دبي تؤسس مقراً لها في العالم الافتراضي.. وتقدم خدماتها للجمهور
أعلنت سُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضيّة في 3 مايو الجاري عن دخولها إلى الميتافيرس، وتأسيس مقر رئيسي لها في العالم الافتراضي «ذا ساند بوكس»، وتهدف السلطة من دخولها هذا العالم الافتراضي تمكين مكوّنات هذا القطاع من الوصول إلى خدماتها في محيطها التقني الرقمي، بالإضافة إلى تسهيل التعاون بين مقدمي خدمات الأصول الافتراضية العالميين، وقادة الفكر في قطاع الأصول الافتراضية، والسلطات التنظيمية الدولية.
وقامت «الرؤية» بزيارة لعالم «ساند بوكس» الافتراضي، بهدف التعرف إليه من قرب وخاصة أسعار العقارات، حيث تبين أن عدد العقارات الافتراضية المعروضة للبيع على المنصة يصل إلى 3408 أراضٍ، تراوح الأسعار بين 2719 دولاراً، ويصل لحدود 2 تريليون دولار، بحسب المساحة والموقع داخل الخريطة.
وتقوم منصة ساند بوكس بتوفير منصة للعب للأفراد تسمح لهم بأخذ شخصيتهم الافتراضية التي يختارونها ومن ثم شراء العقارات الافتراضية داخل العالم والتنقل بحرية وزيارة الفعاليات داخلها، مثل: الحفلات الموسيقية، والترفيهية، ومقابلات العمل، والتسوق، والجولات السياحية، كما بإمكان الشخص المالك للعقار إعادة تصميمه بالشكل الذي يراه مناسباً وعرض الرموز غير القابلة للاستبدال فيه، وهذا ما ستقوم به سلطة دبي خلال العام الجاري.
ويشار إلى أن العملة المستخدمة والمقبولة داخل المنصة هي إثيريوم ويصل سعرها اليوم إلى 2045 دولاراً، وعملة الساند سعرها اليوم 1.38 دولار، وجميع العقارات أو الخدمات أو المنتجات مثل الرموز القابلة للاستبدال تباع مقابل هاتين العملتين فقط.
أغلى الأراضي
وقامت «الرؤية» باستعراض أسعار العقارات المعروضة للبيع على المنصة، وهناك 6 أراضٍ معروضة بأسعار تعتبر خيالية وغير منطقية، فأغلى أرضٍ يصل سعرها إلى 999,999,999 وحدة إثيريوم، والثانية 88,888,888 وحدة إثيريوم، والثالثة 99,999 وحدة إثيريوم، والرابعة يصل سعرها إلى 18,188 إثيريوم، والخامسة 16,888 إثيريوم، والسادسة 9,999 إثيرويوم.
مبادرة جريئة
وقال رائد الأعمال والمؤسس المشارك لشركة رين الخاصة بتداول العملات المشفرة يحيى بدوي، إن قيام الحكومة بإنشاء المقر الرئيسي في عالم الميتافيرس يشكل مبادرة رائعة وخطوة جريئة نحو تعزيز حضور الإمارات كإحدى الدول الرائدة على مستوى العالم في رسم ملامح مستقبل الإنترنت والقطاع المالي.
وتابع «كما تبرهن هذه الخطوة على التزام الحكومة بمواصلة البحث عن أفضل الطرق للارتقاء بمستويات حياة الناس في الدولة، والمساهمة في تنمية اقتصادها، وتوفير فرص عمل جديدة من خلال دعم جميع القطاعات».
وأكد بدوي «تمثل العملات المشفرة مستقبل القطاع المالي، وهي تتمتع بإمكانات نمو هائلة، لا وسيما في دولة الإمارات، لأنها ما تزال في المرحلة الأولى من الموافقات التنظيمية في المنطقة، ويشكل عالم الميتافيرس امتداداً لهذه التوجهات، حيث سيرتقي بالعالم الرقمي الراهن نحو تقديم أرقى التجارب الغامرة».
الخدمات على الميتافيرس
وقال بدوي «تشهد أنواع الخدمات التي يتم تقديمها في عالم الميتافيرس زيادة ملحوظة كل يوم، ولا سيما في أعقاب الأزمة الصحية العالمية، حيث تكاملت الجوانب الرقمية بسرعة مع جميع الأنشطة لتصبح اليوم التوجه السائد الذي يواصل تزويدنا بأنواع جديدة من الخدمات التي يتم تقديمها بشكل افتراضي».
وأضاف «يتميز عالم الميتافيرس بقدرته على تقديم تجارب أكثر تفاعلية وحيوية، ويتمثل الهدف من ذلك في تحقيق تكامل دائم بين الواقعين المعزز والافتراضي في العالم الرقمي بما يتيح للمستخدمين الحصول على تجارب غامرة أفضل في العديد من القطاعات، بما فيها التسوق والتعلم عبر الإنترنت والألعاب الإلكترونية».
عدد المستخدمين
وأوضح بدوي «يعتبر عدد مستخدمي الميتافيرس بشكل عام قليلاً نسبياً لأنه ما يزال في مراحله الأولى، وينطبق ذلك أيضاً على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن شهدنا في السنوات القليلة الماضية زيادة ضخمة في أنواع الخدمات والأنشطة التي تستفيد من عالم الميتافيرس، ما يدل على الإقبال عليه واعتماده في المنطقة، كما ساهم ذلك في تسليط الضوء على أهمية المبادرات والاستثمارات التي وظفتها الحكومة في الارتقاء بحياة الناس، بالإضافة إلى دورها الإيجابي في الاقتصاد الكلي من خلال تحسين جودة وكفاءة العمل في مختلف القطاعات».
خدمات للجمهور
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة إيفست علي حسن «في إطار الذكاء الاصطناعي الذي تمارسه دبي في العديد من الاستخدامات أدى ذلك إلى تعزيز الاستخدام الأمثل والصحيح في التعامل الرقمي واكتشاف نماذج تكنولوجية حيوية وجديدة لمستقبل واعد».
وأكد «بالطبع دبي ستكون قادرة على تقديم العديد من الخدمات التي يحتاجها الجمهور في العديد من القطاعات كالعقارات، سوق الأسهم، قطاع البنوك، الفنون التشكيلية وغيرها الكثير، الأمر الذي سيؤدي إلى رغبة الأشخاص بالاستثمار في عالم الميتافيرس، كونه الآن يوجد بيئة آمنة وقانونية تحميهم وتضمن حقوقهم».