مثير جداً أن ندقق في أوجه الشبه بين واقع الاقتصاد العالمي اليوم، والصدمات التاريخية الشهيرة خاصة في فترة السبعينيات الميلادية، والأهم أن نبحث تأثيرات ذلك على الطبقة المتوسطة التي تعد العمود الفقري في كل المجتمعات الإنسانية، والحقيقة أنه كلما طالت الأزمات زادت احتمالات تكرار تجربة السبعينيات بمرارتها الاقتصادية، رغم أنه توجد مؤشرات جيدة الآن على إمكانية الهروب من سيناريو الركود، إذ لا يزال بإمكان الاقتصاد العالمي تجنب هذا المصير، بعدما تعلمت البنوك المركزية دروساً بما يكفي من التضخم المطول، ما يمنعها من الانزلاق إلى هاوية هذا المسار المظلم.
في هذه الأجواء الصعبة، ترجح معظم الشركات سيناريو ضعف النمو، وربما الركود، بسبب غياب التحفيز، وإغلاق صنابير المال الرخيص، فيما تضعف مقاومة الاقتصادات الناشئة، بينما يعجز العمال عن رفع رواتبهم، كما فعلوا خلال حقبة السبعينيات، بسبب السلوك الحذر لنقاباتهم العمالية إزاء ملف زيادات الأجور، وهذا يعني أن تكرار دوامة أسعار الأجور، التي كانت مفتاح حلقة التضخم في السبعينيات، أقل احتمالاً. عادة ما يتبع أبناء الطبقة الوسطى قواعد صارمة للترقي في الطبقة الاجتماعية الأعلى، إلا أن أحلامهم بدأت تتحول إلى كوابيس مزعجة منذ سنوات، فقد كان أغلبهم يحلم بحياة مهنية ناجحة تمكنهم من تقاعد مريح في المستقبل، وشكل الحصول على درجة جامعية مرموقة رأس الحربة في إنجاز مشروعهم الطموح، إلا أن هذه المعادلة الكلاسيكية التي برزت خلال السبعينيات اختل توازنها في الثمانينيات، عندما حطم الركود والعولمة توظيف هذه الطبقة المهمة في القطاع الصناعي.
لو ضربنا مثلاً بالطبقة المتوسطة في أكبر اقتصاد عالمي، والتي كانت تمثل ذات يوم أغلبية الشعب الأمريكي، سنجد أنها تقلصت خلال العقود الخمسة الماضية، فقد انخفضت نسبتها من 61% في 1971 إلى 50% في 2021، رغم أن متوسط دخل هذه الأسر زاد 50% مما كان عليه الأمر في عام 1970 (90131 دولاراً مقابل 59934 دولاراً)، بينما ارتفع متوسط دخل الأسر الغنية 69% من (130000 دولار إلى 219.572 دولار)، وقد أدت فجوة الدخل بين الطبقتين إلى انخفاض مساهمة الطبقة الوسطى في الدخل القومي للولايات المتحدة من 62% في عام 1970، إلى 42% في عام 2021، وهذا يعني أنه يجب على أبناء هذه الطبقة المهمة إجراء مراجعات اقتصادية تشمل تقليص الإنفاق، وترشيد الاستهلاك، والتكيف مع الأوضاع الجديدة، حتى لا تضطر إجبارياً، ودون سابق إنذار، للوقوع في براثن الفقر.
لو ضربنا مثلاً بالطبقة المتوسطة في أكبر اقتصاد عالمي، والتي كانت تمثل ذات يوم أغلبية الشعب الأمريكي، سنجد أنها تقلصت خلال العقود الخمسة الماضية، فقد انخفضت نسبتها من 61% في 1971 إلى 50% في 2021، رغم أن متوسط دخل هذه الأسر زاد 50% مما كان عليه الأمر في عام 1970 (90131 دولاراً مقابل 59934 دولاراً)، بينما ارتفع متوسط دخل الأسر الغنية 69% من (130000 دولار إلى 219.572 دولار)، وقد أدت فجوة الدخل بين الطبقتين إلى انخفاض مساهمة الطبقة الوسطى في الدخل القومي للولايات المتحدة من 62% في عام 1970، إلى 42% في عام 2021، وهذا يعني أنه يجب على أبناء هذه الطبقة المهمة إجراء مراجعات اقتصادية تشمل تقليص الإنفاق، وترشيد الاستهلاك، والتكيف مع الأوضاع الجديدة، حتى لا تضطر إجبارياً، ودون سابق إنذار، للوقوع في براثن الفقر.