مبادرات الخير لم تتوقف منذ إعلان الاتحاد
مسيرة خضراء تحتفي بالإنسانية وعطاء لا يعرف حدوداً أو تمييزاً، مناسبة تحييها دولة الإمارات في 19 رمضان كل عام باسم «يوم زايد للعمل الإنساني»، تخليداً لذكرى القائد المؤسس وباني نهضة الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في يوم رحيله، ليكون رمزاً للمحبة وترسيخاً للخير للإنسانية جمعاء.
ولعقود خلت، وما زالت، وباسم الأب والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه»، تمتد أيادي العطاء الإنساني على كافة الصعد بمبادرات إنسانية وخيرية تنظمها مؤسسات حكومية وخاصة وأهلية تحت راية الإمارات، لتغدق على الدول الشقيقة والصديقة البعيدة والقريبة كل ما استطاعت من مساعدات وإغاثة، لتكون عوناً للمحتاجين والمنكوبين الذين ضاقت بهم السبل دون تفرقة بالدين أو العرق أو البقعة الجغرافية والجنسية.
حملة المليار وجبة
لم تتوقف المبادرات طيلة مسيرة الاتحاد، أحدثها إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن إطلاق حملة «المليار وجبة»، الأكبر في المنطقة لتوفير دعم غذائي يصل إلى مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة، بدءاً من أول شهر رمضان المبارك.
لتكون استكمالاً للنتائج النوعية التي حققتها حملة رمضان السابق، والتي وزعت 220 مليون وجبة، حيث سيتم هذا العام استكمال الرقم وصولاً إلى مليار وجبة، والمساهمة في مكافحة الجوع وسوء التغذية في العالم، خاصة لدى الفئات الضعيفة من النساء والأطفال واللاجئين والنازحين وضحايا الكوارث والأزمات.
مير رمضاني
بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ميراً رمضانياً على سكان 40 قرية بولاية ترارزة في موريتانيا.
سقيا الإمارات
وتواصل مؤسسة سقيا الإمارات جهودها لتنفيذ المشروعات التنموية وتوفير المياه الصالحة للشرب للمجتمعات التي تعاني ندرة وتلوث المياه، بالتعاون مع الهيئات والمنظمات المعنية محلياً وعالمياً، وشركائها الاستراتيجيين: هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وجمعية دار البر ودبي العطاء.
وبلغ عدد المستفيدين من مشاريع مؤسسة «سقيا الإمارات» أكثر من 13.6 مليون مستفيد في 37 دولة مع نهاية عام 2021.
مشاريع رمضانية
وعززت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، برامجها الرمضانية في 64 دولة حول العالم، ورصدت ميزانية إضافية لتوسيع مظلة المستفيدين منها خارج الدولة.
وتنفذ الهيئة مشاريع إفطار صائم وزكاة الفطر وكسوة العيد في 4 قارات، ضمن توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، ويستفيد منها أكثر من مليون شخص.
وهذا العام، عززت المشاريع الرمضانية في اليمن والدول المستضيفة للاجئين السوريين، امتداداً للبرامج الإنسانية والعمليات الإغاثية التي نفذتها لصالح المتأثرين من الأحداث على الساحتين اليمنية والسورية، فحتى الآن تم إيصال آلاف الأطنان من المواد الإغاثية والاحتياجات الرمضانية للأشقاء في اليمن وللاجئين سوريين في بلدان الجوار السوري.
أسر سودانية
وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي «أم الإمارات»، قدمت هيئة الهلال الأحمر مساعدات رمضانية عاجلة للأشقاء في السودان، تلبية لاحتياجات آلاف الأسر في ولايات الخرطوم، وجنوب كردفان، كسلا، النيل الأزرق، نهر النيل، الجزيرة والولاية الشمالية.
أكبر تبرعات في العالم
وتتويجاً لمبادرة إنسانية تجسد نهج الإمارات في البذل والعطاء، نجحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعد دفعها لأكبر مبلغ تبرعات في العالم عبر تكفلها بما يتجاوز 8 ملايين درهم لعلاج الطفلة السورية جولي أحمد ناصر التي تعاني من مرض نادر، وهو الضمور العضلي الشوكي، حيث عانت من عدم القدرة على التنفس وباتت عاجزة عن المشي أو الوقوف أو تناول الطعام أو حتى الجلوس، وبعد تلقيها العلاج اللازم في مستشفى الجليلة التخصصي بدبي بدأت الطفلة تحريك أجزاء من جسدها بشكل أقوى.
وأكدت الإمارات خلال جائحة كورونا على التزامها بالرؤية والرسالة الإنسانية التي رسخها الشيخ زايد «رحمه الله» بجهودها ودورها في مساعدة العالم على التصدي لهذه الأزمة، حيث أرسلت نحو 2000 طن من المساعدات الطبية إلى 130 دولة.
الأزمة الأوكرانية
أرسلت دولة الإمارات طائرة خامسة تحمل على متنها 30 طناً من المواد والإمدادات الطبية والإغاثية، في إطار تقديم الدعم العاجل لإغاثة المدنيين المتضررين في أوكرانيا، استجابة للمناشدة الإنسانية الدولية لدعم النازحين في أوكرانيا واللاجئين في دول الجوار.
