نرى العديد من الأراضي الخصبة ولبنات الأفكار الواعدة ومثابرة المبدعين وطلائع فجر المشاريع التي يصب الكثير منها في قيعان كثيرة لا تسمن ولا تغني من جوع؛ فلا تجد من يدعمها ويساهم في تحويلها إلى واقع ملموس، فتضيع أغلبها في الرياح.
للإبداع أشكال وألوان متعددة، وصولاً إلى الابتكار والتقليد المطور والسعي للانطلاق إلى تجربة ومرحلة جديدة بعد مخاض طويل من تحديات الأفكار والتخطيط ومتطلبات ودراسة الفرص العديدة من مختلف جوانبها وأركانها.
يبدأ تطوير ومتابعة المبدعين وتمكينهم بوقوف المجتمع معهم للإسهام في خلق شيء جديد يضع تأثيره على المجتمع ككل مستقبلاً.
ثقافة جديدة على أغلب فئات المجتمع
لقد سمعت قصصاً عن تجار كبار اليوم كان لأحد ما الفضل عليهم بفتح الأبواب أمامهم، وهي القصة ذاتها لمايكروسوفت وفيسبوك وغوغل، فلولا الدعم لما حققوا شيئاً أبداً.
نعود لثقافة التعاون الاجتماعي والتي تعني دعم فكرة أو مشروع أو مبدع أو فنان لمجرد الدعم وليس مبنياً على استثمار مالي.. «مب كل شيء لازم تستفيد منه مادياً!»، فيد غيرك سترجع عليك بكل تأكيد، فهذه سنة الدنيا.
الدعم إعجاباً بالفكرة وتشجيعها والحصول على الإصدار الأول منها أو مقابل أي شيء رمزي بسيط مثل شهادة شكر أو ذكر الاسم مع الداعمين في الموقع الإلكتروني للمشروع أو الحصول على تذكار رمزي وغير ذلك، هكذا دعم يخلق شيئاً جديداً ويساهم في الاستمرار بتقديم المزيد ويشجع الآخرين للدخول في نور الإبداع والابتكار والفنون.
ثقافة العطاء
العطاء من أعظم شيم شعب الإمارات، إذ تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أعلى الدول الداعمة لقضايا الفقر والمحتاجين والأعمال الخيرية والطبية والإنسانية، وما أزمة كورونا وجهود الدولة في دعم ومساندة القاصي والداني والصديق وحتى الخصيم ببعيد عنا.
ما نركز عليه هي ثقافة تنمية المواهب والمشاريع، فلو وجدنا الموهوبين وأصحاب الأفكار والمشاريع الهادفة ضمن المنصات المعتمدة، فإنه من الرائع دعمها ولو باليسير لأن ذلك سيساهم في خلق شيء جديد نافع للجميع، من ذلك حتى لو وجدنا من يريد حضور الدورات التدريبية ولكنه يحتاج إلى دعم مادي لها، فلنقف معهم ونساعدهم، وكذلك من يريد إنشاء تطبيق مفيد أو طرح جهاز جديد أو حتى من يقدم المعلومة المفيدة لنهديه شيئاً ونخلق عالماً إيجابياً متفاعلاً مع بعضه البعض ونكسر الجمود وحب التفرج عن بعد.
منصة دبي نكست
نرى الكثير من الأشخاص بحاجة إلى فتح الأبواب أمامهم باستخدام منصات وطنية معتمدة للتعاون الاجتماعي مثل «دبي نكست» على سبيل المثال، والتي يسرت التكنولوجيا لخدمة هذا الأمر النبيل، فهناك نجاحات عالمية ولدت من منصات التعاون الاجتماعي مثل كيكستارتر وانديجوجو وفندمي وغيرهم، ولقد يسرت منصة دبي نكست للراغبين باستخدام منصة حكومية تعتمد أعلى إجراءات الحوكمة والتدقيق المالي في متابعة المعاملات المالية لدعم المشاريع بكل شفافية ووضوح وإتقان، مما يسهم بخلق بيئة آمنة لدعم المواهب والأفكار بأسلوب تقني مبسط وسهل للجميع ونرى العديد من المشاريع حققت نجاحات، ونالت الدعم المفتاحي للانطلاق ودراسة تقبل الفكرة.
الموقع يتمتع بالسهولة الكبيرة ويمكن لأي شخص إنشاء حملة مدروسة وواضحة ويتم التدقيق عليها من فريق الدعم ثم تضاف في الموقع بعد استيفاء الشروط الواضحة، ومن الجميل أن إدارة المنصة ينصحونك بنقاط الجذب المهمة التي تساهم في تحسين صفحة المنتج أو الفكرة لكي تكون أكثر وضوحاً للناس لكي يقتنعوا بالفكرة ويدعموها.
أنصح الجميع بمراجعة المنصة في حال رغبتهم في طرح خدمة أو فكرة أو طلب دعم جديد وبذلك يستطيعون الحصول على الدعم المسبق وتقييم مدى نجاح المشروع مستوى القبول.
محدودية منصات التعاون الاجتماعي ومخاطرها
إن هذه المنصات تحتاج إلى حوكمة عالية الدقة ويجب أن تتمتع بقدر كبير جداً من الشفافية ومطابقة للضوابط والأنظمة القانونية ولا يجب أبداً أن تكون نشاطاً حراً دون مراقبة ومتابعة، لذا من الرائع أن نجد منصة حكومية تحت رعاية ومتابعة رسمية آمنة لأصحاب الأفكار والمشاريع والموهوبين وكذلك للمساهمين والداعمين، ما يخلق بيئة آمنة قانونية لكل الأطراف تحفظ حقوقهم وتمنع التلاعب وتساهم بخلق شيء جديد وتطور مستمر للمجتمع ككل.
حماية الأفكار
لا يمكن حماية الأفكار سواء قبل طرحها أو بعده، فنجد فكرة سنابشات تمت إضافتها في كل التطبيقات تقريباً! ولن يستطيع له طلباً! لذلك لا تكترث وانطلق بأفكارك وتميز بها ولكل شيء رزق في النهاية.