جاذبية مميتة، أو fatal attraction، عنوان فيلم شهير لمايكل دوجلاس وجلين كلوز حول الانجذاب العاطفي الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على طرفَيْ هذا الانجذاب. وهو عنوان يصلح دوماً لقصص العلاقات بين رجال الأعمال والمال والفنانات، التي تبدأ غالباً بانجذاب متبادل لا يُقاوم، ولكن سرعان ما تنتهي بشكل درامي، قد يصبح مأساوياً أحياناً.
ومن القصص التي يذكرها الناس دوماً علاقة جميلة الجميلات مارلين مونرو بآل كينيدي، وهي تلك العلاقة التي يكشف أسرارها فيلم جديد بعنوان «لغز مارلين مونرو: أسرار الشرائط غير المسموعة» يعرض حالياً على منصة «نتفليكس»، وقصة جريس كيلي مع رينيه أمير موناكو، وقصة علاقة رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى بالمغنية سوزان تميم.
ضع نجمة جميلة وصاحب مال في مكان واحد، وتأكد أن كل منهما سينجذب للآخر بشكل طبيعي جداً. بالنسبة للفتيات الجميلات، فالألماس هو أفضل صديق، كما تقول مارلين مونرو في أغنية شهيرة، وبالنسبة لرجال المال والسلطة فالنساء الجميلات هن أفضل شيء يمكن أن يتباهوا بامتلاكه، وأفضل تعبير عن القوة المطلقة.
تجسد قصة زواج وطلاق ياسمين صبري برجل الأعمال أحمد أبو هشيمة هذه العلاقة بشكل نموذجي. في البداية، وكما يحدث في معظم الحالات، تعرض الطرفان لحسد الجميع: الرجال حسدوا أبو هشيمة على فوزه بالفتاة التي يتمناها أي رجل، والنساء حسدن ياسمين لفوزها بالمال والألماس والحياة المرفهة. وحتى أيام قليلة مضت، كانت ياسمين تواصل تغريداتها و«ترينداتها» على مواقع التواصل، والتي تتباهى فيها بملابسها وإكسسواراتها وإطلالاتها الجديدة وبحفل الإفطار الفاخر الذي أقامته وزوجها بصحبة حشد من الضيوف. لم يخطر ببال أحد من الذين يتابعون هذه التغريدات أن زواجها الذي لم يكد يمر عليه عامان سوف ينهار خلال أيام معدودة!
هيفاء وهبي...مغنية أطفال!
في حالات كثيرة يكون المتضرر الأكبر من زواج النجمات برجال السلطة والمال هو عمل هؤلاء الفنانات. بعضهن يعتزلن المهنة برغبتهن أو بناء على طلب وإلحاح الزوج، وبعضهن يقمن بوضع حدود وشروط للعمل تتوافق مع وضعهن الجديد كزوجات، وبعضهن ينسحبن جزئياً ويتراجع حضورهن وينطفئ تألقهن لأسباب متعددة، منها غيرة الزوج أو عدم ترحيبه بعمل وشهرة زوجته.
تزوج أحمد أبو هشيمة وهيفاء وهبي في إبريل 2009، في عز نجومية هيفاء كمغنية وممثلة. قبل هذا الزواج مباشرة كانت قد أصدرت أكثر ألبوماتها نجاحاً وهو «حبيبي أنا»، بالإضافة إلى دخولها مجال التمثيل السينمائي في فيلم «بحر النجوم» 2008، ثم مشاركتها في بطولة فيلم «دكان شحاتة» الذي عرض عقب زواجها مباشرة.
عقب زواجها انسحبت هيفاء من الساحة تقريباً، باستثناء ألبوم غنائي للأطفال بعنوان «بيبي هيفاء» صدر في 2010، وعدد قليل من أغاني الفيديو كليب. وكانت عقب الزواج قد أعلنت أنها ستراعي في أعمالها القادمة أن تكون «مناسبة» ولا تثير استياء زوجها.
ولكن في نوفمبر 2012 تم إعلان طلاق هيفاء وأبو هشيمة فجأة، بعد أشهر قليلة على صدور ألبومها السادس «ملكة جمال الكون» الذي حقق شهرة واسعة وجدلاً بسبب رفض قناة «روتانا» عرض كليب الأغنية التي تحمل اسم الألبوم.
