مع كثرة الاضطرابات المتزايدة حول أسعار النفط، وديدن البعض حول متطلب خفض وطأة البصمة الكربونية للمركبات بأنواعها من السيارات الخاصة والأجرة وحافلات النقل والدراجات، وغيرها، والتي تشكل نسبة تقريبية من 41% إلى 45% من إجمالي انبعاثات الكربون في قطاع المواصلات ككل، يطمح أغلب الأفراد لخفض رسوم الوقود بالتحول إلى أنواع مختلفة من الغاز والهيدروجين.
السيارات الهجينة
تتمتع السيارات الهجينة التي تدمج كلاً من وقود السيارات وبطاريات كهربائية لكي تقوم وبشكل مستمر بالاعتماد على المصدرين للحد من استهلاك الوقود، ففي أسعار الوقود التي بلغت 3.74 درهم للوقود السوبر كانت تعبئة سيارة Lexus RX 450h هايبرد تصل إلى 210 دراهم، يكفي لاستخدام أسبوع عمل بشكل معتدل بينما كانت السيارات الأخرى تصل إلى 350 درهماً و480 درهماً، وربما لا تكفي المدة ذاتها، ونتحدث هنا عن معدل سعر مرتفع نسبياً.
الجميل في هذا النوع من السيارات أن السيارة في حال السكون سواء في اختناقات الطرقات أو في الانتظار، وحتى في السرعات المتدنية، فإنها تعتمد غالباً على البطاريات التي تشحنها ذاتياً من خلال الوقود ومقاومة حركة الإطارات والمكابح.
ما يعيب هذا النوع من السيارات هو ضَعف قوة المحرك بشكل عام مقارنة بالسيارات الأخرى، وكذلك محدودية الشركات التي توفر هذا النوع من المحركات الهجينة، وتأخذ شركة تويوتا الريادة في هذا القطاع بتشكيلة متنوعة وعديدة بدأتها بسيارتها الأشهر عالمياً «بريوس» ثم أغلب الموديلات أصبحت تأتي بمثل هذا الخيار، مثل هايلاندر وكامري و عدة إصدارات من لكزس، كما توفر هيونداي خيارات محدودة و بورشه وبي إم دبليو ومرسيدس وفولكس فاغن.
السيارات الكهربائية
كانت شركة واحدة تدفع القطاع بقوة بالدخول في مغامرة السيارة الكهربائية الكاملة، والتي تواجه الكثير من التحديات، وبكل تأكيد لها العديد من الإيجابيات، أولها مسألة توفير قيمة الوقود بشكل كبير جداً، ففي تقدير نسبي فإن قيمة شحن سيارة كهربائية لقطع مسافة 400 كيلومتر تقريباً تصل من 15 درهماً إلى 45 درهماً كحد أقصى.
ولكن عيبها الكبير تأخر الطرح من أغلب الشركات، إذ نجد خلال الأعوام القليلة الماضية دخولاً على استحياء من الشركات؛ حيث تقوم بتجربة نموذج أو اثنين ضمن هذه الفئة، ولكن هذا الأمر بدأ بالتغيير بشكل كبير فنجد حتى ليكزس وتويوتا قامتا مؤخراً بالإعلان عن سيارة كهربائية، وكذلك سيارات فولكس فاغن ID التي ذاع صيتها بقوة نظراً لسعرها المعقول جداً وكثرة المميزات التي تتضمنها، وكذلك سيارات مرسيدس الكهربائية التي تتصدر الفئة الفخمة كعادتها بنز في سياراتها ضمن فئة Mercedes-EQ التي تتمتع بالفخامة والأداء ولها عدة إصدارات في فئات مختلفة ومتنوعة.
سيارات فولكس فاغن ID
هذه السيارات التي شغلت الشارع وتهافت الناس عليها، ولهم كل الحق في ذلك، فالإصدارات المتوفرة في الأسواق كثيرة جداً على الرغم من كونها مستوردة من الصين، وليست إصدارات مخصصة للدولة، ولا عيب في ذلك إلا أنها تخلو عن ضمان الوكالة الرسمية، وكذلك وجد البعض تحديات طفيفة محلولة في تركيب الشواحن و الحاجة لشراء محولات ووصلات لكي تعمل مع شواحن مخصصة لسيارات أخرى، مثل تسلا، أو التي تتوفر في المراكز التجارية ومنافذ ديوا وفيوا وشركة أبوظبي للتوزيع وغيرهم من موفري نقاط الشحن الكهربائية، والتي قد تؤثر على سرعة الشحن ومدته، ونجد بعض التحديات البسيطة في «التوافقية» مثل توافقية الهواتف على شاشة السيارة والاتصال وغير ذلك من أمور ثانوية واللغات المدعومة.
سيارات جديدة
العديد من الشركات قدمت نماذج رائعة ومعتمدة من الموزع مثل سيارة Polestar 2 وريفن ولوسيد إير وهامر وفورد والتي تأتي بمواصفات جميلة وأداء ممتاز، حتى أنها تعد افضل من الكثير من المعروض حالياً، وهناك سيارة سيتم إصدارها من الإمارات باسم الداماني، كما في إعلان الشركة المنتجة.
