تلك الرؤية تشهد لها الأيام الأخيرة من عمر إكسبو، فمنها اقتطعتْ القمة العالمية للحكومات وقتاً -ثميناً ومهماً ومؤثراً- لتعلن عن حضورها السنوي، ومن عمر هذه الأخيرة، منذ ولادتها فكراً وعملاً وتطورها المشهود ظهر القبول وبعده الإنجاز لإكسبو 2020- دبي، وهكذا التقيا معاً في الدورة الثامنة للقمة العالمية للحكومات.
الرؤية الإماراتية ببعدها العالمي تكشفُ كل يوم عن شراكة مع العالم، على أساس فكري ضمن طرح نظري تؤسس عليه المواقف، يجعل العرب من خلال الإمارات يُثْبتون حضورهم الثقافي والسياسي، المتعلق بصناعة مستقبل البشرية في سباق مُتسارع، يتَّخذ متكأً من وسائل التقنية الحديثة، ووسائل الاتصال، والرقمنة، وكل مؤثرات العصر، الزاحفة نحو تشكيل واقع يفرض النظام العالمي الجديد في سنوات السلم وأيام الحرب.
لقد سبق للقمة العالمية للحكومات توقع حدوث بعض من وقائع العالم -كما هي اليوم- خلال السنوات الماضية من دوراتها، وها هي في دورتها الثامنة تستشرف تبعات التداعيات الراهنة في المستقبل المنظور، كما جاءت في محاورها الثمانية، التي ركزت على تصميم مستقبل أفضل للإنسانية، وشملت: «السياسات التي تقود التقدم والتنمية الحكومية»، و«تصميم مستقبل أنظمة الرعاية الصحية»، و«الاستدامة للعقد المقبل»، و«تسريع الانتعاش الاقتصادي العالمي»، و«تكنولوجيا المستقبل»، و«بناء مدن المستقبل»، و«مستقبل الأنظمة التعليمية والوظائف»، و«تمكين المرونة الاجتماعية».
وبعيداً عن لغة الأرقام -وهي بلا شك دالة- من حيث عدد المشاركين، وزيادتهم المطردة، وتفادياً للدخول في نقاش مثمر وضروري، ولكنه سيكون طويلاً، حول أدوار ومكانة المشاركين من ممثلي الحكومات والمنظمات والمؤسسات على المستويين، الحكومي والدولي، فإن القمة العالمية للحكومات في دبي تواصل نجاحها على مستوى صناعة الأفكار، بما يخدم البشرية طبقاً لسياسة الحكومات ونهجها في التسيير والإدارة.