غنوة كنان

أدت العلاقات الصديقة بين الحليفتين الصين وروسيا إلى قلق المستثمرين الأجانب من بقاء أموالهم في الأسواق الصينية، خاصة بعد أخذ العديد من الدول موقفاً من الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا وفرض أوروبا وأمريكا للعديد من العقوبات على روسيا.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، خفض المستثمرون الأجانب حيازاتهم من السندات الصينية بأكثر من 15 مليار دولار في مارس، في تراجع قياسي على أساس شهري عن ثاني أكبر سوق سندات في العالم.

ورجح المحللون هذا الانهيار أنه مدفوع بالعديد من المخاوف التي تتعلق بالمخاطر الجيوسياسية للاستثمار في الصين، بالإضافة إلى عدم اليقين الاقتصادي، وميزة العائد المتناقضة في السوق مقارنة بالسندات الأمريكية.

وخلال الشهر الماضي، سحب المستثمرون الأجانب أيضاً أكثر من 7 مليارات دولار من الأسهم الصينية الداخلية.

وقال تشوبينع شينغ كبير محللي الصين في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية، إن بعض مديري الصناديق قلقون بشأن حيازة الأصول الصينية، في أعقاب العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضها الغرب على روسيا.

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

وأضاف أن البنك المركزي الروسي من المحتمل أن يتخلى عن حيازاته من السندات الصينية لجمع السيولة وسداد الديون الخارجية، في الوقت الذي تم فيه تجميد أصوله الأمريكية واليابانية والأوروبية.

وباع المستثمرون الأجانب 51.8 مليا يوان، أي ما يعادل 8.1 مليار دولار من سندات الحكومة الصينية المقومة باليوان في مارس، وهو أعلى تدفق شهري على الإطلاق، بحسب الأرقام الصادرة يوم الجمعة عن شركة الإيداع والمقاصة المركزية الصينية.

كما قام مستثمرون آخرون بتفريغ أنواع أخرى من سنجات اليوان بما يعادل حوالي 6.2 مليار دولار من السندات الصادرة عن مقرضين تابعين للدولة يعرفون باسم بنوك السياسة، في ثاني شهر على التوالي من التدفقات الإجمالية الخارجة من السوق.

وعلى الرغم من الانسحاب القياسي، إلا أن التراجع يعد صغيراً مقارنة بإجمالي حيازة المستثمرين الأجانب من السندات الصينية والتي تصل إلى 561 مليار دولار.

وقال الخبير الاقتصادي في معهد التمويل الدولي جوناثان فورتون، إن الهجرة الجماعية من الأسواق الصينية ملحوظة، مشيراً إلى أن البيانات التي جمعها المعهد تظهر استمرار التدفقات الغزيرة للخارج في أوائل أبريل.

وقالت هيئة تنظيم الصرف الأجنبي في الصين الخميس، أنها تتوقع زيادة الاستثمار الأجنبي في أصول اليوان على المدى الطويل، على الرغم من التقلبات الأخيرة.

وقالت هيئة التنظيم المالي الصينية إن التدفقات الرأسمالية عبر الحدود لا تزال طبيعية وتحت السيطرة، حسبما أفادت وكالات الإعلام المالية الصينية Caixin.