التبريد يضمن بقاء العناصر الغذائية والفيتامينات ومضادات الأكسدة في الثمار
أكدت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية أن اتباع آليات التعامل الجيد مع الثمار (خضراوات – فاكهة) في الفترة ما بعد الحصاد إلى وصولها إلى الأسواق يضمن تقليل الفاقد من الإنتاج الزراعي بنسبة 35% في المتوسط وفق الدراسات العلمية المعتمدة.
وبيّنت في تقرير «عمليات ما بعد حصاد الثمار» الذي حصلت «الرؤية» على نسخة منه، أن تقليل الهدر في المحاصيل الزراعية يعني توفير كميات غذاء أكبر وتحقيق وفرة في المحاصيل وزيادة في دخل المزارعين، إضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي.
ولفتت الهيئة إلى أن هناك إجراءات يجب أن تتم قبل أن تؤثر على جودة ثمار الخضراوات والفواكه بعد حصادها، وأهمها ضرورة التبريد المبدئي، حيث تتم من خلال إزالة حرارة الحقل بعد حصاد الثمار، حيث إن حرارة الحقل تزيد من عملية تدهور الثمار، مشيرة إلى أنه يمكن أن يؤدي التأخير في التبريد المبدئي السريع للثمار لمدة 6 ساعات إلى زيادة حدوث تدهور في الثمار بنسبة أكثر من 25% بينما يمكن أن تحدث زيادة في فقدان الماء للثمار بنسبة 50% عند الوصول إلى مراكز التسويق عن طريق تأخير بسيط لمدة 4 ساعات بين الحصاد والتبريد المبدئي.
وأوضحت الهيئة أن التغيرات التي تحدث في الثمار بعد حصادها هي فقدان الماء مباشرة من الثمار، ما يؤدي إلى ذبوله و«تكرمش» سطحه وبالتالي التغير في ملمسه، وفقدان العناصر الغذائية والفيتامينات ومضادات الأكسدة في الثمار، وفقدان النشا والسكر من الثمار.
أما بالنسبة للعوامل الخارجية التي تؤدي إلى تدهور جودة الثمار، فبينت الهيئة أنها تتلخص في النمو وظهور الأجزاء الخضرية أو الجذرية، إضافة إلى الضرر الميكانيكي من خلال تجريح وارتطام المنتجات مع بعضها أو على الأرض، والتغيرات في خلايا المنتجات نتيجة للتقادم العمري، فضلاً عن الإصابة بالكائنات الدقيقة.
وأشارت الهيئة إلى مجموعة من الممارسات والمعاملات التي ينبغي أن يقوم بها المزارعون بعد الحصاد وهي تنظيف المنتج بغرض إزالة الشوائب والأتربة، تصنيف المنتج حسب الحجم والشكل وعزل كل الثمار مصدرة الإصابة، تعبئة المنتج في حاويات، التبريد العاجل للمنتج، التأكد من نوعية الماء الذي يستخدم في تنظيف الثمار، مراعاة نظافة العمال الذين يقومون بالتعامل مع الثمار خلال التحضير.
وأفادت الهيئة بأن معايير جودة المحاصيل بعد الحصاد تضمن مساعدة المزارعين على حصاد ثمار متكاملة النمو وبدرجة مقبولة من النضج ونظيفة وجيدة المظهر وخالية من الآفات أو التشققات والعيوب الشكلية أو أي تعفن أو تلف يجعلها غير صالحة للاستهلاك، إضافة إلى المحافظة على السلسلة المبردة للمحاصيل بدءاً من حماية المنتج من الحرارة أو الرطوبة ثم عمليات التبريد السريع والتخزين والتعبئة قبل نقل المنتج للأسواق.
وذكرت الهيئة أنه يحدث لثمار الخضراوات والفواكه فقدان وتدهور في الجودة وصفاتها بعد حصادها وقبل استهلاكها، موضحة أن نسبة الفقدان الكمي والنوعي في الثمار بعد الحصاد وقبل الاستهلاك في حدود الـ35% في المتوسط لذا يعتبر تحسين التكنولوجيا والمعاملات والممارسات لما بعد الحصاد للثمار أهم الأولويات الرئيسية للتنمية الزراعية.
وأضافت الهيئة أن الإلمام بأساسيات تكنولوجيا وفسيولوجيا ما بعد الحصاد والمعرفة والدراية بها يسهم في تقليل تدهور والفقد في نوعية وكميات كبيرة من الثمار بعد حصادها، مشيرة إلى أن جودة المنتجات الزراعية عملية متكاملة ومتواصلة تبدأ في المزرعة من خلال اختيار مواعيد الزراعة والأصناف المناسبة، مروراً بعمليات الري والتسميد وخف الثمار والوقاية من الآفات والأمراض، انتهاء بالطرق الصحيحة للحصاد ومعاملات ما بعد الحصاد، ثم نقل المنتج بطريقة صحيحة للأسواق.