في نسخة اختبارية من نظام ويندوز 11 وفي برنامج مدير الملفات، رأى أحد المستخدمين إعلاناً نصياً لأحد منتجات مايكروسوفت الأخرى. الخبر انتشر في عدة مواقع، وردود الفعل كانت متوقعة فالجميع متضايق من ذلك. متحدث من مايكروسوفت صرح بأن هذه الخاصية كان من المفترض أن تبقى داخلية ولا تصل لمن يختبر إصدارات ويندوز، لكن الجميع الآن يعلم أن مايكروسوفت قد تطرح هذه الخاصية في إصدارات قادمة وهذه مشكلة.
كل الشركات التقنية تعرض إعلانات مماثلة لمنتجاتها وخدماتها وهو أمر مزعج، إذ يحتاج الفرد إلى أن يضغط دائماً على زر الإغلاق ليجعل هذه الإعلانات تذهب لكنها لا تذهب للأبد فهي تلح عليه بتغيير هذا البرنامج أو ذاك على سبيل: «إن كنت تستخدم متصفحاً ما فإليك متصفحنا الأفضل، وإن كنت تستخدم أحد منتجاتنا فلم لا تستخدم المزيد منها»، والشركات لا تكتفي بذلك بل تحاول أن تصبح كل شيء للمستخدم.
الإعلان في الويب بدأ بريئاً ويحاكي إعلانات الصحف، وقد ظهر أول إعلان مبكراً في 1993 بعد عامين فقط من بداية الويب، وكان على شكل صورة ينقر عليها المستخدم ليصل إلى موقع آخر، وفي 1996 ظهر أول إعلان يصل لشريحة كبيرة من الناس، هذا الإعلان له مقياس محدد وقد كان له أثر لسنوات بعد ذلك إذ كانت معظم إعلانات الويب في فترة التسعينيات تعرض بنفس المقياس.
مع تطور تقنيات الويب استغل البعض قدرات المتصفح للاحتيال على المستخدمين بإجبارهم على النقر على الإعلان، أو أن يصدر الإعلان صوتاً عالياً أو أن يأكل البرنامج طاقة الحاسوب ويجعله غير قادر على فعل أي شيء آخر، فأصحبت الإعلانات مزعجة، وهكذا بدأت جهود البعض في تطوير برامج تحجب الإعلانات.
هناك من يرى أن برامج حجب الإعلانات ما هي إلا سرقة لجهود صناع المحتوى، الذين يقدمون المحتوى مجاناً مقابل عرض الإعلانات على المستهلك للمحتوى، في حين أن مستخدمي برامج حجب الإعلانات يرون فيها حقاً لأنهم يريدون حماية حواسيبهم وحماية أنفسهم من تتبع شركات التقنية لعاداتهم وتاريخ تصفحهم للويب.
الإعلان عندما كان مجرد صورة يمكن النقر عليها لن يكون ذلك مزعجاً، لكن الآن مع تقدم تقنيات الويب أصبح الإعلان أداة متابعة وتحليل لكل ما يفعله المستخدم وذلك في محاولة لتشكيل صورة عنه لتوجيه إعلانات تناسب اهتماماته، هذا ما تفعله كبرى شركات التقنية مثل غوغل وميتا (فيسبوك سابقاً)، وللحديث بقية.