توج به 4 مرات في آخر 5 أعوام
لو سألت مشجعاً مولعاً بإثارة الكرة الإنجليزية وملماً بخفايا صنعة تلك الإثارة عن أسوأ حدث فني مرّ على البريمييرليغ في العقد ونيف الأخيرين، فلن يتردد على الأرجح، في الإشارة إلى اعتزال المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون، لكنه لن يطيل في حسرته تلك، إذ سيستطرد سريعاً بتعويض البطولة العريقة لزخم غياب فيرغسون بتكتيكات المدرب والفيلسوف الإسباني بيب غوارديولا، والذي ينظر إليه على مدى واسع حالياً بأنه مجدد المقاربات الخططية في الكرة الحديثة عموماً والكرة الإنجليزية على وجه الخصوص، وهو أمر قد يشترك فيه معه، قليلاً أو كثيراً، مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب.
بعد نهاية حقبة فيرغسون، وصعود مانشستر سيتي وحصده البريمييرليغ في 2014، وتتويج تشيلسي بلقب 2015، وأيضاً توقيع البطولة في 2015 عقد بث تلفزيوني ملياري، وبداية قدوم كبار النجوم إلى البطولة، ظن الجميع أن عهد الهيمنة على لقب أقدم دوري في العالم قد ولى بدون رجعة، لكن ذلك الحلم الوردي اصطدم فجأة بقرار تعاقد مانشستر سيتي في منتصف 2016 من بيب غوارديولا، ليبدأ الإسباني في وضع لبنات للمستقبل والمجد.
والآن بعد مرور ستة مواسم للمدرب الإسباني البالغ من العمر 51 عاماً في البريمييرليغ، يقف على أرضية صلبة، ليس بمقدور أي مدرب سواه الوصول إليها، إذ يحمل عراب فلسفة التيكي تاكا والمبشر بها بعد رحيل مقترعها ومطبقها الهولندي الطائر يوهان كرويف، في جعبته 4 ألقاب كاملة، ليبسط هيمنته على أقوى البطولات في الساحرة المستديرة ويجبره على الانحناء لعمله الفني المبتكر والناجز.
اقرأ أيضاً.. «10 محطات» رئيسية قادت مانشستر سيتي للقب الدوري الإنجليزي
أفكار وألقاب
لا يكاد بيب غوارديولا يتوقف عن اجتراح خطط فنية جديدة، وتعزيزها بتغييرات كبيرة داخل أرضية الملعب، سواء في مراكز اللاعبين، أو طريقة اللعب نفسها ومجاراة الخصوم، وهو أمر منحه مرونة تكتيكة كبيرة، إلى جانب تسببه في صعوبات جمة لمنافسيه، إذ غالباً ما يفاجئهم بخطط جديدة في كل مواجهة.
وعلى الرغم من انتقادات الكثيرين لتغييرات خطط بيب تلك، خصوصاً في مباريات حاسمة داخلياً وخارجياً، إلا أن كرة القدم كانت على الدوام الرابح الأكبر، بفضل العروض المميزة للسماوي، وإشباعه جماهير الكرة العالمية بأمتع الفنون.
وتبرهن نتائجه الأخيرة وفوزه بالألقاب الأربعة على جدوى عمله، والتي جعلته في صدارة قائمة المدربين الأجانب الأكثر فوزاً باللقب، ليفض الشراكة مع البرتغالي جوزيه مورينيو.
وتخطى بيب البرتغالي مورينيو، الذي فاز باللقب 3 مرات مع تشيلسي، وكذلك الفرنسي أرسين فينغر مع أرسنال، بنفس العدد، فيما يتصدر فيرغسون قائمة الأكثر فوزاً بالدوري برصيد 13 لقباً.
وبلغت ألقاب بيب مع السيتي 11 لقباً، بواقع 4 في البريمييرليغ ومثلها في كأس الرابطة ولقبين في كأس الدرع الخيرية، ولقب في كأس الاتحاد الإنجليزي.
حنكة إدارة السيتي سر النجاح
رغم اجتهاده التدريبي والخططي، فإن نجاحات السيتي الحالية، لا يمكن نسبتها للمدرب الإسباني، إذ تقف وراءه إدارة من أكثر الإدارات حنكة في عالم كرة القدم حالياً، إذ كثيراً ما دعمته في مواقف صعبة، إلى جانب تلبية طلباته الفنية بلا تردد.
ويتجلى الدعم الكبير لبيب في تصريحات رئيس مجلس إدارة مانشستر سيتي الإنجليزي خلدون المبارك في لقاء سابق مع موقع النادي الرسمي، وقال: «أنا على الدوام قريب من بيب والفريق، بيب دائماً مركز في عمله، هو مثل الآلة تقريباً في الانضباط، لقد حقق هذا من قبل مع الليغا والبوندسليغا، وهنا في السيتي هنالك خبرة جيدة في التعامل مع مثل هذه الضغوط، وعام 2012 على سبيل المثال».
حلم الأبطال
الآن، وبعد أن بسط هيمنته على البريمييرليغ، سيتوجب على بيب غوارديولا العمل على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، وهو حلم لن يكون صعباً على بيب، خصوصاً في ظل نتائجه الأخيرة، إذ بلغ العام قبل الماضي النهائي والعام الحالي نصف النهائي.
وسيتسلح بيب بقدوم الفتي الذهبي النرويج إيرلينغ هالاند من بروسيا دورتموند، والذي يمتلك سجلاً تهديفياً رائعاً، بعد أن سجل 86 هدفاً في 89 مباراة خاضها مع دورتموند هذا الموسم.