رغم تراجع أسهم تويتر
تراجعت أسهم تويتر إلى أدنى مستوى لها منذ أن وافقت منصة وسائل التواصل الاجتماعي على صفقة الاستحواذ من قبل إيلون ماسك مقابل 44 مليار دولار في 25 أبريل، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان أغنى شخص في العالم سيحاول إعادة التفاوض على الصفقة.
يوم الثلاثاء، تراجعت التوقعات بشأن إتمام صفقة تويتر إلى أقل من 50% للمرة الأولى بعد تراجع أسهم الشركة.
وفي بداية تعاملات السوق الأمريكية الخميس، وصل سعر سهم تويتر إلى 44.67 دولار، متراجعا بنسبة 2.34%.
ويبلغ سعر استحواذ ماسك على كل سهم من أسهم تويتر، نحو 54.2 دولار، بنسبة ارتفاع 21.3% عن السعر السوقي.
ولم تحرك الأخبار، التي تفيد بأن ماسك سيرفع الحظر عن حساب الرئيس السابق دونالد ترامب، أسهم شركة التواصل الاجتماعي، على الرغم من أهميتها السياسية.
وتراجعت أسهم تويتر جنباً إلى جنب مع الانهيار الأوسع في أسهم التكنولوجيا، حيث يشعر المستثمرون بالقلق من التضخم والتباطؤ الاقتصادي المحتمل. وتكهن بعض المستثمرين، مثل شركة هيندينبرج وهي شركة للبيع على المكشوف، حول ما إذا كان ماسك سيحاول التفاوض على سعر أقل للصفقة قبل الإغلاق، بينما لم يشر ماسك إلى أنه يخطط لإعادة التفاوض، وفقا لرويترز.
فيما يلي إجابات لبعض الأسئلة الرئيسية:
لماذا قد يرغب ماسك في إعادة التفاوض على الصفقة؟
تقدر القيمة الصافية لثروة إيلون ماسك بنحو 240 مليار دولار وفقا لمجلة فوربس، ومع ذلك فإن معظم ثروته مرتبطة بأسهم شركة تسلا، صانع السيارات الكهربائية الذي يرأسه.
تحرك ماسك بالفعل لجمع بعض الأموال لتمويل استحواذه على تويتر، وباع 8.5 مليار دولار من أسهم تسلا وحصل على قرض هامشي بقيمة 12.5 مليار دولار مقابل سهم تسلا الخاص به.
وخفض ماسك الأسبوع الماضي قرض الهامش هذا إلى 6.25 مليار دولار بعد جلب مستثمرين مشاركين، وقال ماسك في إنه قد يسعى للحصول على مزيد من التمويل للصفقة.
ويعتقد بعض المستثمرين أن التراجع بنسبة 27٪ في أسهم تسلا جاء مدفوعاً جزئياً بمخاوف من أنه قد يضطر إلى بيع المزيد من الأسهم. لذلك سيكون سهم تسلا تحت ضغط أقل إذا تمكن ماسك من التفاوض على سعر استحواذ أقل.
كيف يمكن أن يتفاوض ماسك على سعر أقل؟
يمكن أن يهدد ماسك بالتراجع عن الصفقة ما لم يوافق مجلس إدارة تويتر على إعادة فتح المفاوضات. لكنه ملزم بحسب بنود العقد بدفع بقيمة مليار دولار في حال تراجعه عن الصفقة، ولكن سيتعين على تويتر رفع دعوى للحصول على تعويضات أكثر من ذلك أو محاولة إجبار ماسك على إتمام الصفقة.
هناك الكثير من السوابق تاريخياً لإعادة التفاوض، أعادت العديد من الشركات تسعير عمليات الاستحواذ المتفق عليها عندما تفشى جائحة فارسو كورونا في 2020 وأحدث صدمة اقتصادية عالمية.
في إحدى الحالات، هددت شركة التجزئة الفرنسية LVMH بالتراجع عن صفقة للاستحواذ على Tiffany & Co. وافق بائع المجوهرات بالتجزئة الأمريكي على خفض سعر الشراء بمقدار 425 مليون دولار إلى 15.8 مليار دولار.
تمكنت مجموعة سيمون بروبرتي غروب انك Simon Property Group، أكبر مشغل للمراكز التجارية في الولايات المتحدة، من خفض سعر شرائها لحصة في منافستها Taubman Centers بنسبة 18٪ إلى 2.65 مليار دولار.
هل هناك مخاطر لمحاولة إعادة التفاوض؟
ليس هناك من يقين من أن هذه الاستراتيجية ستنجح، ويمكن أن ينتهي الأمر بتكلف ماسك المزيد من المال.
أولاً، سيضطر ماسك إلى إقناع تويتر بأنه سيرحل حقا. ثم هناك عقبات قانونية، بما في ذلك بند يمكن لشركة التواصل الاجتماعي الاستشهاد به لإجبار ماسك على إتمام الصفقة.
تشمل قائمة الشركات التي قاضت المستحوذين في المحكمة شركة التكنولوجيا الطبية تشانيل ميدسيستمز Channel Medsystems، التي رفعت دعوى قضائية ضد بوستن ساينتيفيك Boston Scientific لمحاولتها التراجع عن صفقة استحواذ بقيمة 275 مليون دولار، وفي عام 2019، حكم قاضٍ بأن الصفقة يجب أن تكتمل ودفعت بوسطن ميدسيستمز لتسوية غير معلنة.
يسعى المستحوذون الذين يلجؤون في بعض الأحيان إلى بنود تأثير الضرر المادي في اتفاقية الاندماج، بحجة أن الشركة المستهدفة قد تضررت بشكل كبير.
لكن اللغة في اتفاقية صفقة تويتر، كما هو الحال في العديد من عمليات الاندماج الأخيرة، لا تسمح لماسك بالتراجع بسبب بيئة الأعمال المتدهورة، مثل انخفاض الطلب على الإعلانات أو بسبب انخفاض أسهم تويتر.