هو ليس الرجل الذي تصنع آلاته آلات وحسب، بل هو «نصير التعبير المطلق»، والشخص القادر على تغيير مستقبل حرية التعبير في حال تمكن من الاستحواذ بشكل كامل على منصة تويتر، بما يمكنه من إطلاق العنان لحرية التعبير في جميع أنحاء العالم «كضرورة مجتمعية لديمقراطية فاعلة»، لكن ما مفهوم حرية التعبير بالنسبة لأشخاص مثل إيلون ماسك؟ وكيف سيتأثر المستخدمون إذا ما تحولت هذه المنصات إلى ملكيات خاصة لهؤلاء المستثمرين؟
المصادر المفتوحة للخوارزميات، وخيارات التعديل على المحتوى، بالإضافة إلى تخفيف القيود على التعبير بغض النظر عن التوجهات والأهداف، على الأقل في الولايات المتحدة الأمريكية، تسمح للخطابات والرسائل على اختلافها بالظهور، بموجب الحق القانوني، خاصة أن تويتر لها مواقف سابقة منها منع رئيس سابق من التواجد على المنصة، بسبب تمجيده لأعمال العنف في عام 2021، لكن ما مدى سوء هذا الأمر بالنسبة لتويتر؟
في مقال لها على واشنطن بوست -المملوك من جيف بيزوس- تشير إلون باو وهي إحدى الرؤساء التنفيذيين السابقين في منصة «ريديت» إلى أن هذا الأمر يعتبر «صفعة على الوجه»، وإلى أن إيلون نفسه أساء استخدام المنصة من خلال نشر معلومات مضللة، ما قد يجعله يتكبد غرامات تصل إلى 20 مليون دولار، إضافة إلى تغريدات مارَس من خلالها التنمر والتشهير والعنصرية، ما يثير مخاوف من مخاطر التحريض على مثل هذه الانتهاكات التعبيرية على المنصة، ما يؤجج المزيد من خطابات الكراهية والتمييز، والانقسامات في المجتمعات.
إن قدرة نسبة قليلة من الأشخاص في هذا العالم على التحكم بهذا الشكل في المنصات، لمجرد امتلاكهم الأرصدة التي تمكنهم من توسيع استثماراتهم على هذه الشاكلة، لها تبعات كارثية يصر البعض على تجاهلها، ما يجعلنا نصر على الدفاع عن مواقف رؤساء تويتر الحالية الداعمة لحماية الخصوصية، ومحاربة المحتوى المضلل، وحظر الحسابات التي تمجد العنف والكراهية، فعالمنا لا تنقصه هذه الأمراض، بل الإبداع والمحبة، والمزيد من الفهم للطبيعة البشرية، ومخاطر الحرية المطلقة عليها.