بعد طلاقها اختفت هيفاء لشهور، يبدو أنها كانت فترة نقاهة واستعداد، قبل أن تعود بقوة إلى الغناء والتمثيل، حيث قامت ببطولة فيلم «حلاوة روح» ومسلسل «كلام على الورق» في 2014، ومسلسلَيْ «مولد وصاحبه غايب» و«مريم» في العام التالي، كما قدمت عدة كليبات وألبوماً أخيراً بعنوان «حوا»، بالرغم من أن تقدمها في السن والتغير الذي بدا على ملامحها وجسدها بعد ذلك، أثّرا بالتأكيد على شعبيتها وفرصها.
ياسمين صبري..من موديل بارد إلى ممثلة
منذ اليوم الأول لزواج أحمد أبو هشيمة وياسمين صبري في أبريل 2020، بعد أسابيع قليلة من حالة الإغلاق والحظر التي فرضها وباء «كوفيد 19 المستجد»، أحاطت الشكوك بمستقبل هذا الزواج المفاجئ. كانت الشائعات قد رشحت أسماء أخرى للزواج بياسمين، ليس من بينهم أبو هشيمة، كما أن زواج أبو هشيمة السابق بهيفاء وهبي الذي انتهى بعد أربع سنوات فقط، كان يشير إلى أن المسألة، بالنسبة لأبو هشيمة على الأقل، قد تكون واحدة من نزواته مع النجمات الجميلات، أكثر منها زواجاً حقيقياً.
مثل هيفاء، اشتهرت ياسمين صبري بجمالها الفائق وجاذبيتها للأضواء ومواقع التواصل، واختلاف الناس حول حجم موهبتها الفنية. شاركت ياسمين في عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية توجت ببطولة فيلمين مع محمد عادل إمام، هما «جحيم في الهند» و«ليلة هنا وسرور» وبطولة مطلقة لمسلسل رمضاني بعنوان «حكايتي» في 2019. في العام التالي وعقب زواجها من أبو هشيمة لعبت ياسمين بطولة مسلسل رمضاني آخر هو «فرصة تانية»، ولكن يبدو أن الفرص الكثيرة التي حصلت عليها ياسمين لم تستغل كما ينبغي بعد أن لاقى العمل انتقادات لاذعة من قبل النقاد وعلى مواقع التواصل. ومن بين الملاحظات التي قيلت وقتها أن ياسمين تبدو في المسلسل أقل موهبة وحضوراً من أعمالها السابقة، وأنها مهتمة بشكلها أكثر من اهتمامها بتجسيد مشاعر الشخصية التي تلعبها. وبالفعل بدت ياسمين خلال العامين الماضيين مهتمة بالظهور على مواقع التواصل والتباهي بملابسها ومجوهراتها وتقليد جورجينا رودرغيز، المؤثرة وزوجة اللاعب كريستيانو رونالدو، أكثر من اهتمامها بكونها ممثلة صغيرة تحصل على فرص كبيرة تتمناها أي فنانة.
تجارب إنسانية
يبدو أيضاً أن نمط الحياة هذا في سبيله للتغيير عقب طلاقها من أبو هشيمة. في مارس الماضي أعلنت ياسمين عن دخولها عدة مشروعات فنية جديدة منها فيلم بعنوان «شغل عصابات» ومسلسل بعنوان «دنيا»، وبعد ساعات من إعلان طلاقها بثت وسائل الإعلام أخباراً عن مشاريع أخرى تنوي دخولها منها مسلسل بعنوان «الشادر» وفيلم بعنوان «صقر المحروسة» تشارك بطولته أمام أحمد عز.
من المؤكد أن ياسمين صبري ستهتم بمستقبلها الفني الآن أكثر من اهتمامها بتقليد جورجينا رودرغيز أو بكونها زوجة ملياردير أو «موديل» جميل بارد، ولكن الأهم من ذلك أن تهتم بتطوير نفسها كممثلة، وأن تستغل تجاربها الإنسانية في تطوير أدواتها التعبيرية وفي مزيد من صدق وعمق الإحساس. فالناس يمكن أن يحبوا وجهاً جميلاً متواضع الموهبة لبعض الوقت، ولكنهم الآن ينتظرون المزيد من امرأة ناضجة وممثلة محترفة.