ارتفعت الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية بمقدار الخمس خلال الوباء، وفقاً لدراسة رئيسة تحذر من «الأضرار الجانبية العالمية» الضخمة لكوفيد وعمليات الإغلاق.
وجد تحليل لما يقرب من 200 دراسة أجراها باحثون من جامعة ليدز أن الوفيات بين الأشخاص في المستشفيات بسبب مشاكل القلب الحادة قفزت بنسبة 17% في غضون عامين.
كما انتظر المرضى أكثر من ساعة أطول من المعتاد لتلقي إسعافات القلب والنوبات القلبية بين ديسمبر 2019 وديسمبر 2021. وانخفض عدد عمليات القلب التي تم إجراؤها على مستوى العالم بنسبة 34% بسبب عدم القدرة على اكتشاف الحالات الجديدة.
وذكرت صحيفة ديلي ميل أن الأبحاث السابقة في بريطانيا أظهرت أن العديد من الأشخاص كانوا خائفين للغاية من الذهاب إلى المستشفيات في حالة إصابتهم بالفيروس أو كانوا عبئاً على الخدمات الصحية خلال المراحل المبكرة من الوباء.
تداعيات خطيرة
وقال الدكتور راميش ناداراجا، طبيب القلب الذي قاد الدراسة: «مرض القلب هو السبب الأول للوفاة في معظم البلدان- ويظهر التحليل أنه خلال الجائحة، لم يتلقَّ الناس في جميع أنحاء العالم الرعاية القلبية التي كان ينبغي أن يتلقوها».
وحذر راميش من تداعيات ذلك لأنه كلما طال انتظار الأشخاص للعلاج من النوبة القلبية، زاد الضرر الذي يصيب عضلة القلب، ما يتسبب في مضاعفات يمكن أن تكون قاتلة أو تسبب اعتلالاً صحياً مزمناً.
ووجد الباحثون أيضاً أن حالات الإصابة بالنوبات القلبية انخفضت بنسبة 34 %، وأن حالات النوبات القلبية في المستشفيات انخفضت بنسبة الثلث.
وأرجع الباحثون ذلك إلى عدم اكتشاف المزيد من الحالات، وليس انخفاض المشاكل القلبية.
وتظهر بيانات منفصلة من مؤسسة القلب البريطانية أن هناك أكثر من 300 ألف شخص ينتظرون علاج القلب في إنجلترا بحلول نهاية شهر مارس -وهو رقم يرتفع منذ ما يقرب من عامين.
وهناك نحو 7.6 مليون شخص مصاب بأمراض القلب والدورة الدموية في جميع أنحاء بريطانيا.
ضغط شديد
وقال باحثو ليدز إن الأشخاص الذين يعانون النوبات القلبية وفشل القلب "ظلوا بعيداً أو لا يمكن دخولهم إلى المستشفى، خلال فترة الإغلاق بسبب كورونا، لأن الأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم كانت تحت ضغط شديد وكان الناس يخشون من الإصابة بفيروس كوفيد.
وشهدت البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل أكبر ارتفاع في الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية.
وعلاوة على ذلك، كان المرضى يواجهون فترات انتظار أطول لتلقي العلاج من نوبة قلبية.
وفي جميع أنحاء العالم، أُجبر مرضى النوبات القلبية الخطيرة على الانتظار 69 دقيقة أكثر من مستويات ما قبل الجائحة لتلقي المساعدة الطبية.
واستغرقت سيارات الإسعاف في إنجلترا في المتوسط 51 دقيقة و22 ثانية للاستجابة لبلاغات النوبات القلبية في مارس، مقابل وقت الاستجابة المعتاد 40 دقيقة المنصوص عليه في إرشادات الصحة البريطانية.
وحذر الباحثون من أن فرصة النجاة من نوبة قلبية خطيرة «تعتمد على العلاج المناسب وفي الوقت المناسب».
ووجد الباحثون أن عدد الأجهزة الإلكترونية القابلة للزرع لعلاج إيقاعات القلب غير الطبيعية -مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب التي يتم إدخالها على الوباء- كان أقل بنسبة 49% من مستويات ما قبل كوفيد.