قبل أن يسمع العالم عن مسلسل «البروفيسور» أو «لا كازا دي بابل» بسنوات، جرت وقائع مسلسل مشابه له كثيراً في مدينة ساو باولو في البرازيل، مع الفارق أنها وقائع حقيقية ونهايتها أكثر سوداوية بعض الشيء.
هذه الوقائع يرويها مسلسل وثائقي جديد يعرض على منصة «نتفليكس» بعنوان «عملية السطو الكبرى على البنك المركزي البرازيلي» Hei$t:The Great Robbery of Brazil’s central Bank، يرصد القصة الحقيقية لأكبر عملية سطو في البرازيل وواحدة من أكبر عمليات السطو في العالم، على البنك المركزي الوطني في مدينة «فورتاليزا»، والتي جرت وقائعها في نهاية 2005، ولم تزل أحداثها وتداعياتها تتوالى إلى اليوم.
على مدار أربع حلقات، مدة كل منها خمسون دقيقة، يروي المسلسل القصة التي بدأت وقائعها يوم السبت السادس من أغسطس 2005، عندما قامت عصابة تتكون من 25 إلى 30 شخصاً، بالتسلل إلى البنك المركزي عبر نفق قاموا ببنائه، وسرقوا ما يزيد على 160 ريال برازيلي ( ما يعادل حوالي 30 مليون دولار) في أشولة بلغ وزنها 3.5 طن!
رغم ضخامة الجريمة فمن الطريف أنها لم تكتشف إلا صباح يوم الاثنين مع عودة الموظفين من إجازة نهاية الأسبوع، وبعد أن نجح اللصوص في الهروب بالأموال دون عائق.
قبل ثلاثة أشهر من الجريمة قام اللصوص بتأجير بيت بالقرب من البنك، ووضعوا عليه ما يشير إلى أنه شركة للعشب الصناعي (لتبرير عمليات نقل الأتربة لاحقاً)، وبدأوا في حفر نفق يؤدي مباشرة إلى داخل البنك، طوله 500 متر، دعموه بالإضاءة الكهربائية وتكييف الهواء وإحاطة سقفه بأسطح خشبية!
وعلى مدار الشهور الثلاثة نجحوا في اختراق حائط البنك والوصول إلى قبو حفظ الأموال، حيث دخلوا واستولوا على المال بسهولة.
ينقسم المسلسل إلى ثلاثة فصول رئيسية تروى بالتزامن، الأول يضم تفاصيل السرقة والمشاركين فيها وفقاً لتحريات الشرطة والمخابرات. والثاني يرصد جهود هذه الأجهزة الأمنية في مطاردة اللصوص واعتقال بعضهم، واستعادة ما سرق. والثالث يبين كيف أن اللصوص حسبوا كل شيء فيما عدا وضعهم بعد نجاح المهمة، والصعوبات التي ستواجههم عندئذ، والتي سيكون أقلها خطراً مطاردات الشرطة!
على مدار الشهور والسنوات التالية لم يعتقل من عصابة سرقة البنك المركزي سوى ثمانية أفراد، واستعادة 20 مليون ريال فقط، بجانب حوالي 12 مليون ريال قيمة ممتلكات قام اللصوص بشرائها، لكن المطاردات استمرت لسنوات، وربما لم تزل، حيث تم اعتقال أكثر من 100 شخص آخر متورط في الجريمة. وبجانب ملاحقات الشرطة والاعتقال والسجن، كان هناك مصائر أسوأ واجهت بعض اللصوص، مثل الخطف على أيدي عصابات أخرى أو رجال شركة فاسدين لابتزازهم وطلب فدية، وبعضهم قتل بعد الخطف كما حدث مع من يعتقد أنه العقل المدبر للجريمة.
يعتمد الفيلم على مواد أصلية مصورة لموقع الجريمة وبعض عمليات المطاردات واعتقال المجرمين، كما يعتمد على شهادات بعض رجال التحقيقات وأفراد العصابة الذين تم اعتقالهم وخبراء في البحث الجنائي والاقتصاد، ويربط الشهادات بالحقائق بطريقة درامية مشوقة.