عند تقييم الوضع السياسي العراقي علينا أن نكون حذرين، فخلال متابعتي لهذا الملف منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة (أكتوبر 2021) وجدت أنه من الصعب الثقة بموقف سياسي معين، وكأن قاعدة «الثابت الوحيد هو التغير» تنطبق على هذا المشهد بالذات.
أهم تطور حصل منذ 2003، أن الروح الوطنية العراقية عادت مما قلل من الانتماءات الصغيرة، وتأثير الإسلام السياسي تراجع كما تراجع النفوذ الإيراني، ولهذا التطور عدة رسائل لمن يريدون أن يقودوا العراق مستقبلاً، وهي: أن استقرار العراق مهم للداخل وللمنطقة وبالتالي على الجميع العمل وفق هذه الرؤية، وأن العراقيين وحدهم القادرون على ترتيب عودة العراق ليمارس دوره الحضاري والإنساني، وأن حالة التنوع العرقي والديني والمذهبي هي أساس قوة العراق، وأن من يحاولون التدخل في شأنه لن يطول أمرهم كثيراً ليجدوا أنفسهم وقد خرجوا بلا نتيجة.
القلق حالياً في أن يفشل الجميع في الاتفاق على شخص الرئيس القادم، ومن ثم عدم قدرة الكتلة البرلمانية الكبيرة في تشكيل حكومة وطنية جديدة، أما الروح الوطنية فيبدو أنها ستعود لأن العراق أكبر من التحديات مما سيؤدي لأن نرى العراق الذي يريده شعبه ويتمناه إقليمه ويسعى له كل المحبين للسلام.
الظروف الدولية والإقليمية مواتية لأن يعود العراق ليمارس دوره، ويبقى على سياسييه أن تنزل عليهم قناعة العمل من أجل العراق.