.
إقرأ أيضاً..دبلوماسيون فرنسيون حول العالم ينظمون إضراباً نادراً.. تعرف على السبب إدارة الحشود
ونظراً للخبرة التي يتمتع بها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في التعامل مع المشاكل الأمنية و«إدارة الحشود» في البطولات الدولية الكبرى، استضافت قطر مؤتمراً أمنياً كبيراً في شهر مايو الماضي ضم الأمم المتحدة واليوربول والإنتربول، وأيضاً مدير الأمن بالفيفا هيلموت سبان، الذي أشار إلى تحدٍّ مختلف يتعلق برغبة نحو 1.4 مليون زائر يستعدون لمشاهدة مباريات كأس العالم من قطر في الحدث الذي يستمر نحو 28 يوماً، وأن التحدي في ذلك يتمثل في عدم وجود الملاعب بالقرب من بعضها البعض خلال الدورات السابقة من كأس العالم حيث كان يوجد في كل مدينة فريقان فقط، وأن الفرق الـ32 سوف تكون في الدوحة وحولها، وأن نحو 350 ألف شخص يتوقع أن يكونوا في الوقت ذاته بالدوحة، وأن أبعد مسافة بين الملاعب سوف تكون بنحو 70 كم فقط، وفق ما نقلته صحيفة «الدوحة نيوز»، وهو تحدٍّ شاركه فيه اللواء القطري عبدالعزيز الأنصاري، رئيس عملية أمن كأس العالم الذي قال «لكننا على ثقة تامة بأننا راجعنا هذا مراراً وتكراراً بالطبع، ستكون هناك تحديات، لكن التحدي سيكون جزءاً من المتعة».