ومنذ حدوث الأزمة الأوكرانية أرسلت الدولة طائرتين من الإمدادات الإغاثية والطبية تحملان 60 طناً، ضمن إعلانها عن تبرع بقيمة 18.36 مليون درهم (5 ملايين دولار أمريكي) استجابة لنداء الأمم المتحدة العاجل، وخطة الاستجابة الإقليمية للاجئي أوكرانيا.
كما سيرت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي وبالتعاون مع المنظمات الدولية في المدينة، رحلتين تحملان 124 طنا تشمل إمدادات إغاثية ومعدات الإيواء.
إغاثة «تيغراي»
أرسلت دولة الإمارات طائرة على متنها 30 طناً مواد غذائية إلى ميكيلي بإقليم تيغراي في إثيوبيا، ضمن الجسر الجوي الإغاثي المباشر لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان، والذي شمل إرسال 13 طائرة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية منها 7 طائرات إلى إقليم تيغراي تحمل 220 طناً.
شواهد العطاء
بلغ حجم المساعدات التي قدمتها الإمارات بتوجيهات من الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، في شكل منح وقروض ومعونات شملت معظم دول العالم أكثر من 98 مليار درهم حتى أواخر عام 2000.
وفي كل بلد عربي، يتردد اسم الشيخ زايد ببنائه مدناً سكنية ومنها في مصر، كما استصلاح عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية وإقامة العديد من القرى السياحية وتقديم الدعم المادي للمراكز والمستشفيات الطبية. وتبرع بمبلغ 20 مليون دولار لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة.
وتنهض في المغرب عشرات المشاريع الشامخة التي تحمل اسم «زايد» أبرزها مؤسسة الشيخ زايد العلاجية والمركز الخاص برعاية الطفولة والعديد من الوحدات السكنية المتكاملة.
وفي فلسطين يعد مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس الذي تكلف نحو 15 مليون درهم، واحداً من أبرز المشاريع التي وجه «طيب الله ثراه» بتنفيذها، إلى جانب مشاريع أخرى منها: إعمار مخيم جنين الذي تكلف إنشاؤه نحو 100 مليون درهم، وبناء مدينة الشيخ زايد في غزة بكلفة حوالي 220 مليون درهم، ومدينة الشيخ خليفة في رفح، والحي الإماراتي في خان يونس، علاوة على العديد من المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية ومراكز أصحاب الهمم التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
وتبرع «طيب الله ثراه» بإنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر بمدينة ود مدني السودانية، وتقديم 3 ملايين دولار أمريكي لمشاريع مياه الشرب في السودان، فضلاً عن تقديمه لمبادرات عدة في لبنان وسوريا، كما أقام مراكز إسلامية في مدن كراتشي ولاهور وبيشاور لنشر الثقافة الإسلامية والعربية بين أبناء باكستان، إضافة إلى تمهيد الطريق الجبلي من مدينة خاران وبناء مسجد دالي وحفر آبار المياه وبناء المساجد والمدارس والمساكن.
مشاريع عالمية
وصلت المشاريع الخيرية الإماراتية في عهد المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» إلى دول العالم أجمع، حيث قدم المساعدات لمنكوبي وضحايا إعصار أندرو الذي ضرب ولاية فلوريدا الأمريكية عام 1992، إضافةً لنصرة شعب البوسنة والهرسك في تسعينات القرن الماضي، وأقام مطبعة إسلامية في العاصمة الصينية بكين وساعد المتضررين من الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من اليونان، كما قدمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية 145 طناً من المساعدات الغذائية للمتضررين من المجاعة التي اجتاحت منطقة القرن الأفريقي، وكذلك قرر مجلس الوزراء تقديم مساعدة عاجلة بقيمة 100 ألف دولار لمنكوبي الزلزال الذي ضرب غواتيمالا.
أوسمة وجوائز
وحصل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان على الأوسمة والنياشين من مختلف دول العام تقدير لما قدمه من خدمات جليلة للإنسانية ففي عام 1985 منحت المنظمة الدولية للأجانب في جنيف «الوثيقة الذهبية» للشيخ زايد باعتباره أهم شخصية لعام 1985، وفي عام 1988 اختارت هيئة «رجل العام» في باريس الشيخ زايد وذلك تقديرا لقيادته الحكيمة والفعالة ونجاحه في تحقيق الرفاهية لشعب دولة الإمارات وتنمية بلاده أرضا وإنسانا، جعلها دولة متطورة متقدمة.
وفي عام 1993 منحت جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية للشيخ زايد، وفي عام 1995 قدمت جمعية المؤرخين المغاربة للشيخ زايد بن سلطان الوسام الذهبي للتاريخ العربي، تقديرا لجهوده المتواصلة في خدمة العروبة والإسلام، وفي عام 1995 اختير الشيخ زايد «الشخصية الإنمائية لعام 1995» على مستوى العالم، وفي عام 1996 أهدت منظمة العمل العربية درع العمل للشيخ زايد تقديرا من المنظمة لدوره الرائد في دعم العمل العربي المشترك.