سرعات الشحن الكهربائية
تختلف سرعة شحن السيارات الكهربائية باختلاف الموصلات والسيارات وما تتحمله البطارية من شحن ونوعية أجهزة الشحن المتوفرة، قد يبدو الأمر معقداً، لكن هناك شركات توفر كافة المتطلبات والمحولات متوافقة مع السيارة التي تستخدمها، تصل سرعات الشحن في الفئة المتقدمة من 18 كم/الساعة إلى 128 كم/الساعة، أما في الفئة الأقل فتكون سرعة الشحن بين 4 إلى 8 كم/ساعة كما ذُكر في تجارب فوربس.
بحسب الأرقام المعلنة من إحدى الشركات التي توفر معيار شحن سريع فإنها تدعي بأن شحن السيارة لمدة 15 دقيقة باستخدام هذا النوع من الشحن يعطي مسافة تصل إلى 300 كيلومتر، وهذه السرعة إن توافرت لدى الجميع فإنها قد تكون إحدى أفضل الحلول لدعم مسيرة السيارات الكهربائية التي تعاني نسبياً من بطء الشحن والتحديات الأخرى.
التصميم والجودة
تتمتع السيارات الكهربائية عادة بمزايا إضافية وتصاميم عصرية حديثة مليئة بالشاشات والإضاءات الخارجية والداخلية المميزة لتعزيز مكانتها، إلا أن بعض الشركات يركز على التكنولوجيا، ولكنه يهمل وبشكل جودة المواصفات الأخرى والرقي العام، ما قد يعتبر بأنه أحد مصادر الفائدة الكبيرة من السيارة، ولكن وبكل تأكيد تأتي الشركات ذات التاريخ العريق من التميز بتوفير تصاميم عصرية وجودة عالية جدا وفخامة تستحق السعر المرتفع بعكس غيرها.
مسافة الاستخدام
حالات كثيرة تبرز أكبر تحديات سيارات الكهرباء فلقد تم توثيق العديد منها بسيارات تنطلق من أبوظبي فتصل إلى عجمان ثم تعود بشحن واحد، ولكنها تصل وقد تبقى فيها نسبة ضئيلة من شحن البطارية، فلذلك نحتاج إلى الانتباه لأنه في حالات أخرى اضطر بعض الناس إلى نقل السيارة على مقطورة إلى أقرب شاحن أو حتى العودة بها إلى البيت، عادة ما يكون المدى من 400 إلى 600 كيلومتر و في بعض السيارات تصل إلى 1000 كيلومتر.
توفر الشواحن العامة
الكثير من الجهات والمراكز التجارية والمواقف العامة توفر مواقف خاصة للسيارات الكهربائية وتوفر شواحن لتغذيتها، لكن في الوقت ذاته نرى شُحاً في توفير الشواحن والمواقف في محطات الوقود المنتشرة في الدولة وكذلك في مواقف السيارات التابع للمناطق السكنية في البنايات والأبراج، فأغلبها لا يوفر الخدمة على الرغم من المطالبات الكثيرة من السكان حتى بمقابل مادي، وأعتقد أن الوقت قد حان لتوفير منصات شحن أكثر مع دعم لأعلى المعايير العالمية، لكن التحدي الكبير أن هذه المعايير في طور النمو وفي دوامة التغييرات المستمرة ولم تستقر بعد؛ ولهذا لندعم أعلى السرعات وندع مسافة للتحديث المستمر بمقابل مادي.
الآثار البيئية
قد تكون السيارات الكهربائية ضمن خيارات التقليل من البصمة الكربونية، لكن في الجانب الآخر إنتاج البطاريات والمواد المستخدمة فيها وكذلك مخلفاتها تضر بالبيئة بشكل كبير كذلك، وهناك عدة تقارير تذكر المخاطر البيئية على مناجم الليثيوم والأضرار على المحاصيل والحيوانات والمياه في أماكن استخراج الليثيوم والمعادن النادرة الأخرى المطلوبة في هذه الصناعة.
صدام الصيف الحار
كما هو معلوم فإن البطاريات تتأثر بشكل كبير في أدائها بما يرتبط بالحرارة ففي أوقات الصيف والبرودة العالية فإنها تفقد الكثير من طاقتها وقدرتها على الحفاظ على طاقتها على الرغم من شتى المحاولات بتوفير أنظمة تبريد وتدفئة للبطارية.
الاختيار بحذر..
إن اقتناء السيارة أمر مهم للجميع، وغالباً ما يكون قراراً طويل المدى والأثر؛ فالسيارة من السلع التي لا تستبدل دائماً عادة إلا بعد مضي عدة سنوات، لذا يتوجب علينا أن ندرس كافة جوانب السيارة، ونرى حاجتنا لها واستخداماتها، وكذلك مواصفاتها وعلى مدى مناسب من كل الجوانب ونحيط بها خُبراً.
التريث سيد الموقف
المنافسة بدأت بشكل واسع فكل الشركات تعزم على طرح سيارات كهربائية فمن الأفضل التريث ومتابعة التطورات، خاصة أن الأمر لم يصل بعدُ إلى الذروة، وهناك العديد من النواقص خاصة لو علمنا أن في أغلب السيارات الكهربائية يكون الشحن لعدة ساعات، والقليل منها يدعم الشحن السوبر سريع والذي يحتاج إلى متطلبات عالية من مزودي خدمات الكهرباء.