وصل مؤشر أسعار الأسمدة إلى مستوى قياسي عند 237.60، مرتفعاً بنسبة 20.69% خلال شهر من 196.86، ومرتفعاً بنسبة 128.1% خلال عام من مستوى 104.17.
الارتفاع الصاروخي لأسعار الغاز الطبيعي وتعطل سلاسل الإمداد من أوكرانيا وروسيا يتسببان في أزمة أسمدة تنذر بالمزيد من الارتفاع في أسعار السلع الغذائية في الأشهر المقبلة، إذ سيجد المنتجون أنفسهم أمام خيارين، إما أن يقللوا كميات الأسمدة المستخدمة في الزراعة وذلك سيؤثر سلباً على الإنتاج وبالتالي على إجمالي المعروض من الغذاء، أو شراء الأسمدة بأسعار مرتفعة مما يزيد من تكلفة الإنتاج التي ستنعكس على أسعار الغذاء.
سماد «اليوريا» من أهم العناصر المطلوبة لضمان إنتاج وفير، أهم مدخلات إنتاج اليوريا هو الغاز الطبيعي، إذ إن تكلفة إنتاج سماد اليوريا رديفة لأسعار الغاز الطبيعي بشكل كبير لدرجة أن بعض مصانع الأسمدة أوقفت الإنتاج بشكل كامل أو جزئي كما حدث مؤخراً مع عدة شركات منها «أكيما» في ليتوانيا، أو سي أي غلين في هولندا، وفيرتيبيريا بإسبانيا.
إمداد سماد الفوسفات، الذي لا يقل أهمية عن سماد اليوريا في تحفيز الإنتاج، يشهد شحاً كذلك، ولكن لأسباب تتعلق بالأمن الغذائي بتخوف الدول المنتجة للسماد على عدم قدرتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبالتالي لجأت إلى منع أو تقليص الصادرات.
حظرت الصين، أكبر مورد للأسمدة على مستوى العالم، مؤخراً تصدير الأسمدة وحثت شركات الغاز الطبيعي على الوفاء بالعقود الموقعة مع المنتجين المحليين للأسمدة عوضاً عن تحويلها لأغراض صناعية أخرى.
الهند، أحد أكبر الدول المستهلكة للأسمدة تستورد حوالي 12 مليون طن سنوياً من سماد «الدأب»، الذي يمثل عنصر الفوسفور فيه 46%، تستورد 40% من احتياجاتها من سماد الدأب من الصين، كذلك تعتبر الهند من أكبر منتجي سماد اليوريا في العالم، فتستورد 60-75% من احتياجات الغاز الطبيعي لقطاع الأسمدة من الخارج.
الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا فاقمت من أزمة الإمداد العالمي للأسمدة حيث تعتبر روسيا المصدر الأول في العالم لسماد اليوريا والثانية في إنتاج أسمدة الفوسفور والبوتاسيوم.
تعطل سلاسل الإمداد خلال العاميين الماضيين أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الشحن بأنواعه، حيث ارتفع مؤشر تكلفة شحن الحاوية من 1446 دولاراً في أبريل 2020 إلى 8152 دولاراً بنهاية مارس 2022.
ارتفاع أسعار الأسمدة عالمياً إما بسبب ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج، أو الشحن أو لشح الإمداد نتيجة قرارات سياسية سوف يلقي بظلاله على حالة الأمن الغذائي الهشة حول العالم.