لا تتوقف القوى الدولية الثلاث (الولايات المتحدة، والصين، وروسيا) عن الصراع على مناطق النفوذ في العالم، وآخرها جزر سليمان الواقعة في المحيط الهندي، والتي وقعت اتفاقية أمنية مع بكين تسمح بالانتشار العسكري الصيني في المنطقة، ما أثار مخاوف أستراليا وحلفائها في واشنطن.ووقعت الصين وجزر سليمان اتفاقاً أمنياً واسعاً، يثير مخاوف الغرب من القوة الغاشمة للجيش الصيني في جنوب المحيط الهادئ، ورغم سعي واشنطن لتعطيل توقيع الاتفاقية، إلا أنه أُعلن عنها وباتت في حكم الأمر الواقع، الذي يفرض شكلاً جديداً للقوة ومناطق النفوذ في منطقة كانت تحت السيطرة السياسية للولايات المتحدة. وتتكون جزر سليمان من 6 جزر كبرى وأكثر من 900 جزيرة صغرى في أوقيانوسيا، شرق بابوا غينيا الجديدة وشمال غرب فانواتو، وتبلغ مساحتها 28،400 كيلومتر مربع، وعاصمتها هونيارا، وتقع على أكبر جزيرة غوادلكانال.
جزر الكوريل.. صراع روسي- ياباني
ولا تعتبر جزر سليمان الوحيدة التي تسبب قلقاً في العواصم الكبرى، فمع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وانضمام عدد كبير من الدول إلى حزمة العقوبات الأمريكية المفروضة على موسكو، انضمت اليابان إلى مجموعة الدول الرافضة للحرب وانضمت للعقوبات الغربية، ما أثار غضب الروس، ولوح باندلاع نزاع جديد قديم على جزر الكوريل، وجاء الرد الروسي سريعاً بتنفيذ مناورات عسكرية في الجزر المتنازع عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ ما ينذر بفتح جبهة روسية جديدة مع العدو القديم في الحرب العالمية الثانية.وفي بيان لها، حول المناورات في جزر الكوريل، أشارت وزارة الدفاع الروسية، إلى أن هذه المناورات تتضمن محاكاة قتالية لمواجهة ظروف تستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل من قبل العدو، وأن موسكو مستعدة وتتخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لمواجهة أسوأ السيناريوهات في هذا الصراع المتجدد، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الشهر الماضي، وقف المحادثات بشأن الجزر رداً على ما وصفتها بـ«خطوات غير ودية» من الجانب الياباني، وألغت اتفاقاً يسمح بسفر اليابانيين من دون تأشيرة إلى الجزر، وأعلنت اليابان على لسان رئيس وزرائها فوميو كيشيدا، رفضها القرارات الروسية، معتبرة هذا السلوك غير مبرر أو مقبول على الإطلاق.
إقرأ أيضاً..الصين تغزو تايوان!.. الجزيرة تعتذر عن بث النبأ بالخطأ تايوان.. معركة النفس الطويل
ويتواصل الجدل الصيني الأمريكي حول جزيرة تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من البيت، وأسرة داخل العائلة الصينية، فيما تدعم الولايات المتحدة انفصالها تماماً عن جسد التنين الآسيوي الصاعد، والتي كانت قبل عام 1949 جزءاً من دولة الصين الشعبية الكبرى، وكانت تايوان التي تتخذ من «الصين الوطنية» اسماً لها، تابعة للصين الشعبية حتى عام 1859، ثم خضعت لسيطرة اليابان وفقاً لمعاهدة «سيمونسكي»، ولكن عادت للسيطرة الصينية بعد هزيمة اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945، وعندما زاد نفوذ الشيوعيين في الصين في خمسينيات القرن الماضي، انسحب جزء من الجيش الصيني بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى تايوان، وفرضت الصين سيطرتها عليها ثانية، وكانت تايوان أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن إلى أن تم تغيير المقعد إلى جمهورية الصين الشعبية عام 1971 بناءً على قرار الأمم المتحدة، على خلفية اعتبار جمهورية الصين الموحدة هي الكيان السياسي الذي كان يسيطر على كل منهما قبل الحرب الأهلية الصينية التي انتهت بسيطرة القوميين على جزيرة تايوان، وبعيد الحرب الأهلية الصينية بين الشيوعيين (جمهورية الصين الشعبية) والكومينتاغ (تايوان) أسس الشيوعيون الصين الشعبية وعاصمتها بكين عام 1949، وبقيت ثلاث جزر كبيرة خارج سيادتها قبل استعادتها وهي هونغ كونغ التي كانت خاضعة للاستعمار البريطاني حتى عام 1997، وماكاو التي كانت خاضعة للبرتغال، وفورموزا المستقلة التي اتخذت لاحقاً اسم تايوان، ويدور حولها الصراع بين بكين وواشنطن.