يحمل وزير الخارجية المصري سامح شكري، في جعبته عدداً كبيراً من الملفات، خلال زيارته الجارية إلى واشنطن، بينها الحرب الروسية الأوكرانية وموقف مصر من موسكو، والتعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة وتطوير العلاقات مع إسرائيل وانفتاح دول المنطقة على تل أبيب، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الرؤية».ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير صلاح حليمة، أن موضوع الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الأمن والسلم في المنطقة والعالم ستكون على رأس أجندة لقاء شكري بنظيره الأمريكي، وقال حليمة في تصريحات خاصة، إن هذه الحرب لها تداعيات كثيرة أمنية وسياسية، واقتصادية بصفة خاصة، لافتاً إلى أن المباحثات قد تشمل أيضاً تطورات الأوضاع في فلسطين والأراضي المحتلة، باعتبارها إحدى القضايا الساخنة حالياً، فضلاً عن التشاور حول قمة المناخ التي تستضيفها مصر في نوفمبر المقبل بشرم الشيخ. وأضاف أن مكافحة الإرهاب، وقضية الهجرة على مستوى أفريقيا ملف يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للبلدين، مشيراً إلى أن اللقاء قد يتطرق أيضاً إلى موقف مصر الرافض لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وحديثها عن ازدواجية المعايير.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية تخطت مرحلة الحوار والتفاهم الاستراتيجي، إلى الشراكة الاستراتيجية وهي مرحلة متقدمة من العلاقات، وأن اللقاء قد يتطرق إلى العلاقات الاقتصادية ودعم التنمية في مصر.وتابع «إنه ليس من المستبعد مناقشة قضية المياه وسد النهضة، لأنها إحدى القضايا المهمة بالنسبة لمصر قبل الملء الثالث المرتقب، وعلى الرغم من عدم تأثر مصر بالملء الأول والثاني حتى الآن، إلا أن مصر لن تنتظر وقوع أزمة، وتحاول بكل الطرق التوصل لاتفاق قانوني ملزم مع الجانب الإثيوبي حول ملء وتشغيل سد النهضة».من ناحيته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، إن الزيارة مهمة، ولها أبعاد مختلفة في هذا التوقيت الدولي الحرج، وسط صخب الحرب الروسية الأوكرانية. وأضاف فهمي في تصريحات خاصة، أن اللقاء يؤكد حرص الجانبين على تفعيل الحوار الاستراتيجي من آن لآخر، والوزير شكري زار واشنطن قبل أشهر لاستئناف الحوار الاستراتيجي الشامل، لكن لم تتمخض عنه أي نتائج، ويبدو أن الزيارة الحالية بها نوع من المتابعة لنتائج هذا الحوار والبناء عليها.
إقرأ أيضاً.. «ثغرات» إحياء الاتفاق النووي بين الغرب وإيران
وتابع أن مناقشة الملفات ثنائية والحرب الأوكرانية والشراكة المصرية الأمريكية ستكون أبرز محطات الرحلة، فالعلاقة بين البلدين تتطلب مراجعة كل المواقف والاتجاهات، على أسس ومنطلقات مهمة، أبرزها تطوير علاقة القاهرة مع إسرائيل، في ظل انفتاح المنطقة على تل أبيب، وتكثيف التعاون معها، وآخرها قمة النقب.وفيما يتعلق بقضية سد النهضة، قال فهمي، إن: الملف الآن لدى الاتحاد الأفريقي، وزيارة شكري ستركز على تطوير اتفاقيات التعاون بيننا وبين إسرائيل، وتنمية الشراكة الاقتصادية وتطوير عمل مجلس الأعمال المصرية الأمريكي، فضلاً عن ملفات أخرى متعددة الأطراف.وأوضح أن تأكيد الأمريكان الرغبة في تطوير علاقتهم مع مصر، يفتح الباب أمام إتمام صفقة طائرات f 15، وهناك حديث عن فتح شامل لتطوير التجارة الحرة ومكافحة الإرهاب بين البلدين، لافتاً إلى أن واشنطن تريد استطلاع الموقف المصري من الأزمة الأوكرانية وما إذا كان هناك تغير في رؤية القاهرة للحرب.وأشار إلى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري كان سفيراً لامعاً في الولايات المتحدة، ولديه شبكة علاقات متعددة الأطراف، مؤكداً أن توقيت الزيارة مهم، رغم بعض التباينات في وجهات النظر والتطورات الجارية في إقليم الشرق الأوسط أو ما يتعلق بالحرب الأوكرانية.وتوجه وزير الخارجية المصري، مساء الاثنين، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في زيارة رسمية، وذلك في إطار تكثيف التواصل والتشاور بين البلدين الصديقين ومواصلة تعزيز كل أُطر العلاقات الاستراتيجية المتميزة بينهما، وتبادل الرؤى إزاء أبرز القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.وصرح السفير أحمد حافظ، المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أنه من المقرر أن يلتقي الوزير شكري، خلال وجوده بواشنطن، نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن وعدداً من مسؤولي الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع عدد من أعضاء غرفة التجارة الأمريكية ومراكز البحث والفكر بالولايات المتحدة.