أجبر المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، أمس الأربعاء، التاريخ على فتح صفحاته مرة أخرى، ومنحه صفحة بيضاء جديدة وخالصة في سجل تخليده للكبار، عندما تعملق على طريقته وقاد ريال مدريد لفوز كبير على تشيلسي الإنجليزي على أرضه وأمام جمهوره بثلاثية نظيفة مقابل هدف في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، سجلها جميعها اللاعب الفرنسي.
وأضاف بنزيمة البالغ من العمر 34 عاماً ليلة الأربعاء إلى سجل لياليه الحافلة في الأبطال، والتي كان آخرها أمام باريس سان جيرمان الفرنسي الشهر الماضي، عندما سجل «هاتريك» قاد به الريال لريمونتادا تاريخية على الفريق الباريسي.
وقرب بنزيمة بثلاثيته التاريخية في مرمى تشيلسي ريال مدريد من الوصول إلى نصف نهائي أبطال أوروبا، وملاقاة المتأهل من مانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد، اللذين التقيا الثلاثاء بالدور نفسه، وانتهى اللقاء بفوز السيتي على أتلتيكو مدريد بهدف نظيف.
أكثر من مجرد لاعب
يمر كريم بنزيمة حالياً بفترة خاصة في مسيرته، ولا تستمد خصوصيتها من تألقه المستمر وتسجيله الأهداف فقط، بقدر ما تكمن في الدور الذي يلعبه النجم الفرنسي حالياً في ريال مدريد، إذ عادة ما يتلاشى الريال ويفقد هيبته بغياب بنزيمة.
وليس أدل على ذلك من مباراة الكلاسيكو الأخيرة، التي تعرض فيها ريال مدريد للإذلال من غريمه التقليدي برشلونة، الذي فاز عليه برباعية نظيفة، كادت أن تتضاعف لو تعملق الحارس تيبو كوروتوا، وتسرع بعض لاعبي برشلونة أمام المرمى.
ومنذ عودته أمام سلتا فيغو السبت الماضي، عاد للملكي اتزانه المفقود وبالتالي عادت الانتصارات، قبل أن يكمل بنزيمة اللوحة الأربعاء بلعب دور البطل بالهاتريك التاريخي.
ملهم جونيور ومانح الثبات
إبان حقبة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، أظهر فيديو كريم بنزيمة في حديث مع الظهير الأيسر ومواطنه فيرلاند ميندي، طالبه فيه بعدم التمرير للموهبة البرازيلية الصاعدة فينسيوس جونيور، وقال له، ما معناه أنه يلعب ضدهم.
في وقتها، فهم الأمر في سياق ضغط بنزيمة على إدارة الملكي لتدعيم الفريق بمهاجم، لكن عندما مر ميركاتو الصيف الماضي، وأخفق الريال في ضم كيليان مبابي من باريس سان جيرمان، عاد بنزيمة لتفعيل بروتكول التفاهم مع جونيور، قبل أن يسطعا سوياً.
وربما يحسب التفاهم الحالي مع جونيور لبنزيمة، وتأكيداً على حقيقة قديمة مفادها أن بنزيمة هو كلمة السر في تألق أي لاعب وملامسته النجومية في الريال، وهو أمر ربما سيجيب عنه وضع كريستيانو رونالدو حالياً، إذ لا يزال يبحث عن نفسه بعدما هجر الملكي، وغابت عنه تضحيات الملك كريم.
إقرأ أيضاً.. 5 أرقام تاريخية من «هاتريك» بنزيمة أمام تشيلسي
كابوس الحراس
إذا أردت أن تختبر حارساً عملاقاً، أو متوجاً ببطولة كبيرة مع منتخب بلاده، فتمنَّ أن تضعه قرعة ما أمام بنزيمة، فهو الوحيد القادر،على الأرجح، على منحه صك الإجادة الأبدية، أو الإخفاق والخيبات.
والمقصود هنا هما حارس باريس سان جيرمان جيانلويجي دوناروما المتوج مع إيطاليا بيورو 2020 العام الماضي، وحارس تشيلسي إدوارد ميندي المتوج مع السنغال بأمم أفريقيا قبل أشهر قليلة.
وبات كل من الحارسين ضحية لبنزيمة، إذ سجل فيهما «هاتريك» في غضون أسابيع قليلة، فيما العامل المشترك إجبارهما على ارتكاب خطأ شخصي قاتل، استغله بنزيمة.
وبذلك ينضاف ميندي ودوناروما، إلى الحارسين لوريس كاريوس، الذي حوله بنزيمة لمادة ساخرة في نهائي أبطال أوروبا 2018 أمام ليفربول، وحارس بايرن ميونيخ زفن أولرايش.
الكرة الذهبية تنادي كريم
قبل تتويج ميسي بالكرة الذهبية السابعة بالنسخة الماضية للجائزة، خرج بنزيمة الذي كان ضمن القائمة القصيرة للمرشحين، في حوار مع ليكيب الفرنسي، وركز اكثر من ربع حديثه في المقابلة على حلم الفوز بالكرة الذهبية، وختم حديثه بأنه حلم لم ينفك أن يبارح محطته، قبل أن يؤكد سعيه لتحقيقه.
والآن وفي ظل الأرقام النارية ولعبه دور النجم والقائد والملهم في ريال مدريد يبدو بنزيمة مرشحاً بقوة لمعانقة ذهب أكبر وأهم جائزة شخصية تمنح للاعب في كرة القدم بنهاية هذا العام.
وسيكون على بنزيمة مواصلة عزف سيموفونيته المتفردة حالياً حتى نهاية مايو المقبل، وقيادة الملكي للأبطال والليغا، وهو أمر إن حدث ربما يحتم على القائمين على أمر الكرة الذهبية بتقديم موعد تسليمها المضروب، ومنحها بنزيمة في يونيو المقبل، حيث سيكون الأحق بها بلا منازع.
أرقام مثيرة لبنزيمة
بـ«الهاتريك» الذي سجله في مرمى تشيلسي، بات بنزيمة رابع لاعب يتخطى الهدف رقم 80 في دوري أبطال أوروبا بعد كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي وروبرت ليفاندوفسكي، حيث سجل البرتغالي 140 هدفاً، والأرجنتيني 125 هدفاً، والبولندي 85 هدفاً، والفرنسي 82 هدفاً.
كما أصبح بنزيمة أيضاً، بنزيمة رابع لاعب يسجل «هاتريك» في أرض فريق إنجليزي في دوري أبطال أوروبا بعد رونالدو البرازيلي ضد مانشستر يونايتد في 2003 وغنابري ضد توتنهام في 2019 ونكونكو ضد مانشستر سيتي في 2021.
وبات بنزيمة أيضاً، رابع لاعب يسجل «هاتريك» في مباراتين متتاليتين في البطولة الأوروبية بعد لويز أدريانو وكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، وبنزيمة ورونالدو من فعلوا ذلك في مرحلة خروج المغلوب.