تل أبيب تنتظر «ضوءاً أمريكياً» لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية
استعراض معلومات استخباراتية تفيد اقتراب طهران من القنبلة النووية
أحاديث حول صاروخ إيراني نسخة معدلة من «كروز الروسي»
طهران تسلح «حزب الله» بصواريخ كروز بحرية يمكنها حمل رؤوس نووية
قاعدة عسكرية إيرانية على حدود إسرائيل مجهزة بصواريخ تفوق سرعة الصوت
خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، حرص وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على تمرير رسالة مباشرة إلى نظيره الأمريكي أوستن لويد، ومستشار الأمن القومي تشاك ساليفان، تفيد باستعداد إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية. وبعد تأكيده خلال مباحثات ثنائية مع ساليفان في البيت الأبيض مدى اهتمام حكومة إسرائيل بتحصين العلاقات الخاصة مع الإدارة الأمريكية، ألمح غانتس إلى أن «توجيه ضربة عسكرية لإيران في الوقت الراهن أهم بكثير من إرجائها للعام المقبل»، واستعرض أمام المسؤول الأمني تقدم البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً الحاجة إلى تضافر جهود جهازي الأمن الإسرائيلي والأمريكي لمواجهة الخطر القادم من إيران، وضرورة انتهاز الفرصة السانحة لتوسيع العمل المشترك في هذا الخصوص بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وشركاء آخرين في منطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى، حسب صحيفة معاريف العبرية.
وعلى متن الطائرة التي أقلته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، مهد غانتس للقاءاته في البيت الأبيض، وركز فيها على الملف الإيراني، مشيراً إلى أن «كلفة الهجوم على إيران في الوقت الراهن زهيدة جداً، إذا ما قورنت بالكلفة ذاتها بعد عام واحد». وفي تعليقه على تلميحات غانتس، قال رئيس غرفة عمليات الجيش الإسرائيلي الأسبق الجنرال (متقاعد) غيورا آيلند إن «تصريحات غانتس تحمل رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة؛ فإذا لم تدمر الضربة العسكرية المرتقبة البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، فليس ثمة شك في قدرتها على إلحاق ضرر بالغ ببنيته التحتية».
تحت الأرض
وخلال المباحثات التي أجراها في واشنطن، كرر وزير الدفاع الإسرائيلي تحذيراته من الجهود التي تعكف عليها إيران حالياً لاستكمال بناء وإعادة تأهيل 1000 جهاز طرد مركزي متطور من طراز IR6 في منشأة متاخمة لمنطقة نتانز تحت سطح الأرض». وأوضح ضيف إسرائيل لدى البيت الأبيض أن إيران تواصل جمع معرفة وخبرة لا يمكن مراقبتها، بالإضافة إلى إجراء أبحاث على تأهيل وتشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة، لدرجة أنها أصبحت قادرة خلال بضع أسابيع على امتلاك مادة انشطارية تكفي لبناء أول قنبلة نووية. وأكد غانتس ضرورة وضع آليات فورية لمواجهة تحديات النووي الإيراني. وفي سياق لقاء مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عاد الجنرال الإسرائيلي غيورا آيلند للتعليق على مباحثات غانتس في واشنطن، مشيراً إلى أن «حديث وزير الدفاع عن منشآت إيرانية تحت الأرض يتطلب عند الهجوم عليها الاعتماد على رؤوس حربية قادرة على اختراق الحصون. وأضاف آيلند: «هل تستطيع إسرائيل في الوقت الراهن توجيه ضربة عسكرية لإيران؟ الإجابة: نعم. وهل تستطيع إلحاق ضرر بالغ بالبرنامج النووي الإيراني؟ الإجابة: نعم أيضاً. أما السؤال الجوهري؛ فهو: هل تسفر نتائج الضربات الإسرائيلية عن وضع نهاية للبرنامج النووي الإيراني إلى الأبد، مثلما حدث مع المفاعل النووي العراقي في 1981، أو السوري عام 2007؟ لا أستطيع أنا أو غيري الإجابة على هذا التساؤل».
