مسجلاً نجاحات تفوق ما كنا نحلم بها يوماً، يودعنا إكسبو 2020 دبي، حاملاً رايته إلى «أوساكا» اليابان، بعد أن جمع العالم في أكثر الأوقات تحدياً وصعوبة، مسجلاً عدد زوار يفوق الـ24 مليون زائر واقعياً وأكثر من 200 مليون زيارة افتراضية، وانتصاراً للمنطقة العربية والإمارات، التي تعهدت بأن يكون هذا الحدث مبهراً، فأصبح منارة للأمل والعمل، وأضخم برنامج تعليمي وترفيهي استمر على مدار 182 يوماً، جمع الثقافات والأفكار والأحلام، الكبار والصغار، المسؤولين والطلبة، والمتطوعين من كل الجنسيات الذين وصل عددهم إلى 30 ألفاً، فهل ودعنا إكسبو حقاً؟
في الحقيقة يستعد إكسبو 2020 وخلال الأشهر القليلة لاستقبال الجمهور إلى موقع المعرض مرة أخرى، فهذه المنطقة المترامية ستتحول إلى مدينة مستقبلية ستعرف باسم "دستركت 2020"، سيتم تحضيرها للاندماج في حياة المدينة الكبيرة وفق مراحل مخطط لها، كما ستضم المدينة الجديدة أكثر المناطق اللافتة مثل أجنحة الاستدامة، التنقل، الفرص وجناح دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تم بناؤها منذ اليوم الأول لتحقق هدف الاستدامة، لتخدم أغراضاً مجتمعية وتجارية بالإضافة إلى استضافة 80 شركة ناشئة، ما يعني استمرار البنى التحتية في خدمة أحداث المستقبل.
إن تجربة أكبر معرض مر على تاريخ المنطقة العربية، تتمحور حول الإنسان وعقله وجسده ورحه، ولا نقصد بذلك ما وفرته من إمكانات هائلة لملامسة وجداننا وتحفيز أفكارنا وحسب، بل وكل تلك المصادر المعرفية حول ابتكارات تصب في صالح صحتنا ومناخنا وتعليمنا، ولغات وعادات اجتماعية وممارسات ثقافية جديدة، لم نكن لنعرف عنها رغم تعدد نوافذ البحث التي توفرها لنا الشبكة، كما أن الخبرات الواسعة التي أضافها هذا الكم من التفاعل في مجالات أمنية واقتصادية واجتماعية، لم تكن لتتحقق خارج الحدث الاستثنائي، أما على صعيد الفرد، فمثلت هذه المنصة فرصة لا تتكرر لفلسفة الممكن اللامستحيل، شريطة تمسكنا بأسلوب البحث والتخطيط والعمل المستمر ومراكمة الخبرات ومقارنة النتائج.
إكسبو 2020 دبي، الأكثر استدامة في تاريخ هذا المعرض الممتد لـ170 سنة، هو الإرث الذي لن يغادر قلوبنا، هو خارطة تطويرية تفاعلية، فردت لنا على مد البصر والبصيرة، حتى نكتشف ذواتنا، ونقترب من أحلامنا، بشجاعة تتكئ على المعرفة والوعي والرؤية.