توقع محللون لـ«الرؤية»، أن تشهد أسواق الأسهم العالمية مزيداً من التقلبات القوية خلال الأسبوع المقبل، لا سيّما بعد تصريحات رئيس الفيدرالي، الذي أكد فيها المضي قُدماً في رفع أسعار الفائدة، ربما بنحو 50 نقطة إضافة لمتابعة المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكي المرتقبة، ومتابعة موسم نتائج الأعمال، وتداعيات تطور الحرب الأوكرانية، وتطورات انتشار كورونا في الصين.
وسجلت الأسهم الصينية أكبر انخفاض أسبوعي لها في ستة أسابيع، وسجل مؤشرها شنغهاي خسائر بنسبة 3.9%؛ حيث استمرت عمليات الإغلاق الصارمة في محاولة للتصدي لتفشي فيروس كوفيد-19 من جديد في إعاقة النشاط الاقتصادي في العديد من أكبر مدنها.
وضاعفت سلطات شنجهاي هجومها ضد فيروس كورونا، حيث أطلقت جولة أخرى من الاختبارات على مستوى المدينة، وحذرت السكان من أن إغلاقهم لمدة ثلاثة أسابيع، لن يتم رفعه إلا على دفعات، بمجرد القضاء على انتقال العدوى. وانخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 1.89% من يوم الخميس إلى 27033.33 نقطة.
وعادت الأسهم الأمريكية للتراجع، وارتفعت عائدات السندات، حيث استعد المستثمرون لاحتمال أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في كل من اجتماعاته الثلاثة المقبلة، وفقاً لتصريحات باول الأخيرة.
وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 1.5% في انعكاس دراماتيكي لارتفاع تجاوز 1% في الأيام السابقة، والذي عززته الأرباح المتفائلة. وفي المقابل، قفز عائد سندات الخزانة لمدة عامين الحساسة للسياسة بما يصل إلى 15 نقطة أساس إلى ذروة جديدة عند 2.73%، وهي أعلى نسبة منذ أواخر عام 2018.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي جيروم باول الخميس الماضي إن زيادة سعر الفائدة نصف نقطة مئوية ستطرح «على الطاولة» عندما يجتمع المجلس في الثالث والرابع من مايو المقبل للموافقة على الزيادة التالية، فيما يُتوقع أن تكون سلسلة من زيادات أسعار الفائدة هذا العام.
إغلاق صفقات
وفي ظل تلك التوقعات السلبية للأسواق العالمية، قال محمد العريان الخبير الاقتصادي في تصريحات لقناة «سي إن بي سي الأمريكية» إن على المستثمرين الذين يتمتعون بكثافة استثماراتهم؛ هذا هو الوقت المناسب لإغلاق بعض الصفقات.
ومن أهم الأحداث التي تنتظرها الأسواق العالمية الأسبوع المقبل، هي بيانات التضخم الأمريكية يوم الجمعة المقبلة من خلال صدور مؤشر الإنفاق الاستهلاكي يوم الجمعة المقبل خاصة، وأن التضخم الآن يعتبر أحد أهم الملفات الشائكة التي تغير ملامح الاقتصاد العالمي.
وأشار تقرير حديث صدر من شركة «Equiti Group»، إلى أنه في الوقت الذي بدأ فيه العالم يلتقط أنفاسه من تداعيات تفشي فيروس كوفيد-19 يأتي ارتفاع أسعار السلع جاء ليبث الخوف في نفوس المستثمرين حيال انهيار الاقتصاد العالمي إلى الركود والتضخم، خاصة مع استمرار الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
نتائج أفضل ولفت رائد الخضر خبير الأسواق العالمية إلى أنه بالرغم من نتائج أرباح الشركات الفصلية للعديد من الشركات الأمريكية، والتي جاءت أفضل من المتوقع لم تتمكن الأسهم من الحفاظ على أرباحها، وتراجعت يوم الجمعة بعد تصريحات محافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأخيرة بسبب مضيه لمواجهة التضخم المرتفع بمستويات قياسية من خلال رفع أسعار الفائدة والذي يضر الاحتفاظ بالأصول ذات نسب المخاطرة العالية.
وأكد الخضر أن التضخم هو أحد أهم الأسباب التي تسببت في زيادة الضغوطات على الاحتياطي الفيدرالي لتسريع وتيرة التشديد النقدي في محاولة لكبح ارتفاعات أسعار المستهلكين، وهو ما سيُثقل بدوره على أداء الأسهم العالمية.
وعلى صعيد موسم الأرباح، حققت «تسلا» Tesla مكاسب بعد أن سجلت أرباحاً قياسية فاقت التقديرات السابقة، وتوقع إيلون ماسك الرئيس التنفيذي للشركة أن الإنتاج سينمو بمعدل سريع لبقية العام. ارتفع السهم 15% بعد الإعلان عن الأرباح.
وصعدت شركات الطيران بعد أن قالت مجموعة «إيرلاينز» airlines، إن رحلات الشركات والطيران الدولي عادت، وتوقعت تحقيق أرباح في الربع الثاني. وقفز سهم يونايتد إيرلاينز 9.3 % بعد توقع ربح هذا العام.
ومن جهته، قال كبير استراتيجي الأسواق في «أوربكس»، عاصم منصور، إن تصريحات جيروم باول محافظ الفيديرالي الأمريكي بتسريع وتيرة رفع الفائدة في أقرب وقت ممكن دفعت أسواق الأسهم الأمريكية للتخلي عن مكاسبها التي سجلتها بنهاية الأسبوع. ورجح أن تمتد السلبية والخسائر بالأسهم للأسبوع المقبل في ظل وجود عدد من العوامل منها الهبوط القوي في سهم نتفلكس وذلك بعد خسارة المنصة 200000 مشترك وهي الخسائر الأقوى لها، إضافة إلى التوقعات السلبية لأرباح شركة فيسبوك.
وأشار إلى أنه على الرغم من الهبوط المرتقب بالأسهم الأمريكية الأسبوع المقبل فإنها ستظل الأفضل للمستثمرين الباحثين عن أفضل العوائد والأكثر استقراراً وأماناً في الوقت الحالي، وذلك خلال الربع الثاني من العام ككل، وسط ضغوط بيعية قد تشهدها الأسواق الأخرى بسبب عوامل جيوسياسية في أوروبا.