رغم أن الجميع يحاول التخلص من فكرة الروتين اليومي، الذي عادة ما يصاحبه الشعور بالممل أو التقيد، فإنن هذه الكلمة «روتين» لها تأثير كبير في نشاطنا اليومي، والحفاظ على الصحة العقلية.
وأوضحت دراسات عدة أن الإجراءات الروتينية عادة ما تكون أدوات قوية، يمكنها دعم الوظيفة المعرفية، وتعزيز الصحة وتقديم أنشطة مفيدة، وفرص جيدة للشخص للتواصل اجتماعياً، بحسب ميديكال إكسبريس.
الروتين يدعم الوظيفة المعرفية
يدعم اتباع عادات يومية روتينية ومنتظمة الوظيفة الإدراكية، وقد يحرر الأشخاص ليكونوا أكثر إبداعاً، حيث وجدت الأبحاث أن وجود عمليات عمل منتظمة يسمح للعاملين بإنفاق طاقة معرفية أقل على المهام المتكررة، وبالتالي يمكن أن يدعم ذلك التركيز والإبداع في المهام الأكثر تعقيداً، وهذا يعني خلق فرص أكثر للقيام بأنشطة أخرى وجديدة.
لهذا فكر في روتين الصباح المعتاد على سبيل المثال، اتخاذ الطريق المعتاد إلى العمل، وتناول مشروب دافئ على طول الطريق، أو إلقاء التحية على زملاء العمل، أو التقليب على الكمبيوتر أو فتح التقويم، إذ إن اتباع مثل هذه العادات يمكن أن يمهد الطريق ليوم عمل مثمر.
وقد وجدت مراجعة للطقوس اليومية للفنانين المؤثرين أن العديد من الفنانين لديهم إجراءات عمل محددة جيداً، التي قد تدعم إبداعهم بدلاً من تقييده، حيث تظهر أبحاث الذاكرة أن الروتين والعادات المنتظمة يمكن أن تدعم كبار السن للعمل بشكل أفضل في بيئاتهم المنزلية.
الروتين يعزز الصحة
يمكن للروتين المنتظم أن يساعد الأشخاص أيضاً على الشعور بأنهم يتحكمون في حياتهم اليومية، وأنهم يمكنهم اتخاذ خطوات إيجابية في إدارة صحتهم، على سبيل المثال، تخصيص وقت لممارسة الرياضة ضمن الروتين يمكن أن يساعد في تلبية مستويات النشاط اليومية الموصّى بها، وهذا مهم بشكل خاص الآن، حيث تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين قللوا من مستويات نشاطهم أثناء الوباء يمكن أن يتعرضوا لآثار صحية دائمة.
ومع زيادة نشاط الناس خارج منازلهم مرة أخرى بعد أزمة الوباء، فقد يفكرون في الانتقال إلى المدرسة والعمل، والعودة إلى أنشطة اللياقة البدنية المنظمة والصالة الرياضية.
وتشمل الطرق الأُخرى التي يمكن أن يدعم بها الروتين الصحة تحضير الوجبات بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم، وهي أنشطة تبدو بسيطة، لكنها يمكن أن تعود بالفائدة على الشيخوخة الصحية على مدى العمر.
الروتين يُعطي معنى
يمكن للروتين المعتاد أيضاً أن يتجاوز تبسيط المهام اليومية وإضافة بعض التوابل إلى الحياة، فتشير الدلائل إلى أن نشاطاً معززاً للصحة، مثل المشي يمكن أن يوفر فرصاً للاستمتاع بالطبيعة واستكشاف أماكن جديدة والتواصل الاجتماعي.
يُظهر البحث عن مفهوم التدفق، وهو حالة الاستيعاب الكامل في الوقت الحاضر، أن الأنشطة، مثل الرياضة والألعاب والفنون الجميلة والموسيقى يمكن أن تكون مُرضية ومعززة، حيث يمكن أن تساهم المشاركة المنتظمة في الأنشطة الهادفة والجذابة بشكل إيجابي في الصحة النفسية.
خطوات صغيرة لبناء الروتين
إذا كنت تعتقد أن روتينك اليومي يمكن أن يتطلب ضبطاً، ففكر في بعض الخطوات الصغيرة:
استخدم تطبيقاً لمؤقت اليوم أو تطبيق الهاتف الذكي لتنظيم أنشطتك ووضع الأشياء التي تريد القيام بها في جدولك الزمني.
اختر وقتاً عادياً للاستيقاظ والنوم وحاول الالتزام به معظم أيام الأسبوع.
اجعل النشاط البدني قابلاً للإدارة من خلال المشي في الحي أو ركوب الدراجات عدة مرات في الأسبوع.
ابدأ هواية جديدة أو عاود الانخراط في واحدة من الماضي، مثل ممارسة الرياضة أو الألعاب أو صنع الفنون والحرف اليدوية أو العزف على آلة موسيقية أو الغناء.
ترقب الأنشطة الهادفة التي قد تظهر مرة أخرى في مجتمعك، مثل نادي الكتاب في المكتبة أو مجموعة المشي الاجتماعي.
للروتين القدرة على مساعدتنا في إدارة صحتنا وعملنا وحياتنا المنزلية والمجتمعية. بعد مرور عامين على تغيير الوباء لحياة الجميع، أصبح لدى الناس الآن فرصة للنظر في الروتين الذي يريدون الحفاظ عليه، والأشياء ذات المغزى التي يحتاجون إليها في حياتهم اليومية للبقاء منتجين وسعداء وصحيين.