على الرغم من التراجعات الحادة التي تضرب مؤشرات الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع، نذكّر بالأداء الجيد لها خلال 2020-2021.
مؤشر ستاندر آند بورز سجل مكاسب قوية في 2020 بلغت 16%، ومكاسب أكبر في 2021 بلغت 27%، وخسر حوالي 18% من أعلى سعر سجله المؤشر في يناير 2022.
مؤشر الداوجونز سجل مكاسب بلغت 7.2% في 2020، وسجل المؤشر مكاسب أكبر بلغت 18.7% في 2021، وخسر المؤشر 13% منذ بداية العام حتى تداولات اليوم، الخميس.
واصلت الأسهم الأمريكية سقوطها الحُر في تداولات الخميس 12 مايو 2022 مع استمرار تسعير الأسواق لزيادات كبيرة في أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي بهدف السيطرة على معدلات التضخم المرتفعة، التي تقف عند أعلى مستوى لها في 40 عاماً، المؤشرات الثلاثة (الداوجونز والناسداك وستاندر آند بورز) كلها في طريقها لتسجيل خسارة أسبوعية تتجاوز الـ4%، الداوجونز تراجع لمستوى 31,275 وخسر 550 نقطة وهو اليوم السادس على التوالي من الخسائر اليومية للمؤشر، مؤشر الإس آند بي 500 بدأ تداولات العام عند مستوى 4,796 ويتداول الآن عند مستوى 3,868، في المقابل بدأ مؤشر الداوجونز تداولات العام عند مستوى 36,585 ويتداول الآن عند مستوى 31,275.
الأسهم بين مطرقة التضخم وسندان الفائدة
دخلت الأسهم الأمريكية هذا العام وهي في مستويات سعرية قياسية بعد المكاسب الكبيرة في 2020-2021، أيضاً بدأت الأسواق المالية العام الجديد مع ارتفاع معدلات التضخم مدفوعة بثلاثة أسباب رئيسية: السبب الأول هو اختلال سلاسل الإمداد بعد عمليات الإغلاق الواسعة التي لازمت فترة جائحة كورونا وهذا الاختلال تسبب في ارتفاع كلفة الشحن والذي بدوره ظهر في أسعار السلع.
السبب الثاني هو التوسع الكبير في عرض النقود في الأسواق بفعل برامج التحفيز التي قام الفيدرالي بتنفيذها للتصدي للتداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا.
والسبب الثالث الذي دفع التضخم للارتفاع هو تصاعد أسعار البترول مع الحرب الروسية - الأوكرانية التي انعكست مباشرة على ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين.
الفيدرالي الأمريكي كان يقول إن ارتفاع التضخم مؤقت وعابر ولا يستدعي تغيير السياسة النقدية، ومع استمرار الارتفاع في معدلاته بدأ الفيدرالي يستشعر الخطر وتغير اتجاهه وبدأ رفع الفائدة بـ25 نقطة أساس في مارس 2022 ثم أتبع ذلك برفع الفائدة بـ50 نقطة أساس في مايو 2022، وأكد جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي أن البنك سوف يقوم برفع الفائدة بـ50 نقطة أساس في اجتماعي يونيو ويوليو 2022، هذا الاتجاه من الفيدرالي بزيادة أسعار الفائدة بوتيرة سريعة يغلق باب السيولة منخفضة الكلفة في النظام المصرفي المتوافرة للشركات، ويتسبب أيضاً في زيادة عوائد السندات بوتيرة سريعة.
هذا يفسر لنا الأسباب الرئيسية لتراجعات الأسهم الحادة بعد مارس 2022، ومتوقع أن تستمر هذه الضغوط ما دام التضخم مرتفعاً والفائدة متصاعدة فالأسواق ستقوم بتسعير ركود قد يتسبب فيه الفيدرالي، الذي اختار السيطرة على التضخم حتى لو نتج عن ذلك ركود اقتصادي كما حدث في 1970.