وصلت المفاوضات النووية بين إيران والغرب إلى «نقطة حرجة»، تلك التي تتعلق برفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب. قبل نحو أسبوعين، سرب مسؤول أمريكي اقتراب إدارة بايدن من التوصل لاتفاق مع إيران يتضمن رفع الحرس من قوائم الإرهاب، حيث سعت الإدارة الأمريكية من وراء قنبلة الدخان، إلى جس نبض دول الإقليم، وتحديداً الدول الخليجية، وبالفعل جاءت ردود الأفعال الخليجية رافضة لهذا الطرح، وترجمة رفضها في رسائل مباشرة، وغير مباشرة للإدارة الأمريكية.
ويبدو أن الرسائل الخليجية وجدت آذاناً صاغية لدى مختلف مؤسسات صناعة القرار الأمريكي. لا يعني عدم استشعار البيت الأبيض وقع مثل هذه الخطوة على العلاقات الأمريكية - الخليجية، أن يتم تمرير هذه الاتفاق، بل دخل البنتاغون الأكثر فهماً لطبيعة هذا العلاقات على الخط، وبرزت من داخله أصوات مناوئة لهذا التوجه، لا سيما أن هرولة البيت الأبيض نحو توقيع الاتفاق مع إيران، سيكلف واشنطن أثماناً باهظة، سواء استراتيجية أو اقتصادية. وأمام الضغوطات الداخلية والخارجية تراجعت الإدارة الأمريكية خطوة واسعة إلى الوراء، ونقل موقع «إكسيوس» الأمريكي عن مسؤول بارز في البيت الأبيض قوله: «إدارة بايدن في طريقها للتراجع عن رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب»، أعقب ذلك تصريح وزير الخارجية الأمريكي لـ«NBC» أكد خلاله أن الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ويعد ذلك أقوى هجوم من مسؤول في الإدارة الأمريكية على الحرس الثوري منذ بدء مفاوضات فيينا.
لا يمكن التعاطي مع الاستدارة الأمريكية، دون التطرق إلى التصريحات الأخرى التي تصدر عن إيران، وآخرها تأكيد وفد التفاوض استنفاد فرص المفاوضات، وأنه لن يذهب إلى فيينا إلا لتوقيع الاتفاق. هذه المعطيات تقودنا إلى أن الاتفاق النووي مع إيران أبعد من أي وقت مضى، خاصة أن طهران لن توقع اتفاق مع الغرب دون رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، في وقت صححت الإدارة الأمريكية من موقفها، وأعلت من مصالحها مع الخليج على ما دونها في المنطقة. أضف إلى ذلك أن روسيا والصين ليس من مصلحتهما إبرام هذا الاتفاق، لأنهما تعلمان أن الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة إلى إعادة ضخ النفط الإيراني في الأسواق العالمية، لكبح جماح أسعار الوقود الذي بلغ مستويات تنذر بانفجار الغضب الشعبي في أوروبا. القصد أن ورقة الطاقة تمثل السلاح الأكثر فتكاً لروسيا في صراعها مع الكتلة الغربية على خلفية الحرب الأوكرانية، لذا فإنها لن تفرط فيها بسهولة.
ويبدو أن الرسائل الخليجية وجدت آذاناً صاغية لدى مختلف مؤسسات صناعة القرار الأمريكي. لا يعني عدم استشعار البيت الأبيض وقع مثل هذه الخطوة على العلاقات الأمريكية - الخليجية، أن يتم تمرير هذه الاتفاق، بل دخل البنتاغون الأكثر فهماً لطبيعة هذا العلاقات على الخط، وبرزت من داخله أصوات مناوئة لهذا التوجه، لا سيما أن هرولة البيت الأبيض نحو توقيع الاتفاق مع إيران، سيكلف واشنطن أثماناً باهظة، سواء استراتيجية أو اقتصادية. وأمام الضغوطات الداخلية والخارجية تراجعت الإدارة الأمريكية خطوة واسعة إلى الوراء، ونقل موقع «إكسيوس» الأمريكي عن مسؤول بارز في البيت الأبيض قوله: «إدارة بايدن في طريقها للتراجع عن رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب»، أعقب ذلك تصريح وزير الخارجية الأمريكي لـ«NBC» أكد خلاله أن الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ويعد ذلك أقوى هجوم من مسؤول في الإدارة الأمريكية على الحرس الثوري منذ بدء مفاوضات فيينا.