محمود محمد

كشف تقرير أعدته وكالة بلومبيرغ الاقتصادية أن أقوى اضطراب يحدث حالياً في سوق السندات العالمية وسط تخلص المستثمرين من أصول الدخل الثابت خوفاً من أن يؤدي التشديد الصارم لسياسة البنك المركزي الأمريكي إلى دفع الاقتصاد العالمي إلى الركود.

وتراجعت سندات الخزانة أمس الاثنين، وانقلب جزء رئيسي من منحنى الولايات المتحدة لأول مرة منذ عام 2006.

وبحسب التقرير، أتى البيع بعد رد فعل على التوقعات القائلة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيقود موجة من رفع أسعار الفائدة، لأن الحرب الروسية في أوكرانيا تدفع التضخم الأسرع منذ الثمانينيات.

وأوضح التقرير أن هذا التركيز على إعادة السيطرة على نمو الأسعار يسبب مشكلات للاقتصاد العالمي، الذي يتعرض بالفعل لضغوط تأثير العقوبات المفروضة على روسيا على السلع والتجارة، إلى جانب الإغلاق في الصين.

وارتفعت عوائد سندات الخزانة لمدة عامين 14 نقطة أساس لتصل إلى 2.41% لتتصدر الزيادات عبر المنحنى، حيث قام التجار بتسعير نقطتين مئويتين كاملتين من الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المتبقية من هذا العام.

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

كما ارتفعت عوائد السندات لأجل خمس سنوات عن عوائد السندات لأجل 30 عاماً، ما يشير إلى أن بعض المستثمرين يتوقعون تباطؤاً اقتصادياً وربما ركوداً.

وأشار التقرير إلى أن التركيز على تشديد البنك المركزي لا يقتصر على الولايات المتحدة فقط، بل يراهن المتداولون أيضاً على رفع أسعار الفائدة بشكل أسرع في منطقة اليورو مع ارتفاع التضخم.

وتقوم أسواق المال حالياً بتسعير أربع زيادات في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة من قبل البنك المركزي الأوروبي بحلول مارس من العام المقبل، بحسب التقرير.

وقالت جيرالدين سوندستروم، مديرة المحفظة في شركة «باسيفيك انفستمنت مانجمنت»: «كل البنوك المركزية تقوم بالأمر نفسه في الوقت نفسه، إضافة إلى أنه في النهاية قد يؤدي ارتفاع الأسعار إلى تباطؤ كبير في النمو أولاً، لكن احتمال حدوث ركود آخذ في الازدياد».

وأضاف: «ما تفعله البنوك المركزية لا يمكن أن ينجح إلا مع تدمير الطلب، لأن صدمة العرض بسبب الحرب، وانتعاش كوفيد في الصين، لا يمكن التعامل معهما برفع أسعار الفائدة».

وفي اليابان، اخترقت عوائد السندات لأجل 10 سنوات مستوى 0.25% لفترة وجيزة، رغم تحرك البنك المركزي للبلاد للتدخل في السوق، وإعلانه عن عمليتي شراء غير محدودتين في يوم واحد لإبقائها دون هذا المستوى، الذي وصل إلى أعلى النطاق المسموح به.

وقال داميان ماكولو، رئيس أبحاث الدخل الثابت في «ويستباك بانكينغ»: «يبدو زخم السندات على مستوى العالم في اتجاه واحد في الوقت الحالي، حيث تتراجع سندات الخزانة على خلفية توقعات رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة. حتى عندما تبدو الحركات ممتدة، فإن هناك بضع إشارات إلى أن الاتجاه الحالي قد وصل إلى القاع».

ودفع بيع سندات الخزانة جزء منحنى العائد، الذي يحظى بمراقبة واسعة في الولايات المتحدة، إلى أول انعكاس له منذ 16 عاماً، حيث بيعت السندات ذات آجال الاستحقاق الأقصر بشكل أسرع من نظيراتها الأطول أجلاً استجابةً للتوقعات حول كيفية قيام البنوك المركزية بمكافحة التضخم.

وارتفعت عوائد السندات الأمريكية لأجل خمس سنوات بمقدار 12 نقطة أساس لتصل إلى 2.67%، لترتفع أعلى من عوائد السندات لأجل 30 عاماً. انعكس الفارق بين سندات الخزانة لأجل خمس وعشر سنوات في وقت سابق من هذا الشهر.

وذكر موهيت كومار، العضو المنتدب في «جيفريرز»: «في حين كان يُنظر إلى الانعكاس الأخير بشكل تقليدي على أنه إشارة إلى الركود، إلا أن الحال الآن قد لا يكون كذلك لأن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي كانت فضفاضة للغاية».

وقال: «الوضع مختلف هذه المرة، حيث يسعى بنك الاحتياطي الفيدرالي للحاق بالركب من مركز متأخر كثيراً عن المنحنى. وبالتالي، فإننا لا نرى سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي الحالية تقود إلى الركود، لكننا سنشهد بعض التباطؤ الاقتصادي مع انتقال السياسات إلى منطقة مقيدة».