يعتبر شهر رمضان المبارك، فرصة ذهبية لمرضى الكوليسترول، لخفض مستواه في الدم، لذا من الضروري الابتعاد عن الأطعمة التي ترفع نسبته في الدم.
ورداً على سؤال لـ«الرؤية»، حول علاقة الكوليسترول والسمنة بشهر رمضان، أكد أخصائي الباطنة الدكتور هيثم محمد، على ضرورة الابتعاد عن الوجبات السريعة واللحوم المصنعة والحلويات والمشروبات الرمضانية المحلاة بالسكر.
وقال إنّ الكوليسترول مادة أساسها زيت ولا تختلط مع الدم، ويتم حملها حول الجسم عن طريق البروتينات الدهنية، مشيراً إلى أنّ هناك نوعين من الكوليسترول في جسم الإنسان، وهما (الكوليسترول الضار) وهو البروتين الدهني منخفض الكثافة والمعروف بـLDL، والنوع الآخر (الكوليسترول المفيد)، وهو البروتين الدهني عالي الكثافة، والمعروف بـHDL.
وأضاف هيثم، أنّ زيادة الوزن أو السمنة تؤثر على طريقة إنتاج الجسم للبروتينات الدهنية، ما يؤدّي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، وبالتالي زيادة الأنسجة الدهنية في الجسم، وهذا يشير إلى أنّ زيادة الوزن تُعد سبباً يُساعد على ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وليس العكس.
وعن علاقة الصيام بالسمنة، وهل يزيد الوزن أم ينخفض، أوضح أنّ الإسراف في تناول النشويات والحلويات في رمضان أمر شائع بدعوة تعويض ما فقده الجسم خلال فترة الصيام، وبالتالي فإن الإفراط في تناول الحلويات والنشويات يؤدي إلى زيادة الوزن نتيجة قلة الحركة خلال النهار، ما يؤدي إلى ضعف حرق السعرات الحرارية خاصة أنّ هذا الشهر الكريم تكثر به الولائم.
اقرأ أيضاً: طبيب يوضح طريقة تعويض الجسم بالماء خلال شهر رمضان
وذكر هيثم أنّ هناك دراسة طبية حديثة أفادت بأن الصيام يسهم في تخفيف السعرات الحرارية المتناولة بما له من دور في العلاج والوقاية من زيادة الوزن والسمنة وخفض نسبة الكوليسترول، وتقليل جهد المضخة العضلية للقلب، وأكدت أن التوقف عن الأكل خلال ساعات الصوم يحث الجسم على الاستعانة بمخزونه من الدهون؛ لتوفير الطاقة ويؤدي استهلاك وإذابة دهون الجسم والشرايين خاصة إلى تقليل تضييقها، ما يسهل عمل القلب في ضخ الدم عبر الشرايين.
وقدم طبيب الباطنة، نصائح غذائية عدة لتجنب زيادة الوزن والإصابة بالكوليسترول في رمضان، مشدداً على تناول الأطعمة الطازجة يومياً، والتي تشمل الفواكه والخضروات والبقوليات والعدس والحبوب الكاملة منها «القمح، والأرز البني، والشوفان، والذرة، والكينوا»، وكذا ومنتجات الألبان والمنتجات الغنية بالبروتين والخالية من الدهون «البيض، والدجاج، ولحم السمك».
وطالب بضرورة تجنب المأكولات المعلبة والأطعمة المحفوظة بالملح أو السكر؛ لأنّها غالباً غير صحية، وتحتوي على سعرات حرارية مرتفعة ولا تكسر الجوع، مؤكداً الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل «البرتقال، الليمون، الكيوي، الفراولة، المانجو، الجوافة، البروكلي، الخضراوات الورقية، الفطر، الفلفل، الطماطم، اليقطين، الجزر، البطاطا الحلوة، الملفوف، القرنبيط، المكسرات والحبوب المطحونة»، فكلها أصناف يمكن التلذذ بتناولها بعد الإفطار، وطوال الفترة المسائية بمجرد الشعور بالجوع.
اقرأ أيضاً: نصائح رمضانية لمرضى ضغط الدم من أجل صيام آمن
كما نصح باستبدال الأطعمة المقلية والحلويات بأخرى صحية، والاعتماد على طرق الطهي الصحية بالشي وعلى البخار، وإعداد المخبوزات البيتية والعصائر الطازجة، منوها بالتقليل من إضافة الملح عند إعداد الطعام، واستبداله بالأعشاب والتوابل والليمون والثوم وسواها من منتجات التتبيل الطبيعية التي تضفي نكهة لذيذة ولا تحبس الماء في الجسم.
وطالب الدكتور هيثم بإزالة الدهون من اللحم قبل وبعد سلقه وتناول الدجاج من دون جلد، فالمذاق لن يختلف وإنّما ستنخفض السعرات الحرارية، مطالباً بالاعتماد على الأطعمة الغنية بالبروتينات الجيدة على وجبتي الإفطار والسحور، وأهمها الفول والحمص والفاصوليا والعدس الأحمر فهي تشعركم بالشبع، بالإضافة إلى كونها خياراً صحياً جيداً.
وحذر من سلق الخضروات لوقت طويل، لأنّها ستفقد عناصرها الغذائية ولونها ونكهتها، مشدداً على ضرورة الإكثار من شرب الماء، وألا ننسى تناول طبق الحساء أولاً لترطيب الجسم، مع اختيار منتجات الألبان قليلة الدسم «الحليب واللبن والجبن»، والعصائر الطازجة الخالية من السكر المضاف وماء جوز الهند وشاي الأعشاب.