قائد مرحلة التمكين ابن «مدرسة زايد» البار يودع أمته بعد مسيرة حافلة بالإنجازات إنه يوم حزين في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وفي تاريخ الأمة العربية والإسلامية فقد فقدت الإمارات ابنها البار وقائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة ومسيرتها التنموية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، وفقدت الأمة العربية قائداً عظيماً ورجلاً حكيماً امتدت أياديه البيضاء إلى كل شقيق عربي.. كما فقد العالم قائداً عظيماً سار على نهج الوالد المؤسس في نشر مفاهيم ومعاني السلام والمحبة بين الدول والشعوب وكان نموذجاً بحق للقائد الحكيم في مواقف سياسية عديدة.
كان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية خير خلف لخير سلف وسار على نهج الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان في النهوض بالدولة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتنموية والحفاظ على مكانتها الدولية ورفع رايتها عالية خفاقة بين الأمم حتى أصبحت الإمارات نموذجاً للتطور والحداثة ليس فقط في المنطقة العربية وإنما في العالم أجمع أكمل المسيرة من بعد الوالد وحمل الراية وتولى المسؤولية في 4 نوفمبر 2004 وتنتقل دولة الإمارات المتحدة معه من مرحلة التأسيس طوال 35 عاماً الى مرحلة التمكين بإنجازات ستبقى شاهدة على قدرة وحكمة وقيادة حاكم وطني وعربي رشيد ونموذجاً جلياً لعلاقة الحاكم بشعبه، فقد كانت سياسته ترتكز في المقام الأول والأخير على مصلحة الشعب ورفعة الدولة في مختلف الأصعدة. فقد حافظ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد على الأمانة التي تسلمها وأكمل مسيرة تطور وازدهار الإمارات، وإعلاء اسمها الذي تخطى عنان السماء.
كان المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة دائماً ما يتباهى ويتفاخر بأنه ابن «مدرسة زايد» التي تعلم فيها ونهل منها القيم الأصيلة والنبيلة ومعاني الخير والعطاء بلا حدود. وقال ذات مرة: «عندما يفاخر الناس بإنجازات.. نحن نفاخر بأننا أبناء زايد الخير.. وعندما يتحدث الناس عن تاريخ نحن نتحدث عن تاريخ من الخير بدأ مع قيام دولتنا». هكذا أوجز المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المنهج الذي اختارته الدولة منذ بداية التأسيس وحتى مرحلة التمكين لتكون شاهدة على ميلاد دولة فتية شابة في إنجازها، رشيدة خيّرة في أقوالها وأفعالها.
في عهده وفترة حكمه الذي لم يتجاوز 18 عاماً تمكنت الإمارات من تبوأ مكانة عالية ومراكز الصدارة في مجالات كثيرة بمقاييس التقدم والحضارة والرقي وأصبحت الإمارات خلال تلك الفترة ثاني أكبر اقتصاد عربي وخطت خطى واثقة وثابتة بسجلها المشرف إلى مناطق أخرى يصعب اللحاق بها، فأصبحت أول دولة عربية وإسلامية تصل للمريخ، وواحدة من دول قليلة لها السبق في عالم الفضاء.
لقد انعكس ما حققته الإمارات في مرحلة التمكين التي تعد امتداداً لمرحلة التأسيس.. على حياة الناس وعلى قطاع الأعمال لتصبح الإمارات حلم كل من يبحث عن النجاح والاستقرار والعيش الرغد.
