إجازة العيد 9 أيام يعتبر خبراً جميلاً ومفرحاً خاصة للعائلات، ولكنه كالعادة فاجأ الجميع، مواطنين ومقيمين، وأصبحت هناك حالة من الإرباك، لأن فترة الإجازة طويلة والميزانية (لك عليها).
أصبح هناك ماراثون للاستفادة منها. تقوم بمراجعة أسعار الفنادق لتجدها في السماء فتبدأ بعمل تنازلات لعدد الأيام وعدد النجوم الفندقية، لتجد أنك ستدفع ثروة، غير مصاريف الأكل والشرب والألعاب، وأنت أصلاً طالع من مصاريف رمضان والعيد. تبحث عن أصدقائك اللي يسلفون ولكن جميع هواتفهم مغلقة أو قاموا بحظرك في هذه الفترة خصيصاً.
هل يعقل أن إيجار مزرعة في إحدى إمارات الدولة لمدة ليلتين 6000 درهم، بينما رحلة إلى موسكو 4 ليالٍ شاملة كل شي 6000 درهم؟ هل يعقل أن إقامة في فندق داخل الدولة لـ5 أيام تصل إلى 25 ألف درهم، في حين رحلة إلى إسطنبول لمدة أسبوع شاملة كل التكاليف تصل إلى نصف المبلغ؟ وهل يعقل أن فاتورة عشاء في مطعم مشهور تعادل قيمة وليمة لمنطقة سكنية كاملة؟!
ستجرب أن تحجز في فنادق خارج الدولة، ولكن إذا حاولت أن تسافر «بالطيران الوطني» ستجد أن أسعارهم فلكية، ستفكر بالسفر براً، ولكن سعر البترول سيمنعك. تفكر أن تزور أقاربك في إمارة أخرى في العيد، فتجد أنك سوف تسكن مع 12 عائلة فكرت بنفس تفكيرك!
هل يعقل أن حجوزات الأجانب من خارج الدولة في فنادقنا أسعارها أقل من حجزك بـ80%، وأنت لديك خصومات فزعه وإسعاد وغيرها؟
تحاول أن تزور مدن الألعاب الكبيرة في الدولة، تجد أنك قضيت اليوم بكامله وأنت في طوابير الانتظار، وأبناؤك لم يلعبوا إلا 3 ألعاب ودفعت مبلغاً وقدره.
وإن سألت صديقاً آسيوياً: كيف قضى العيد؟
فيخبرك أنه لم يترك حديقة عامة إلا ولعب فيها مع أبنائه، وتناولوا مشاوي حضرتها أم العيال، وفي يوم آخر ذهبوا إلى إحدى المناطق الساحلية وقضوا يومهم على الشاطئ المجاني وتناولوا طعامهم المحضر مسبقاً في البيت، وفي يوم آخر ذهبوا إلى الجبال وتناولوا طعامهم من كافتيريا بالقرب منهم، ويوم آخر قضوه تمشيات بين المولات، وفي النهاية استمتعوا بالإجازة بأقل التكاليف، فيزورك في تلك اللحظة الشيطان الذي كان متسلسلاً طوال فترة الشهر الفضيل فيقترح عليك اقتراحاً شيطانياً لتسأل صديقك الآسيوي بطريقة كوميدية: نتبادل عيالك بعيالي في العيد الجاي؟!
البعض أنعم عليهم ربي وأمورهم طيبة ولكنني أتحدث عن الأغلبية، التي ترغب بالاستمتاع بإجازة في ربوع الوطن، ولكن للأسف الأسعار والخدمات والظروف لا تشجع أن يكون العيد.. فرحة.