تخطط نتفليكس لتقديم خطة إنتاج وعرض الإعلانات للمستخدمين بنهاية العام الجاري، مع وضع تسعيرة جديدة تتضمن زيادات مقابل كل مشاركة لكلمة السر يقوم بها المستخدم مع مستخدمين آخرين، وذلك وفقاً لمذكرة داخلية قامت المنصة بتوزيعها على الموظفين، في محاولة لمنع نزيف إلغاء الاشتراكات.
وتحاول المنصة الرقمية التخلص من نتائج الربع الأول من العام السيئة بشكل صادم، حيث أعلنت المنصة في أبريل الماضي أنها فقدت 200 ألف مشترك في الأشهر الثلاثة الأولى من العام - وهي المرة الأولى منذ عقد من الزمن التي انخفض فيها عدد المشتركين، ما يعني خطوة للوراء تتناقض مع الهدف الطموح المتمثل في إضافة 2.5 مليون مشترك.
أثر الصدمة
كانت البداية في أبريل الماضي عقب صدور التقرير ربع السنوي عن نشاط المنصة الأخير، والذي كشف عن مفاجأة صادمة وغير متوقعة، حيث خسرت المنصة خلال الربع الأول من العام الحالي 200 ألف مشترك، وتوقع التقرير أن تصل الخسارة إلى مليوني مشترك بنهاية العام، علماً بأن عدد اشتراكات المنصة وصل إلى 221 مليون في نهاية العام الماضي. وقتها أعلن رييد هاستنجز مؤسس «نتفليكس» ومديرها التنفيذي أن أحد مصادر زيادة الدخل قد تكون تخصيص درجة أرخص من الاشتراكات مقابل وجود إعلانات، وقال إنه كان دائماً يفضل بساطة خدمة الاشتراكات في «نتفليكس» ولكنه أيضاً مع حق المشتركين في الاختيار، وإنه بات من المنطقي السماح للمشتركين الذين يرغبون في اشتراك أقل سعراً وليس لديهم مشكلة مع الإعلانات بالحصول على ما يريدون.
ورغم أن هاستنجز قال إن المنصة ستسعى للحصول على إعلانات خلال فترة قد تراوح بين عامين وعام واحد، إلا أنه يبدو أن هذه العملية يجرى التعجيل بها الآن بحيث يبدأ التطبيق «مع نهاية هذا العام»، حسب ما ذكره تقرير «نيو يورك تايمز».
وبجانب الإعلانات أعرب المسؤولون في المنصة أيضاً عن استيائهم من قيام كثير من مشتركيها بمشاركة «كلمة المرور» password الخاصة بهم مع آخرين، ولذلك أعلنت المنصة أيضا أنها تنوي فرض رسوم إضافية على كل مشاركة لكلمة المرور، هذا في الوقت الذي تعد فيه منصة «نتفليكس» هي الأعلى سعراً، حيث يصل سعر الاشتراك في الولايات المتحدة للباقة التي تضم إمكانية البث على جهازين في الوقت نفسه إلى 16 دولاراً شهرياً، بينما يصل سعر باقة البث بجودة الـ4k و4 أجهزة في الوقت نفسه إلى 20 دولاراً، وحسب تقرير «نيويورك تايمز» فإن «نتفليكس» تنوي الإعلان عن الخدمة المدعمة بإعلانات وعن الزيادات الخاصة بمشاركة «كلمة السر» في وقت واحد، قد يكون نهاية هذا العام.
وقد يكون الإعلان عن هذه الإجراءات محاولة لجلب مزيد من الأموال، أو لمجرد طمأنة المستثمرين وأصحاب الأسهم، لرفع قيمة أسهمها من جديد أو لإيقاف نزيف الخسائر الذي أدى لانخفاض قيمة أسهمها بنسبة 1%، وهي الخسائر التي دفعت المنصة أيضاً إلى فصل 150 موظفاً من موظفيها في الولايات المتحدة فقط، حسب تقرير لمجلة «فارايتي» في تقرير نشرته 17 مايو الحالي.
«نتفليكس» ليست وحدها
من الواضح أيضاً أن أزمة «نتفليكس» ليست فردية وأن سوق المنصات الرقمية الذي شهد ازدهاراً وصعوداً غير محدود خلال السنوات الماضية قد وصل إلى مرحلة التشبع والبدء في الانكماش، لأسباب كثيرة منها ارتفاع حدة المنافسة وظهور لاعبين جدد أقوياء، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية وغيرها.
لذلك فقد لجأت معظم المنصات الأخرى بالفعل إلى توفير خدماتها بسعر أرخص مع إعلانات. منصة HBO مثلاً يصل سعر الاشتراك فيها بدون إعلانات إلى 15 دولاراً شهرياً، وهي الآن تقدم درجة أرخص يصل فيها سعر الخدمة مع إعلانات إلى 10 دولارات فقط. منصة Hulu فعلت ذلك أيضاً، أما «ديزني +» فقد أعلنت في مارس الماضي أنها ستلجأ إلى الإعلانات، وهو ما جعل بعض وسائل الإعلام تتساءل عما إذا كانت بقية المنصات ستفعل ذلك، وبالفعل تقوم كل المنصات الآن، باستثناء Apple TV plus، بالتحضير أو توفير درجات أرخص من الاشتراكات مدعومة بالإعلانات.
إدارة حديثة ومفاوضات حثيثة
وفي إطار خطوتها لبث بإعلانات تبحث «نتفليكس» حالياً إنشاء إدارة حديثة لجلب الإعلانات كما تتفاوض مع شركة The Trade Desk المتخصصة في مساعدة المعلنين على وضع إعلانات منتجاتهم على الإنترنت والمنصات، وكان هناك نقاشات بين الشركة و«نتفليكس» على مدى أعوام، ولكن التواصل بينهما شهد حالة نشاط شديدة بعد إعلان «نتفليكس» عن نيتها لتوفير خدمة بإعلانات.
ولكن شكل هذه الإعلانات ومدتها لكل ساعة بث لم تحدد حتى الآن، وهو أمر قد يكون حاسماً في مدى نجاح الفكرة، فـ15 دقيقة إعلانات لكل ساعة محتوى تختلف تماماً عن 5 دقائق لكل ساعة محتوى، والإعلانات التي تظهر قبل بداية أو بعد نهاية فيلم أو حلقة مسلسل غير الإعلانات التي تقطع المسلسل أو الفيلم، كما أن الإعلانات المتضمنة داخل المحتوى أمر يختلف عن فقرة الإعلانات التي تقطع البث وقد تتسبب في انزعاج بعض المشتركين.
الأمر نفسه بالنسبة للأسعار التي لم تحدد بعد، وقد تم نشر استمارة استبيان على الإنترنت لاستطلاع رأي المشاهدين، وتحمل الاستمارة سؤالاً رئيسياً و5 إجابات للاختيار من بينها:
نتفليكس بصدد تقديم باقة رخيصة تحمل إعلانات، فكم يمكن أن تدفع مقابل هذه الباقة؟
5 دولارات شهرياً
7 دولارات شهرياً
10 دولارات شهرياً
12 دولاراً شهرياً
لن أدفع مطلقاً في خدمة تحتوي على إعلانات.
وبالطبع ستلعب استطلاعات رأي المشاهدين خلال الشهور القادمة دوراً حاسماً في شكل الخدمة المدعمة بإعلانات وأسعارها.