ما حققه المغفور له الشيخ خليفة لدولته وأمته في 18 عاماً إنجاز لا يمكن تكراره أو تحقيقه في أي مكان آخر، فبعد توليه الحكم أطلق خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة الإمارات لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وضمان تحقيق الرخاء للمواطنين، منطلقاً من أرضية صلبة بجعل الإمارات منارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار. وبفضل قيادته الرشيدة تجاوز الأزمات المالية والقلاقل السياسية التي عصفت بالمنطقة مع انتهاج سياسة خارجية نشطة تدعم مركز الدولة كعضو فاعل إقليمياً ودولياً إنجازاته في القطاع الصحي والتعليمي والاجتماعي خير شاهد على قيادته الرشيدة والحكيمة وظلت رفاهية المواطن وسعادته من أولوياته منذ أن تولى مقاليد الحكم، فقد عرفت دولة الإمارات العربية المتحدة طريقها نحو نهضة تنموية مواكبة للألفية الجديدة من خلال توفير أرقى الخدمات خاصة في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والرعاية الاجتماعية وغيرها من المتطلبات الضرورية التي تؤمن للمواطنين الحياة الكريمة والمستقبل الآمن لهم ولأبنائهم.
ويعد صاحب السمو الشيخ خليفة من القيادات التاريخية المشهود لها بالعطاء والبذل على مدى 45 عاماً من العمل الوطني في خدمة الوطن والمواطن منذ أن شارك وهو في صباه إلى جانب والده الشيخ زايد في مرحلة التأسيس لبناء الوطن ومواكبة مسيرة التقدم في العالم، وأنجز بهمة وكفاءة ودرجة عالية من المسؤولية الوطنية المهام التي أوكلت إليه في مختلف المناصب الرئيسية التي شغلها خلال مراحل بناء نهضة إمارة أبوظبي، ومن ثم دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يمتلك الشيخ خليفة تجربة تاريخية ثرية وخبرة واسعة اكتسبها من معايشته وملازمته عن قرب لوالده مؤسس الدولة خلال مختلف مراحل العمل الوطني، وكان يقول: «كان والدي المعلم الذي أتتلمذ على يديه كل يوم وأمشي على خطاه وأسير على دربه وأستلهم منه الرشد والقيم الأصيلة والتذرع بالصبر والحلم والتأني في كل الأمور» لقد سارع العالم منذ الأمس بنعي صاحب السمو الشيخ خليفة وأبدى قادة الأمة العربية والإسلامية وقادة العالم الخارجي الحزن والأسى الشديد على فقدان صاحب السمو الشيخ خليفة ووصفوه بأنه قائد من أعظم قادة العالم سوف تبقى كلمات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد نبراساً وسراجاً منيراً يهتدى به أبناء الإمارات في المضي قدماً نحو المستقبل الأفضل والحفاظ على العهد وعلى الأمانة وحمل الراية خفاقة عالية فمن أقواله: "بناء الإنسان أفضل الاستثمارات فوق أرضنا، وهو الركيزة الأساسية لعملية التنمية".
*يجب التزود بالعلوم الحديثة والمعارف الواسعة والإقبال عليها بروح عالية، ورغبة صادقة على طرق مجالات العمل كافة، حتى تتمكّن دولة الإمارات خلال الألفية الثالثة من تحقيق نقلة حضارية واسعة.
*إن هدفنا الأساسي في دولة الإمارات هو بناء الوطن والمواطن، وإن الجزء الأكبر من دخل البلاد يسخر لتعويض ما فاتنا واللحاق بركب الأمم المتقدّمة التي سبقتنا، في محاولة منا لبناء بلدنا.
*إن العملية التعليمية وبقدر ما حققت من مستويات التأهيل العلمي المختلفة، نراها اليوم في تحدٍّ مستمر ومتصاعد، يتطلب العمل الدؤوب في تطوير المناهج، ووضع الخطط الرامية إلى تحقيق المستوى المطلوب في مواكبة تسارع التطور التقني، واستيعاب مستجدات التكنولوجيا الحديثة.
*المرأة نصف المجتمع، والمجتمعات التي تعجز عن توظيف نصفها فاشلة.
رحم الله المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ابن الامارات البار الذي «أدى أمانته وخدم رعيته»...رحم الله قائد مسيرة التمكين..رحمك الله يا خليفة.