تداول مؤشر الدولار «الدولار إندكس» فوق مستوى 100 وهو المستوى الأعلى منذ مايو 2020، مؤشر الدولار هو مؤشر يقيس أداء الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات، أطلق الفيدرالي الأمريكي هذا المؤشر في 1973 وتحتوي سلة المؤشر على عملات أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة الأمريكية: (اليورو، الفرنك السويسري، الكورونة السويدية، الجنيه الاسترليني، الين الياباني، والدولار الكندي).
اليورو يمثل الوزن الأكبر في هذه السلة ويعادل 57.6%، ويأتي الين الياباني في المرتبة الثانية بوزن يعادل 13.6%، وثالثاً يأتي الجنيه الاسترليني بـ11.9%، وثم الدولار الكندي بـ9.1%، والكورونة السويدية تمثل 4.2%، من مؤشر الدولار وأخيراً الفرنك السويسري يمثل 3.6% من وزن المؤشر.
بهذه الأزوان من المؤكد أن حركة العملة الأوروبية هي الأكثر تأثيراً على المؤشر خلال الـ12 شهر الماضية. اليورو مستمر في التراجع حيث تداول عند مستوى 1.22 في يناير 2021، وتراجع إلى 1.11 في يناير 2022، هذا التراجع المستمر للعملة الأوروبية انعكس على ارتفاع مؤشر الدولار الذي وصل لأعلى مستوى له خلال عامين تقريباً.
بدأ مؤشر الدولار التداول هذا العام عند مستوى 94.85 في يناير 2022، واستمر في الارتفاع دون توقف وهي أطول دورة ارتفاع شهري منذ عام 2015 «أربعة أشهر متتالية من الارتفاع للمؤشر»، ومنذ مارس مؤشر الدولار مرتفع بوتيرة سريعة ومستمرة.
فنياً، المستوى المقبل للمؤشر هو الرينج بين 100-104، وهو المستوى الذي تراجع منه المؤشر في 2015، وفي 2017 و2020 فمن الممكن أن يكون هذا المستوى شديد المقاومة للصعود.
أسباب قوة الدولار الأمريكي
ارتفع الدولار الأمريكي في 2020 بعد عمليات التحفيز الكبيرة التي قام بها الفيدرالي الأمريكي للاقتصاد لمواجهة تداعيات جائحة كورونا وعندها ارتفع إلى ما فوق مستوى 103، ثم عاود الارتفاع في منتصف مايو 2021 بعد عودة النمو الاقتصادي وارتفاع مستوى التوظيف بعد تعافي الاقتصاد من آثار كورونا، ودخل هذا العام مع توقعات الأسواق لزيادات متتالية لسعر الفائدة، حيث بدأت هذه الوتيرة من رفع سعر الفائدة في مارس 2022 بـ25 نقطة أساس، وتوقعات بزيادة الفائدة في 4 مايو بـ50 نقطة أساس بنسبة توقعات تبلغ 81 % عند كتابة هذا المقال، ورفع آخر للفائدة في 15 يونيو بـ50 نقطة أساس بنسبة توقعات 53.5%.