الصراعات السياسية الداخلية ومعركة كسر العظام بين القوى الإقليمية على أرض لبنان دفع ثمنها الشعب اللبناني، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد الصغير الذي كنا نسميه «باريس الشرق» في زمن من الأزمان.
وسواء نفت الحكومة اللبنانية بالأمس ما صرح به نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، ونقلته وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية بإعلان إفلاس لبنان وبنكه المركزي أو لم تنف، فإن الواقع الأليم على الأرض من ترد وانهيار الأوضاع الاقتصادية يشير إلى أن لبنان على شفا الانهيار وحافة الإفلاس، فالتقديرات تشير إلى أن ما يقرب من نصف اللبنانيين باتوا الآن يعيشون تحت خط الفقر، بسبب الأزمة التي تعصف بالبلاد، فيما كشف تقييم صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن قرابة 77% من الأسر اللبنانية ليس لديها ما يكفي من الطعام أو حتى المال الكافي لشراء مواد غذائية.
الشعب ضاق بالنخبة وبالطائفية السياسية واندلعت مظاهرات ضخمة في شتى أنحاء البلاد ضد الفساد وضد المسؤولين عن الأزمة بعد تفاقم الأوضاع المالية والنقدية في ظل غياب رؤية سياسية وطنية للوصول إلى حل.
اللبنانيون يعيشون على قلق وخوف على مستقبل لبنان بعد انعدام الأمل في الخروج من الكارثة التي يعيشها البلد بسبب قادة السياسة.