إقرأ أيضاً..الجيش الأمريكي يواجه نقصاً في طائرات «الإنذار المبكر»
سيئ ومعيب
وانتقل الخبير العسكري الإسرائيلي إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي آل حتى الآن إلى طريق مسدود بين الدول العظمى وحكومة طهران، مؤكداً أن الاتفاق حتى إذا جرى التوصل إليه فإنه «سيئ ومعيب». وأضاف: «إنه مثل الاختيار بين الدمامل والكوليرا، فكلا الخيارين سيئ. إيران ترغب في إحراز الاتفاق بشروطها، وهو ما يلحق ضرراً بإسرائيل ودول المنطقة». ورغم تناول مباحثات غانتس في واشنطن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك مع الولايات المتحدة، لاسيما الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية والحرب الدائرة في أوكرانيا، إلا أن زيارة غانتس انصبت في المقام الأول والأخير على الملف الإيراني، تزامناً مع تلقي إسرائيل معلومات استخباراتية تفيد بخطوات إيران الواسعة على مسار امتلاك قنبلة نووية، بالإضافة إلى اتساع نطاق عمليات أذرع الحرس الثوري في المنطقة، خاصة في اليمن، وسوريا، ولبنان؛ فحسب صحيفة «ماكوريشون»، أمدت إيران «حزب الله» بدفعة جديدة من صواريخ كروز البحرية يمكنها حمل رؤوس نووية، فضلاً عن مداها الذي يقترب من 3 آلاف كيلومتر، وقدرتها على حمل نصف طن من المواد المتفجرة. ويدور الحديث حول صاروخ إيراني من طراز Kh-55، وهو نسخة معدلة من صاروخ كروز روسي؛ وبينما تنطلق نسخة الطراز الروسي من الطائرات، تستطيع النسخة الإيرانية الانطلاق من البر أو البحر؛ وبفضل مداها تستطيع إصابة أية نقطة في إسرائيل.
إقرأ أيضاً..تحديد الإقامة وتقييد الاتصالات.. ما حكاية الأمير الأردني حمزة بن الحسين؟
قاعدة إيرانية
وحسب معلومات استخباراتية استعرضها وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس في واشنطن، أنشأت طهران قاعدة عسكرية إيرانية على حدود إسرائيل الشمالية من خلال «حزب الله»، وأمدتها بكامل المعدات والأسلحة اللازمة لتطويق إسرائيل، ومنها: كميات هائلة من صواريخ C-802، التي تعد صيغة معدلة من صواريخ كروز البحرية الصينية التي تفوق سرعة الصوت، ويبلغ مداها 200 كيلومتر تقريباً؛ بالإضافة إلى أرتال من صواريخ «ياخونت» Yakhont، وهو صاروخ كروز روسي يفوق سرعة الصوت ويبلغ مداه 300 كيلومتر؛ وكذلك عدد كبير من صواريخ «نور» وهو طراز صاروخ إيراني يصل مداه إلى 200 كيلومتر؛ وصواريخ «غراد 110» وهو صاروخ عابر للقارات يبلغ مداه 2000 كيلومتر؛ وكميات هائلة أيضاً من صواريخ «غدير» Ghadir missile، وهو طراز من صواريخ كروز المضادة للسفن الحربية ويبلغ مداها 300 كيلومتر. وخلال لقاء منفرد مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس حتمية مواجهة الهجمات الإيرانية في المنطقة بعدة طرق، من بينها تعزيز التحالف الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة، وتنسيق المواقف أولاً بأول بين واشنطن ودول المنطقة. وحذر غانتس من «ارتفاع مؤشرات عمل عسكري أحادي الجانب ضد إيران»، إذا لم تتجاوب الولايات المتحدة مع المخاطر الإقليمية القادمة من حكومة طهران، لا سيما في ظل انهيار محادثات إحياء الاتفاق النووي. واستشهد موقع «دبكا» العبري على جدية المواقف الإسرائيلية في هذا الخصوص بالتغييرات القيادية العسكرية التي صادق عليها غانتس خلال الآونة الأخيرة بناء على توصيات قائد الأركان العامة الميجور جنرال أفيف كوخافي، التي نصت على تعيين الجنرال أوري غوردين قائداً جديداً لقيادة الجبهة الشمالية، والعميد رافي ميلو قائداً جديداً للجبهة الداخلية.