لا تزال نتفيلكس تعاني بشدة من انخفاض أسهمها في الشهر الماضي، بعد خسارة المشتركين لأول مرة منذ 10 سنوات، وتراجع معدلات نموها.
ولإعادة المنصة إلى طريق الأرباح والنجاح، اقترح بعض المحللين، إعلانات وتضييق الخناق على مشاركة كلمات المرور، ولكن إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد بها نتفليكس نفسها هي التحالف مع صناعة كانت على خلاف معها في السابق: دور السينما!
وذكر موقع سي إن إن أنه على الرغم من أن نتفليكس أصدرت العديد من الأفلام في دور السينما، واشترت حتى بعض هذه الدور، إلا أن معظم إصداراتها السينمائية كانت محدودة بشكل مقصود.
والآن حان الوقت لكي يتحالف الخصمان بعد أن بدأت منصة البث الرقمي تلعق جراحها، وفي نفس الوقت تسير دور السينما في طريق التعافي من توابع الإغلاق بسبب كوفيد.
الأمر ببساطة أن نتفليكس بحاجة إلى أفلام جديدة ونفس الأمر بالنسبة لدور السينما.
ومن خلال إطلاق المزيد من الأفلام في للعرض في دور السينما، يمكن لنتفليكس أن تجلب إيرادات جديدة من مبيعات شباك التذاكر، وتوسع علامتها التجارية لتشمل المزيد من المشتركين المحتملين، وتساعد في جعل أفلامها باقية في ذاكرة المتفرجين والسينما، وهو أمر كافحت الشركة من أجله.
والحقيقة أنه على الرغم من كونها رائدة في البث المباشر مع 221 مليون مشترك عالمي، وحصلت على العديد من جوائز الأوسكار وعملت مع بعض أكبر الأسماء في هوليوود، إلا أن أفلام نتفليكس لم تتحول إلى علامات تجارية محبوبة مثل بعض مسلسلاتها.
وعلى سبيل المثال فإن فيلم Red Notice الذي قام ببطولته دواين جونسون وجال جادوت، كان الأكثر مشاهدة على نتفليكس، ولكنه فشل في إحداث أية بصمة في ثقافة البوب، ولم يعد الكثيرون يتذكرونه أو يطلبون مشاهدته.
ويرى أندرو هير، نائب رئيس الأبحاث في شركة ماجيد أنه من المستحيل عمل فيلم كبير بدون الاعتماد على دور السينما، لذلك فإن نتفليكس مطالبة بتقديم المزيد من الأفلام للعرض في تلك الدور لتوسيع عروضها، والمنافسة على الجوائز بما يتبعها من إعلانات واشتراكات إضافية.
ومن جهة أخرى، فإن دور السينما ستستفيد من التعاون مع المنصة الرقمية لأنها بحاجة أكثر الآن إلى محتوى وأفكار جديدة وتمويلات ضخمة لكي تستمر في جذب المشاهدين وترفع لافتة كامل العدد.
ما هو العائق؟
ربما من أكبر العوائق بالنسبة لنتفليكس ودور السينما هو أن كليهما يتصارع على المدة التي يجب أن يعرض فيها الفيلم في دور السينما قبل عرضه على المنصة.
إذ تعتمد أعمال نتفليكس على الاشتراكات والتأجير، لذلك فإن مشتركيها المحتملين لا يحبون انتظار الأفلام لحين عرضها في دور السينما، بينما يرغب أصحاب تلك الدور في التفرد بعرض تلك الأفلام لأطول فترة ممكنة.
ووصلت المناوشات إلى ذروتها في عام 2019 عندما لم يتمكن الجانبان من الاتفاق على المدة التي يعرض فيها فيلم The Irishman لسكورسيزي، في دور السينما قبل التوجه إلى منصة البث المباشر.
إذ أرادت دور السينما فترة حصرية مدتها 70 يوماً، بينما أصرت نتفليكس على ألا تتجاوز45 يوماً.
تكاليف هائلة
وهناك مشكلة أخرى تتمثل في أن الأعمال السينمائية تتطلب تكاليف إضافية هائلة لم تعتد عليها نتفليكس، وهو ما يعني مزيداً من الأموال في التسويق والترويج.
وأياً كان الطريق الذي تسلكه نتفليكس، فإنها محتاجة إلى تصحيح مسارها، والتعاون أكثر مع دور السينما التي تطمح إلى العودة إلى سابق ازدهارها.