استعرض المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية الذي عقد أمس الأحد في أبوظبي، مستجدات عالم النشر في الوطن العربي والتوجهات الجديدة للمحتوى العربي، وذلك بمشاركة 300 شخص من المختصين بالنشر والصناعات الإبداعية من حول العالم.
وسلط المؤتمر الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ضمن فعاليات الدورة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الضوء على أهمية الابتكار في صناعة النشر والوضع الراهن والتوجهات المستقبلية لسوق النشر، وآليات النشر في العالم الافتراضي، كما تطرق المتحدثون إلى مخاطر القرصنة الرقمية للأعمال الأدبية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الكتب الصوتية.
وكشف المتحدثون عن أن 50% من سوق النشر والإصدارات الأدبية يعتبر رقمياً في بعض الدول ومنها السويد، بينما يفتقر الوطن العربي إلى إحصاءات واضحة عن نسبة المصادر الأدبية الرقمية وعن سوق النشر.
وتطرق المتحدثون إلى وجود زيادة في معدلات إنتاج أدب الطفل منذ بداية عام 2000 على مستوى الوطن العربي، كما شهدت السنوات السبع الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الناشرين بمجال أدب الطفل.
وسلط المتحدثون الضوء على زيادة الإقبال على الكتب الصوتية بالوطن العربي، فعلى سبيل المثال، تستقطب منصة «ستوري تل» 20 مليون مشترك، كما تطرح قرابة 8 آلاف إصدار أدبي صوتي سنوياً بنحو 30 لغة.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، "إن من أهم أسس نجاح قطاع النشر على المدى البعيد في أي منطقة في العالم، هو الالتزام الكامل بمبادئ احترام الملكية الفكرية وحرية النشر."
وتابعت "نعمل في الاتحاد الدولي للناشرين مع أعضائنا في العديد من بلدان العالم على وضع الأطر القانونية وآليات التنفيذ والمتابعة المناسبة لحماية الملكية الفكرية وحرية النشر، خاصة بعد الارتفاع غير المسبوق للقرصنة الرقمية منذ بداية جائحة كوفيد – 19."
وذكرت "تمر صناعة النشر بتحولات أساسية ليس فقط بسبب الجائحة، بل أيضاً بسبب الوتيرة المتسارعة للتقدم التكنولوجي، فاحتياجات القراء وسلوكياتهم تتغير سريعاً، وفي حين أدركت أسواق كثيرة الواقع الجديد في وقت مبكر، تأخرت أسواق أخرى في التأقلم معه، إلى أن استفاق العالم على أزمة جائحة كورونا فتغيرت المفاهيم وأصبح الجميع على أتم الاستعداد للتغيير والتأقلم."
ومن جهة أخرى، بادر الاتحاد الدولي للناشرين إلى إطلاق عدد من المبادرات لتشجيع صناعة النشر في الآونة الأخيرة، من بينها مبادرة «إنسباير» لتعزيز التعاون بين الناشرين والموزعين والكتاب، فضلاً عن إطلاق منصة أكاديمية «الاتحاد» التي توفر مواد تدريبية في قطاع النشر ذات مستوى عالمي مجاناً لكافة الأعضاء.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر "إن المؤتمر يجمع أبرز الناشرين والمؤلفين وصانعي المحتوى ورواد الأعمال للتعاون والابتكار ومناقشة حاضر ومستقبل النشر العربي."
وتابع " إن مهمتنا تكمن في تشارك إبداعات الكلمة المكتوبة والشعر والموسيقى والأفلام والفن مع المجتمع، علماً أن أبوظبي أثبتت التزامها ببناء قطاع ثقافي مستدام عبر استثمار 30 مليار درهم كجزء من استراتيجيتها الرامية لدعم الصناعات الثقافية والإبداعية."
وأردف "إن أبوظبي تعمل حالياً على تمكين المواهب الإبداعية من جميع أنحاء العالم، وتساهم في إنشاء المحتوى والألعاب الإلكترونية والأفلام والنشر باللغة العربية، كما يعد المركز الإبداعي الجديد في جزيرة ياس خير دليل على أن الإمارة قادرة على احتضان جميع أنواع الأفراد والشركات الناشئة وكبار منتجي المحتوى معاً، للعيش والعمل وتحقيق الازدهار في ربوعها."
وشهد المؤتمر مشاركة كل من الكاتب الأمريكي وأحد المرشّحين النهائيين لجائزة «بوليتزر»، نيكولاس كار، والمؤلف الأكثر مبيعاً في نيويورك تايمز والرئيس التنفيذي لشركة «راكوتن كوبو»، مايكل تامبلين، والكاتبة الأمريكية الأكثر مبيعاً والخبيرة في وادي السيليكون، آن هيات.
وتتضمن المؤتمر على 6 جلسات من بينها جلسة «عندما تتحول الكتب إلى صوت أو فيلم أو لعبة إلكترونية»، وجلسة «هل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة سوق جديدة للكتب؟»، وجلسة «التعليم والنشر في العالم الافتراضي» وكذلك جلسة "الآفاق المستقبلية للمحتوى العربي على الإنترنت."
ومن جانب آخر، يستقبل معرض أبوظبي الدولي للكتاب المشاركين والزوار بداية من اليوم الاثنين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ويستمر على مدى 7 أيام.